رائدة فضاء أمريكية: الفضاء مقبل على تغيرات دراماتيكية
قالت رائدة الفضاء السابقة، الأمريكية ماري إيلين ويبر، إن الفضاء مقبل على تغيرات دراماتيكية في المستقبل، وإن طبيعة برامج الفضاء التابعة لوكالة “ناسا” تعرف أيضا العديد من التغيرات في صورة التركيز على الرحلات المكوكية المنخفضة التكلفة، موضحة أن البرامج الجديدة أكثر طموحا لأنها تسعى إلى إعداد مصائرنا كحضارات ترتاد الفضاء.
وقالت ماري ويبر في محاضرة ألقتها بمكتبة قطر الوطنية، نظمت بالتعاون مع السفارة الأمريكية في الدوحة، احتفالا بمرور 50 عاما على أول رحلة مأهولة إلى القمر، بعنوان “القمر وما بعده: تجربة الفضاء ومستقبل استكشافه”، إن مصير البشر هو استكشاف المزيد خارج حدود القمر والمريخ.
وتعتبر ماري ويبر رائدة فضاء مخضرمة، أمضت ما يقرب من 19 عاما في وكالة “ناسا”، وسافرت إلى الفضاء مرتين، الأولى كانت على متن المكوك الفضائي “إس تي إس 70 ديسكفري”، والثانية كانت على متن المكوك “إس تي إس 101 أتلانتس” لإنشاء محطة الفضاء الدولية.
وفي هذا اللقاء، تحدثت ماري ويبر عن خبراتها في استكشاف الفضاء عبر عملها كرائدة فضاء فقط لمدة 10 سنوات وتطرقت إلى توقعاتها لمستقبل البعثات الفضائية.
وأوضحت ما يتطلبه الأمر من الأفراد ووكالة “ناسا” للذهاب إلى الفضاء، مشيرة إلى محطة الفضاء الدولية، والاهتمام الذي تبديه الدول الأخرى للذهاب إلى الفضاء. كما تحدثت بحماسة عن خطة ناسا لنقل رجل إلى القمر عام 2024. وقالت: “هذه المهمة القادمة ستضع امرأة على سطح القمر، سوف نكون حاضرين في القمر. لذلك أنا أنظر إلى الشباب الذين يرتدون بدلات الفضاء.. هذه هي الرسالة”.
وأضافت: “الذهاب إلى القمر يعلمنا الكثير، وقد تعلمنا أن الجزء الأكثر خطورة هو عملية الإقلاع والهبوط.. كما تعلمنا أيضا كيفية الذهاب إلى المريخ، وهذا أمر مثير للغاية ومدهش.. أشعر بأنني محظوظة جدا لأن لدي كل هذه الخبرة التي اكتسبتها، ومع ذلك لن أحصل على فرصة للذهاب إلى القمر أو المريخ.. لكنني واثقة أن جميع من في القاعة من الشباب لديهم هذه الرغبة”.
وردا على سؤال حول وجود مياه في كواكب بعيدة، قالت: “الآن، نحن نعرف أن هناك ماء على سطح المريخ وتحت سطح القمر. وهذا رائع، لأن الماء هو أساس الحياة”، وأضافت: “لكننا حتى الآن بحاجة إلى تقنيات متطورة للوصول إلى المريخ وجعل الإنسان يهبط هناك”.
وعن سؤال لفتاة كيف أصبحت ويبر رائدة فضاء، تحدثت عن تجربتها الخاصة وقالت إنها عندما كانت صغيرة “كان واضحا أنه لم يكن هناك رائدات فضاء، الرجال فقط يذهبون إلى هناك”، لكن برامج الفضاء تغيرت الآن. وأضافت أن التركيز الآن ينصب على بناء القدرات المتطورة في المستقبل وبناء المكوكات المنخفضة التكلفة مع إمكانية القيام برحلات فضائية تجارية وحتى سياحية.
وعندما سُئلت عما يحدث لرواد الفضاء عندما يعودون إلى الأرض، قالت: “كل جانب من جوانب جسمنا يستخدم للجاذبية، حيث ينخفض مستوى السائل في الجسم بنسبة 30%.. هذا لطيف فأنت تصبح أخف (تضحك)”، لكن المشكلة -كما تقول ويبر- هي عندما يعود رائد الفضاء إلى الأرض، “الكثير منا يمضون عدة أيام في المستشفى”، لذلك -تضيف- “قبل ثلاث ساعات من العودة إلى الأرض، نأكل كمية هائلة من الملح ونشرب الماء بكثرة”.
يشار إلى أن الدكتورة ويبر استشارية في مجالات التكنولوجيا والابتكار والاتصالات الإستراتيجية والعمليات ذات المخاطر العالية، وتعمل في لجنة المجلس الاستشاري لوكالة ناسا للتكنولوجيا والابتكار والهندسة. وهي حاصلة على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة ساذرن ميثوديست، وعلى دكتوراه في الكيمياء من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، وبكالوريوس العلوم في الهندسة الكيميائية من بوردو. وهي مؤلفة لثمانية أوراق علمية وبراءة اختراع.
وقد مارست ويبر القفز الحر التنافسي منذ عقود، حيث قامت بما يقرب من 6000 قفزة بالمظلات، وهو رقم قياسي عالمي، وحصلت على عشرين ميدالية في بطولة الولايات المتحدة. وهي أيضا طيار لأكثر من 600 ساعة.