ديلي بيست: مسؤلون كبار بالبيت الأبيض يعملون بجد لإحباط أفعال ترامب
قال مسؤول رفيع المستوى بالبيت الأبيض لصحيفة “ديلي بيست” الأمريكية إن مقال صحيفة “نيويورك تايمز” الناري أصبح بداية المقاومة الشعبية الأكبر ضد الرئيس دونالد ترامب من داخل إدارته.
وحاورت الصحيفة الأمريكية “ديلي بيست”، عددًا من المسؤولين بالإدارة الأمريكية المؤيدين لما قاله المصدر الغامض بالبيت الأبيض في مقاله بـ”نيويورك تايمز”.
وكان الكاتب المجهول قال في مقاله إن مسؤولين كبار في إدارة ترامب، عبروا عن انزعاجهم الشديد من سلوك الرئيس “غير المنضبط” و”غير الأخلاقي” وإنهم يعملون بجد لإحباط ما يفعله الرئيس.
ونشرت الصحيفة مقال الكاتب المجهول، بعد يوم من نشر مقتطفات من كتاب يزعم أن موظفي البيت الأبيض يناضلون باستمرار لكبح سلوك الرئيس السيء.
بعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية يخشون التأثير المستمر للعبة الانشقاق عن الحاكم، وأن يُعطي مقال صحيفة “نيويورك تايمز”، الأحقية للرئيس بعزل من لا يؤيده في البيت الأبيض ككبش فداء.
وأكد مسؤول رفيع المستوى بوزارة الخارجية الأمريكية: “في حالة تواجد مسؤولين رفيعي المستوى في مناصب قيادية، وتلك الأهداف السالف ذكرها كانت ملاحظاتهم ومشاعرهم، إذًا لن تتوقف جهودهم بمجرد نشر المقال أو يقللوا من الهجوم على الرئيس”.
وتابع المسؤول الذي رفض الافصاح عن اسمه لـ”ديلي بيست”: “أن الخطوات القادمة لمستشاري ترامب ستكون قاسية”.
وبحسب “ديلي بيست”، داخل البيت الأبيض، المسؤولين صامتين، بالدرجة التي جعلت ترامب نفسه يطالب “نيويورك تايمز” بالإفصاح عن هوية الكاتب بسبب موضوعات تتعلق بالأمن القومي.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أنه حتى في حالة الإفصاح عن شخصية كاتب مقال “نيويورك تايمز”، فإنه لم يصفح بأي معلومات تندرج تحت مسمى “سرية”، وبالتالي لن يجد الأمن القومي مبررًا لتنفيذ تهديدات ترامب.
وبحسب مصدر مقرب من الرئيس الأمريكي وقت قراءته مقال “نيويورك تايمز”، فإن الأخير “انفجر” غضبًا في مستشاريه ومساعديه، داعياً إياهم لمعرفة المسؤول الغامض كاتب ذلك النص.
داخل وزارة العدل الأمريكية، التي دخلت في صراع مع البيت الأبيض منذ عامين نتيجة زعم ترامب بأنها لا تدين للولاء لإدارته، قال إثنين من المسؤولين الكبار بالوزارة، إنهم اتخذوا قرارات ضد الرئيس الأمريكي في الخفاء منذ 2017، ليؤكد أحدهم: “نحن نرى أنفسنا كمتمردين”، فيما أضاف الآخر: “لقد رفعنا أيدينا بالتحية بعد مقال نيويورك تايمز”.
فيما عبر مسؤول آخر عن خوفه مما يحدث، قائلًا: “إن ذلك يمكن أن يشجع ترامب ليفرض على أمريكا أسلوب أردوغان ويطهر البيروقراطية التي لم يطبقها بعد”.
وأضاف المسؤول بقوله: “أن بعض من المدعين العام في الولايات المتحدة رجال جادين للغاية وملتزمين بقوة القانون، ماذا إذا حاول ترامب تبديلهم بأشخاص موالين له من حملته الانتخابيه، مثل بوريس ابشتاين؟ سنرغب في التفكير بأن الكونجرس لن يقبل بذلك، ولكن لن نكون واثقين لهذه الدرجة”.
مساعد الرئيس بيل كلينتون السابق مات بينيت أكد أنه خلال العزل، عندما كان الجميع متخوف للغاية من علاقاته الشخصية، لم يقم أي شخص في البيت الأبيض خلال حقبة كلينتون بمثل فعل ترامب.. لا استطيع أن اتخيل حدوث ذلك في أي حقبة رئاسية حديثة أكثر من نيكسون، بحسب “ديلي بيست”.
وكان الكاتب الصحفي بوب وودورد نقل عن عدد من مقربي ومساعدي ترامب وصفهم له بالأحمق والكذاب.
كما يقدم كتاب “الخوف” المقرر أن ينشر في 11 سبتمبر الجاري أمثلة عن الفوضى وانعدام الانضباط والنظام داخل البيت الأبيض خلال عهد ترامب.
وودورد كاتب صحفي سابق مرموق وهو صاحب السبق الصحفي الذي كشف عن فضيحة “ووترجيت” التي أرغمت الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون على الاستقالة من منصبه في سبعينيات القرن الماضي.
ومن بين أهم ما حمله الكتاب أن مساعدين سابقين وحاليين لترامب كانوا يخفون وثائق مهمة عنه لمنعه من التوقيع عليها أو عملوا بخلاف أوامره. ويصف وودورد هذا الوضع بأنه أشبه بانقلاب إداري.