ذا أتلانتيك: أجل غير مسمي لنهاية اللعبة الأمريكية في سوريا
نشرت مجلة “ذا أتلانتيك” الأمريكية تقريراً تحت عنوان “أجل غير مسمي لنهاية اللعبة الأمريكية”، مشيرة إلي أعلان الرئيس دونالد ترامب عن رغبته لسحب القوات الأمريكية من سوريا، وتجنب الحروب المكلفة في الشرق الأوسط.
ولكن منذ الشهر الماضي غيرت الإدارة الأمريكية موقفها وأعلن جون بولتون مستشار الأمن القومي بقاء القوات الأمريكية طالما تتواجد القوات الإيرانية خارج حدودها، واصفا السياسة الجديدة تحولا من مواجهة داعش لاحتواء إيران.
وأوضحت المجلة أن الاستراتيجية الجديدة ستشمل جهوداً دبلوماسية وسياسية متزايدة ، لكن يجب أن تبقى ضمن الحدود التي يفرضها تفويض الكونجرس الحالي لاستخدام القوة في سوريا، وسيكون جزء من استراتيجية إدارة ترامب هو حجب مساعدات إعادة الإعمار من المناطق التي تعمل فيها القوات الإيرانية والروسية ، في محاولة لتخفيض التمويل إلى طهران، في حين يبدو أن الاستراتيجية تسعى لتجنب المواجهة المباشرة بين القوات الأمريكية والإيرانية ، فقد أكدت واشنطن أن القوات الأمريكية ستدافع عن نفسها حسب الضرورة.
وتري المجلة أنه علي الرغم من ظهور ملامح لإستراتيجية الاحتواء ، فإن العديد من مكونات السياسة الجديدة ما زالت غير محددة بدقة، ويخبرنا التاريخ أنه سيكون من الصعب تنفيذ ما قد يتوقعه الكثيرون في الولايات المتحدة.
وأضافت المجلة أن الولايات المتحدة المترددة التي كافح قادتها لإنهاء الحرب في أفغانستان والعراق، تواجه خصماً حازماً إيران التي قدم قادتها الأموال و الآلاف من المقاتلين الذين اراقوا دمائهم في سوريا، والآن بعد أن بدءوا يرون نهاية الحرب فهم لن يغادروا، ويجب أن تحسب الولايات المتحدة في استراتيجيتها الجديدة استثمارر طهران في سوريا، ما يجعل الولايات المتحدة بحاجه لطريقة جديدة للمضي قدماً وتغير استراتيجيتها التي اعتمدت فقد علي مكافحة الإرهاب في سوريا.
ولفتت المجلة إلي وجود 100 عنصر من قوات المشاة البحرية الأمريكية في جنوب سوريا ويتمركز حوالي 2000 جندي أمريكي في سوريا، وتتطلب الاستراتيجية الجديدة المزيد من القوات واقامة مواقع استيطانية في مواقع استراتيجية، ولكن يجب أن تكون واشنطن حريصة وإلا تقع في الخطأ الذي وقعت فيه إسرائيل في احتلالها للبنان لمدة 18 عاما من عام 1982 إلي عام 2000، ويجب علي أمريكا تجنب وقوعها في أخطاء مماثلة من أن تجعل قواتها توجد لأمد طويل في سوريا.
وتوضح المجلة ان التحديات الناجمة لتدخل إيران في سوريا هو نشرها الآف من المقاتلين الشيعة في جميع انحاء سوريا، وتتكون هذه القوات من رعايا أجانب مدربين ومجهزين من قبل طهران لتعظيم فعالية النظام في ساحة المعركة وفي نفس الوقت تقليل تكاليف القوات الإيرانية، والعديد من هذه المليشيات بدأت الآن في مغادرة المسرح السوري.
وكانت إيران وعدت المقاتلين الأجانب بجني الفوائد لهؤلاء الرجال لدى عودتهم من النزاع، ولكن مع مشاكلها الاقتصادية وحالة الاستياء المتنامي داخل شعبها ، فإن النظام الإيراني ليس في وضع يسمح له بدعم الآلاف من هؤلاء المقاتلين ، وكثير منهم يأتون من أفغانستان ، إلى جانب أسرهم.
وتعتقد المجلة انه من الممكن لإيران إعادة توجيه هذه القوات المدربة بشكل جيد والمتحصنة إلى صراعات أخرى تشارك فيها حالياً ، مثل الحروب في أفغانستان واليمن، ويقال أنهم بدأوا بالفعل في نشر بعض منهم إلى هذه المسارح الأخرى، ونتيجة لذلك هذه القوات ليست مجرد تهديد لسوريا ، ولكن لأماكن أخرى قابلة للاحتراق في المنطقة، وسوف تحتاج الولايات المتحدة على الأرجح إلى تحديد كيفية تثبيط إيران عن إعادة توجيهها، لكن مع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني ، وصلت العلاقات الدبلوماسية إلى الحضيض.
وتري المجلة ان مع صياغة إستراتيجية الاحتواء ، يجب علي الولايات المتحدة تعزيز علاقتها بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتأثير علي تحركات إيران في سوريا، ولكن قدرة روسيا على تشكيل سلوك طهران محدود.