ديلي بيست: ترامب خدع نفسه.. كيم جونج اون فعل ما وعد به
قالت صحيفة “ديلي بيست” الأمريكية أن بعد خمسة أشهر من إعلان الرئيس ترامب في تغريدة له، أن الأزمة النووية الكورية الشمالية قد انتهت ، فإن نظام الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون لا يزال على الأرجح يبني أسلحة نووية جديدة، ويبدو أن بيونج يانج تنتج رؤوس حربية إضافية بالإضافة إلى صواريخ قادرة على إيصالها عبر القارات.
واشارت الصحيفة إلي تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية، وهو مركز أبحاث بالعاصمة واشنطن العاصمة، استخدم صورًا لمنشأت صناعية ومقابلات مع قراصنة من كوريا الشمالية ومسؤولين حكوميين لتحديد ما وصفته بـ 13 منشأة صاروخية سابقة.
ووفقا للتقرير ، تبقى سبعة مرافق أخرى مخبأة، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية “أن الوزارة لا تستطيع التعليق حالياً”.
وقال داريل كيمبال ، خبير نووي في جمعية مراقبة الأسلحة في واشنطن العاصمة لصحيفة “ديلي بيست”: “أن هذه المواقع وغيرها ، يواصل الكوريون الشماليون فيها تحسين موادهم النووية ، وتحسين قدراتهم الصاروخية الباليستية التشغيلية ، وربما أيضاً إنتاج المزيد من الرؤوس الحربية النووية “.
ووصفت صحيفة “نيويورك تايمز” وجود قواعد الصواريخ “بأنها” خدعة كبيرة “من جانب كوريا الشمالية، لكن هذا الوصف خاطئ ، كما قال الخبراء لصحيفة “ديلي بيست”، واوضحوا أن بيونج يونج في الواقع تقوم بما قالت أنها ستفعله بالضبط وهي لم تتعهد أبداً بالتوقف عن القيام بتطوير الأسلحة وبناء ترسانة نووية .
وقال كيمبال “انه لا يوجد اتفاق حتي الآن بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية حول نوع الأسلحة”.
ولفتت الصحيفة إلي أن كوريا الشمالية أجرت أول اختبار صاروخ طويل المدي قادر علي حمل رؤوس نووية وإيصالها غلي الولايات المتحدة كان في يوليو عام 2017، وفي سبتمبر2017 اطلق نظام كيم الاختبار النووي السادس تحت الأرض، ورداً علي ذلك حذر وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس من احتمال رد عسكري ضخم..
وبعد أكثر من عام من التهديدات المتبادلة المتصاعدة ، في أوائل عام 2018 وافق ترامب وكيم على عقد لقاء، وبادرة لحسن النية ومقدمة لبداية جديدة تم إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين ، وبعد قمة سنغافورة مباشرة ، وفي عرض حسن النية ، أوقف ترامب تمرينًا عسكريًا كبيرًا مع كوريا الجنوبية.
وأضافت الصحيفة أن عند عودة ترامب إلي واشنطن، أخبر المراسلين أن القضية النووية تم الاعتناء بها، ومقارنة بجهوده الخاصة مع جهود الرئيس باراك أوباما ، قال: “لقد تم حل هذه المشكلة بشكل كبير”.
و اوضح جيفري لويس خبير نووي في معهد ميدلبوري للدراسات الدولية في مونتيري أن في هذه الأثناء ، كانت كوريا الشمالية قد أوقفت اختبار الطيران للصواريخ طويلة المدى ، وكذلك الاختبارات النووية تحت الأرض، لكن ليس بسبب أي شيء فعله ترامب أو هدد به.
وأشار لويس إلي أن في بداية العام، ألقى كيم جونج أون خطابًا قال فيه بوضوح إن كوريا الشمالية أكملت مرحلة البحث والتطوير في برامجها النووية والصاروخية ، وستنتقل الآن إلى ما أسماه الإنتاج الضخم.
وأضاف لويس ان الأنظمة النووية لكوريا الشمالية مسلحة.
واوضحت الصحيفة أن ترامب عندما التقي بكيم في يونيو الماضي بسنغافورة، وقعا الزعيمين علي وثيقة يتعهدان فيها بالعمل نحو “سلام دائم ومستقر”، و لكنهم لم يوافقوا على خطة موضوعية لإنهاء إنتاج كيم للأسلحة النووية والقضاء على ترسانته الحالية التي تضم حوالي 50 رأسا حربيا بالإضافة إلى المدى المتوسط والطويل.
لم يمنع ذلك ترامب من إعلان النصر بعد فترة وجيزة من عودته من سنغافورة، وقال علي تويتر “لم يعد هناك تهديد نووي من كوريا الشمالية”.
وأضافت الصحيفة أن إعلان ترامب كان كذبة أو عكس سوء فهم عميق حول خطط الرئيس ووعود كيم. وبما أن كيم لم يوافق أبدًا على تفكيك برنامجه النووي ، فإن القواعد الصاروخية التي كشفت عنها “CSIS” واستمرار إنتاج كوريا الشمالية للرؤوس الحربية النووية والصواريخ ذات القدرات النووية لم تكن مفاجأة لأحد، ولم يخدع كيم أي شخص بينما ترامب خدع نفسه.