ذا هيل: فرصة للمصالحة بالعراق
اعتبرت صحيفة “ذا هيل” الأمريكية أن القضاء علي تنظيم داعش في العراق فرصة للمصالحة بين أفراد الشعب العراقي لتخطي الفتن الطائفية التي سمحت لظهور تنظيم مثل داعش في البلاد.
وأشارت المجلة إلي اكتشاف مقبرة جماعية في منطقة داعش بالعراق في أواخر عام 2017 بالقرب من ضفاف نهر دجلة بشمال العراق وكانت المقبرة بها جثث رجال وأطفال عمرهم لا يتجاوز 13 عاما ولكن هذه المقبرة لم تكن ضحايا لداعش وأنما كانوا مقاتلين داعش أعدموا من قبل القوات البشمركية الكردية.
وحققت منظمة هيومن رايتس ووتش في عمليات الإعدام لمقاتلي داعش وجمعت شهادات لجنود سابقين من القوات البشمركية وقرويين أن الجثث كانت لسجناء وأعدموا بعيدا عن تلقيهم محاكمة عادلة في ظل نظام قضائي سليم، ما يعد انتهاكا للقانون الدولي الإنساني رغم انتهاكات داعش وافعاله الوحشية.
وبحسب الصحيفة أن المقبرة الجماعية هي الدليل الوحيد لإجهاض العدالة في العراق، بجانب المحاكمات الخاطئة في المحاكم العراقية في تعاملها مع الفروع المنتسبة لداعش على سبيل المثال الأطباء، الذين يلقون عقوبات بنفس الاتهامات والأحكام التي يرتكبها المقاتلين.
واوضحت الصحيفة أن النظام القضائي بالعراق يحتاج تحديد جمل تتناسب مع الجرائم المزعومة كأمر حاسم لانتقال العراق إلى دولة ما بعد الصراع، الحكومة العراقية تحاكم جميع المشتبه بهم من داعش بقوانين قاسية لمكافحة الإرهاب، ومثل هذه الأمثلة على العدالة الجزائية لا تنتهك فقط الإجراءات القانونية الواجبة ، بل تخنق أيضا فرص المصالحة.
وانتقدت الصحيفة بشدة المحاكم العراقية وقوات الأمن العراقية ومسؤولي المخابرات الذين هددوا محامي داعش وعائلاتهم وموكليهم وتعامل المحكمة مع زوجات داعش كإرهابيين وتصدر أحكام بالإعدام والسجن المؤبد دون أن يرتكبوا جرائم شنيعة لمحاسبتهم عليها.
وأضافت الصحيفة ان القانون الدولي ينص علي معاملة المقاتلين السابقين لأي انتماء عسكري بطريقة إنسانية من قبل آسريه، ويجب على الحكومة إعطاء الأولوية لمقاضاة عناصر داعش العنيفة لإثبات التناسب بين الجريمة والعقاب، وإن عمليات قتل الأسرى والملاحقة غير العادلة هما من السياسات التي قد نتوقعها من داعش وليس من الحكومة العراقية، لذلك علي العراق اغتنام الفرصة لإظهار أنه أفضل من ذلك.
لقد كان داعش آفة للشعب العراقي، ورغم ذلك أن سوء معاملتهم لن يشفي جروح العراق العميقة المرتبطة بماضيه الاستعماري ، والصراع الطائفي ، والمكونات العرقية، في عام 2003 زرعت بذور داعش من قبل السياسة الحكومية للعراق ولكن ماذا تزرع الحكومة العراقية في 2018؟