“ذا هيل” تدعو إدارة ترامب إلى حساب تكلفة الحرب فى أفغانستان
دعت صحيفة “ذا هيل” الأمريكية إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى حساب تكلفة الحرب التى خاضتها الولايات المتحدة فى أفغانستان وحساب تعداد الأرواح التى فقدت من جرائها.
واستهلت الصحيفة تقريرها فى هذا الشأن الذى بثته على موقعها الإلكترونى اليوم الإثنين – بقول إنه لا يوجد سبب واحد يدعو لفقد المزيد من أعضاء الخدمة الأمريكية حياتهم هناك..معتبرة أن الخطأ الاستراتيجى الحقيقى الذى وقعت فيه الإدارة الأمريكية فى أفغانستان يتمحور فى عدم الانسحاب بسرعة كبيرة.
وأضافت” إن هذا الصراع كلف دافع الضرائب الأمريكى تريليونات الدولارات، فى حين أن دماء أبنائه وبناته أصبحت وسيلة لتحقيق غاية سياسية – لم تؤد فى نهاية المطاف إلى النجاح المرجو”.
وتابعت” إن الولايات المتحدة تنفق 45 مليار دولار سنويًا فى أفغانستان، وفقًا لتقرير المخاطر لعام 2019، وفى إحدى مراحل الحرب، تجاوز الرقم 100 مليار دولار، أى ما يقرب من 780 مليار دولار منذ العام 2001″.
ولفتت إلى أنه على الرغم من مرور 17 سنة على جهود تطوير أسلوب الحكم فى أفغانستان، إلا أنه لا يزال الفساد متفشيا هناك..ففى العام 2018، احتلت أفغانستان المرتبة 172 من أصل 180 دولة على مستوى العالم فى معدل الدول الأقل فسادًا، وسجلت 16 نقطة من 100 نقطة فى مؤشر مدركات الفساد لعام 2018..لهذا يبدو أن أفغانستان كانت أقل فسادًا قبل أن تلتزم الولايات المتحدة بها وتغرقها فى بحر من الأموال بشكل غير مسئول.
وذكر التقرير أنه من الواضح أن الاستثمار فى جهود مكافحة الفساد وغيرها من جهود إعادة الإعمار قد فشل فى تحقيق مستوى متوقع أو متواضع من القيمة المرجوه عبر 17 سنة.
وأردفت “ذا هيل” تقول:” إن قوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية دائما ما تفتقر إلى القدرة والقوة اللازمة من أجل هزيمة حركة طالبان، كما أنها لا تزال تعتمد على دعم المانحين للحصول على مبالغ تتراوح من 4 مليارات دولار إلى 5 مليارات دولار سنويا لتمويل تكاليف الاستدامة والمعدات والبنية التحتية والتدريب، وحاليا وبعد 17 سنة من الدعم المباشر من الولايات المتحدة، ما زالت قوات الأمن الوطنى تعانى من عدم كفاءة الأفراد، والفساد الداخلي، وسوء الخدمات اللوجستية والصيانة”.
ورأت الصحيفة الأمريكية” أن أفغانستان ستظل تتصارع مع التنظيمات المتمردة على الرغم من أية تسوية سياسية يمكن التوصل إليها، وستظل باكستان ملاذا آمنا لطالبان لأن أفغانستان توفر عمقًا استراتيجيًا لباكستان ضد عدوتها اللدود وجارتها الهند، ولا ينبغى لأحد أن يتوقع من الجماعات المتمردة المختلفة أن تمتثل لأية معاهدة، كما أنه من الحماقة أيضا لأى قائد أمريكى أن يفكر بطريقة أخرى”.
وتابعت الصحيفة فى تقريرها تقول” إنه يتعين على الولايات المتحدة حساب عدد القتلى من جراء الحرب فى أفغانستان، وكذلك تكلفة استراتيجيات مكافحة الإرهاب ومكافحة التمرد منذ هجمات 11 سبتمبر، ووفقا لوزارة الدفاع، أسفرت العمليات الداعمة لأفغانستان عن مقتل 2424 مدنيا وعسكريا، فضلا عن إصابة 20530 شخصا من إجمالى 7005 قتلى و52864 جريحا إذا أضفنا عمليات دعم العراق”.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن هذه الأرقام لا تشمل عشرات الآلاف من المدنيين الأفغان والعراقيين الذين قتلوا أو أصيبوا خلال العقدين الماضيين بالإضافة إلى هذه الخسائر، ويجب على وزارة شئون المحاربين القدامى تقديم الخدمات وتمكين دمج مئات الآلاف من قدامى المحاربين، إلى جانب التكلفة التى يتكبدها دافع الضرائب الأمريكي، كما يتطلب من الإدارة الأمريكية والكونجرس إنهاء الالتزام بأفغانستان وإعادته لأبنائه فقط.