رئيس البرلمان الليبي يبحث بالإمارات خلافة حفتر
قالت إذاعة فرنسا الدولية RFI الرسمية، اليوم السبت 21 أبريل 2018، إن رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح عاد إلى ليبيا أمس الجمعة قادماً من الإمارات، بعد بحثه خطة استبدال محتملة للجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر، قائد القوات المدعومة من مجلس نواب طبرق.
وأشارت الإذاعة على موقعها الإلكتروني، إنّ الاجتماعات التي شهدتها مدينة أبو ظبي “من شأنها التحضير لاستبدال محتمل لحفتر الذي يتلقى العلاج في فرنسا منذ 9 أبريل/نيسان الجاري”.
وأضافت أن عقيلة التقى يوم الخميس الفائت بولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، بعد يوم من وصوله إلى الإمارات.
الإذاعة نقلت أيضاً عن مصادر مقربة من “حفتر”، قولها إنّ “الجنرال عبد السلام الحاسي، قائد غرفة عمليات الكرامة (معركة ضمن الحرب الأهلية الليبية عام 2014)، هو الأقرب لخلافة حفتر في هذا الوقت”.
وفي تقرير لها أمس، ذكرت الإذاعة الفرنسية أنّ هناك 3 أسماء مرشحة لخلافة حفتر وهم ابنه خالد، وصهره ورئيس أركانه عون الفرجاني، والجنرال عبد السلام الحاسي الذي وصفته الإذاعة بأنه “الرجل السري والمقرب من أبو ظبي والقاهرة”.
ولم تشمل القائمة اسم عبد الرازق الناظوري، رئيس أركان القوات المدعومة من مجلس النواب، والذي كان قد تعرض يوم الأربعاء الفائت إلى محاولة اغتيال فاشلة، بتفجير سيارة مفخخة، بالتزامن مع مرور موكبه في منطقة سيدي خليفة، بضواحي مدينة بنغازي شرق ليبيا.
وفي وقت سابق، أشارت تقارير إعلامية أن الناظوري، يُعد أحد الأسماء المرشحة لخلافة حفتر، على رأس القوات المدعومة من مجلس النواب، في حالة غياب الأخير عن المشهد الليبي.
مصير غامض لحفتر
وخلال الأيام الماضية تدهور الوضع الصحي للجنرال حفتر بشكل كبير، وإثر ذلك نُقل إلى فرنسا للعلاج، بعد أن فقدَ وعيه أثناء وجوده في العاصمة الأردنية عمان.
وكشف موقع Middle east eye البريطاني عن المرض الذي يعاني منه حفتر، مستنداً بذلك إلى مصادر وصفها بـ”الخاصة”، وقالت إن الجنرال يعاني تلفاً مميتاً في الدماغ لا يمكن إصلاحه أو علاجه، وأنه ما يزال في حالة غيبوبة تقريباً.
ونقل الموقع عن مصدر دبلوماسي أوروبي -لم يذكر اسمه- قوله إن “حفتر عاجز عن النطق أو حتى الإدراك الكامل. ولا يمكنه حتى الجلوس أو الوقوف”.
وأضاف المصدر أن الطبيب المُعالج لحفتر يقول إن “الجنرال الليبي حتى وإن استجاب جزئياً للعلاج، فذلك سيكون مؤقتاً ولن يعود طبيعياً مرة أخرى”؛ بسبب وضعه الصحي، لافتاً إلى أن حفتر عانى سرطان الرئة، الذي انتشر ووصل إلى دماغه.
ولا يقوى حفتر على التحدث، أو حتى على الفهم السليم، ولا يمكنه حتى الجلوس أو الوقوف، وفقاً للمصدر الأوروبي، الذي نقل عن الطبيب قوله إن “حفتر يتناول أدوية يمكن تناولها للحد من التورم في المخ وقد تعيد لحفتر قدرته على الكلام، على سبيل المثال، لكن هذه التأثيرات ستكون مؤقتة”.
ومنذ بدء انتشار الأنباء عن تلقي حفتر العلاج، أصر مسؤولون في جيشه على أن الجنرال بصحة جيدة، وأنه يخضع لفحوص روتينية في فرنسا، لكن الموقع البريطاني نقل عن مصدر طبي قوله: “يريدون أن يبقى وضعه الصحي مجهولاً، إن حفتر يعاني سكتة دماغية، وهذا الأمر لا يمكن إصلاحه”.
ماذا يعني غياب حفتر؟
من شأن غياب الجنرال الليبي عن الحياة العامة فترة ممتدة، أو الشكوك حول قدرته الصحية، أن يسبّبا المزيد من الفوضى في الوضع السياسي الليبي، الذي يعاني فوضى عارمة بالفعل. ويُعد حفتر مدعوماً بقوة من مصر والإمارات، وفقاً لصحيفة The Guardian البريطانية.
ويحقق الجيش الوطني الليبي، الذي يقوده حفتر ويتمركز إلى حدٍّ كبير في شرق ليبيا، تقدماً عسكرياً ثابتاً، ولكنه يَلقى انتقادات؛ لاستخدامه أساليب وحشية في بلدٍ يعاني ويلات الحرب الأهلية تقريباً منذ الإطاحة بالرئيس الليبي الراحل معمر القذافي عام 2011.
ويُعد حفتر هو الخصم الأبرز للحكومة الليبية المدعومة من الأمم المتحدة، وتتمركز في مدينة طرابلس بقيادة فايز السراج.
ومع ذلك، استُقبل حفتر في كلٍّ من العاصمتين الفرنسية باريس، والإيطالية روما كطرفٍ مهمٍ في الحوار مع الغرب، الذي يحاول إنهاء الحرب الأهلية بليبيا والسيطرة على تدفق المهاجرين من الساحل الليبي إلى إيطاليا.
وقال موقع Middle east eye إن محللين يعتقدون أن تدهور الحالة الصحية لحفتر قد يشعل صراعاً على خلافته داخل الجيش الوطني الذي يقوده.
ويقود حفتر قوات متحالفة مع حكومة طبرق، المنافِسة لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً، والتي تتَّخذ من العاصمة طرابلس مقراً لها.