راهبة وصحفية تعبّران عن غضبهما في مؤتمر الفاتيكان
وجهت راهبة وصحفية أقوى انتقادات لزعماء الكنيسة حتى الآن في مؤتمر البابا فرنسيس للتصدي للاستغلال الجنسي للأطفال السبت 23 فبراير واتهموهم بالرياء والتستر على الجرائم المروعة بحق الأطفال.
واستمع نحو 200 من كبار المسؤولين في الكنيسة، جميعهم رجال باستثناء عشر، في صمت شديد في قاعة الجمهور في الفاتيكان بينما ألقت المرأتان كلماتهما الصريحة والغاضبة في بعض الأحيان في اليوم قبل الأخير للمؤتمر الذي عقده البابا لمواجهة تلك الفضيحة العالمية.
«هذه العاصفة لن تمر»
تحدثت الأخت فيرونيكا أوبيبو، وهي نيجيرية عملت في إفريقيا وأوروبا والولايات المتحدة، بصوت خافت لكنها بعثت برسالة قوية، قائلة للأساقفة الذين كانوا يجلسون أمامها «هذه العاصفة لن تمر».
وقالت «نحن نعلن الوصايا العشر ونقدم أنفسنا كقيمين على المعايير والقيم الأخلاقية والسلوك الجيد في المجتمع. هل نحن منافقون في بعض الأحيان؟ نعم! لماذا التزمنا الصمت لفترة طويلة؟».
وقالت للبابا، الذي كان يجلس إلى جوارها على المنصة، إنها معجبة به لأنه «متواضع بما فيه الكفاية» ليغير رأيه ويعتذر ويتخذ إجراء بعد أن دافع في البداية عن أسقف في تشيلي متهم بالتستر على الانتهاكات. واستقال الأسقف فيما بعد.
وأضافت «كيف استطاعت الكنيسة الصمت والتستر على هذه الفظائع؟ لا يمكن تصور الصمت وكتمان الأسرار في قلوب الجناة وطول مدة الانتهاكات وعمليات النقل المستمرة للجناة».
«صدمة بسبب تقاعس الكنيسة»
وتحدثت عن صدمتها عندما شاهدت فيلم (سبوتلايت) الحائز على جائزة الأوسكار عام 2015، والذي أظهر كيف قام قادة الكنيسة في بوسطن بنقل الكهنة المجرمين من أبرشية إلى أبرشية أخرى بدلاً من عزلهم أو تسليمهم للسلطات المدنية.
وقالت أوبيبو «علينا أن نعترف بأن تواضع قدرتنا ونفاقنا ورضانا عن أنفسنا قد أوصلونا إلى هذا الوضع المشين والفاضح الذي نجد أنفسنا فيه ككنيسة. نتوجه بالدعاء، يا رب ارحمنا!».
وقالت فالنتينا الأزراكي (64 عاماً)، وهي مراسلة تلفزيونية مكسيكية قامت بتغطية خمسة باباوات وعميدة الصحفيين في الفاتيكان، للأساقفة إنها تتحدث كامرأة وأم وكذلك صحفية.
وأضافت «بالنسبة للأم، لا يوجد أطفال من الدرجة الأولى أو الثانية: هناك أطفال أقوى وأطفال أكثر ضعفاً. ولا يوجد أطفال من الدرجة الأولى والثانية بالنسبة للكنيسة».
وقالت الأزراكي للأساقفة إنهم لم يعد بإمكانهم دفن رؤوسهم في الرمال مثل النعام.
وأضافت «إذا لم تقرروا بشكل جذري أن تكونوا إلى جانب الأطفال والأمهات والعائلات والمجتمع المدني، فعليكم أن تخافوا منا لأننا صحفيون نسعى للصالح العام وسنكون ألد أعدائكم».
ويختتم المؤتمر غداً الأحد عندما يلقي البابا كلمة الختام. ويقول الفاتيكان إنه سيصوغ إجراءات متابعة للتأكد من أن جميع الأساقفة سيعودون إلى ديارهم بعد المؤتمر وهم على بيّنة من كيفية تطبيق إجراءات مكافحة الانتهاكات.