رايتس ووتش: الهجوم الكيماوي في سوريا جريمة حرب
قال رئيس منظمة هيومن رايتس ووتش إن الهجوم الكيماوي المزعوم ضد مدنيين في سوريا يشكل جريمة حرب تحمل بصمات حكومة الرئيس بشار الأسد، لكن حليفته روسيا تشاركه المسؤولية الجنائية المحتملة جراء استخدام هذه الأسلحة.
وقال كينيث روث المدير التنفيذي للمنظمة في مقابلة مع رويترز يوم الاثنين إن على دول العالم أن تدرس ممارسة ضغوط على الرئيس فلاديمير بوتين قبل استضافة بلاده نهائيات كأس العالم لكرة القدم في يونيو حزيران، لأن الأسد أصبح بالفعل ”رجلا فقد ما تبقى له من سمعة“.
وقالت منظمة إغاثة طبية في سوريا إن الهجوم المزعوم بالغاز السام الذي وقع مطلع هذا الأسبوع أسفر عن مقتل 60 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من ألف آخرين في دوما التي تسيطر عليها المعارضة.
ونفت دمشق أن قواتها شنت أي هجوم كيماوي، وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن مثل هذه الإدعاءات كاذبة.
وقال روث في المقابلة التي جرت في مكتبه في جنيف ”استخدام الأسلحة الكيماوية في الأصل يشكل جريمة حرب. أضف إلى ذلك أن الأشخاص الذين يبدوا أنهم المستهدفون هنا كانوا مدنيين، وهو أمر مألوف بالنسبة لحكومة الأسد“.
وأضاف ”استخدام الأسلحة الكيماوية ضد مدنيين يختبئون في أقبية المنازل هو جزء من نمط واسع النطاق، ليس فقط فيما يتعلق بنمط استخدام الأسلحة الكيماوية ولكن أيضا بنمط استهداف المدنيين الذين يتصادف أنهم يسكنون المناطق التي تسيطر عليها المعارضة“.
وروث محام أمريكي يرأس المنظمة منذ عام 1993. وقال روث إن مثل هذه الجرائم تشكل خرقا خطيرا لاتفاقيات جنيف وينبغي محاكمة مرتكبيها أمام المحكمة الجنائية الدولية أو محكمة خاصة بسوريا في المستقبل.
* مسؤولية جنائية
وروسيا هي الحليف الرئيسي للأسد وتزوده بالأفراد والعتاد في حربه ضد مقاتلي المعارضة المستمرة منذ سبعة أعوام.
ولم يتسن هيومن رايتس ووتش أن تجري تحقيقا على الأرض حول ما حدث لكن روث قال إن بعض الشهود ذكروا أن طائرة هليكوبتر حكومية سورية ألقت اسطوانة مواد كيماوية عثر عليها لاحقا.
ووثق محققون تابعون للأمم المتحدة في جرائم الحرب عشرات الحالات التي استخدمت فيها أسلحة كيماوية مميتة من جانب قوات الحكومة السورية منذ بدء الحرب في مارس آذار 2011.
وقال روث ”في الماضي، اعتاد (الأسد) على استخدام الأسلحة الكيماوية، ليس بسبب قدرتها على قتل أعداد كبيرة من الناس، ولكن لأنها أسلحة تبعث على الرعب وتضعف من معنويات العدو“.
وأضاف ”ليس هناك مجال للشك في أن حكومة الأسد مسؤولة جنائيا عن انتهاج استراتيجية استهداف المدنيين، وهي استراتيجية تشكل جريمة حرب“.
وتابع ”وأعتقد أنه هناك حجة قوية للقول بأن روسيا تشترك في المسؤولية الجنائية عن استراتيجية جرائم الحرب التي تتبعها حكومة الأسد باستهدافها للمدنيين“.
وقال روث إن المزاعم بأن موسكو سممت جاسوسا روسيا سابقا يعيش في بريطانيا الشهر الماضي أدت إلى طرد دبلوماسيين روس من عدة دول وفرض عقوبات مالية وحظر سفر بعض الشخصيات المقربة من بوتين.
وأضاف ”آمل في أن يفكر الناس فيما يمكن فعله مع اقتراب كأس العالم لفرض المزيد من الضغوط على بوتين لكبح جماح الأسد وووضع حد للفظائع التي يرتكبها“.