ديلي بيست: أخطاء ثورات 2011 وكيف يمكن التغلب عليها
قال الكاتب الأمريكي كريستوفر ديكي، إن من صمدوا خلال الأيام الطوال والليالي الأطول في ميدان التحرير بالقاهرة في 2011 في الساعات الأولى من الربيع العربي يتذكرون مشاعر الحماس والإثارة والأمل التي عبأت الهواء مثل العطر المثير لأطواق زهور الياسمين التي تُباع في شوارع مصر.
وتساءل كريستوفر ديكي، الذي يعمل محرر الأخبار الدولية في صحيفة “ديلي بيست” الأمريكية، في مقالته التي نشرها موقع الصحيفة عمَّا إذا كان التفاؤل الذي صاحب هذه اللحظة يمكن أن يعود مرة أخرى. هكذا تساءل في تقرير له عن التحولات في منطقة الشرق الأوسط.
خلال أشهر منذ اندلاع هذه الاحتجاجات الشعبية الأولى من نوعها، تحوَّل الربيع العربي إلى شتاءٍ قارس طويل؛ إذ جاءت نظم ديكتاتورية جديدة لتحل محل سابقتها في بعض مناطق الشرق الأوسط، بينما انزلقت دولٌ أخرى في حرب أهلية وفوضى دفعت ملايين اللاجئين إلى الهروب عبر الحدود، ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط، لكن وصولاً إلى أوروبا الغربية أيضاً.
ثم وفي منتصف العقد الجاري، بدا وكأنَّ الأرض قد انشقَّت عمَّا يُسمى بتنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، ليغزو مساحات شاسعة من سوريا والعراق.
كان تنظيم داعش أولى التهديدات التي تواجه الربيع العربي
نقل الكاتب الأميركي في مقالته في الديلي بيست، عن الباحث الفرنسي غيل كيبيل ما قاله في كتابه الجديد Beyond Chaos، الذي من المقرر أن يَصدُر الشهر الجاري باللغة الفرنسية، حيث قال إنه سرعان ما أصبحت تطلعات الربيع العربيونشوته «رهائن» لدى المتطرفين، مع نجاح داعش في نشر نفوذه «من بلاد الرافدين إلى الضواحي المُهَّمشة في أوروبا».
ووجَّه تنظيم داعش أو أوحى بشنِّ هجمات إرهابية، بدايةً من العاصمة الفرنسية باريس إلى مدينة أورلاندو الأميركية، ومن مدينة سان برناردينو بولاية كاليفورنيا الأميركية إلى العاصمة الألمانية برلين؛ مما أشعل خوفاً وكراهية غريزية من الأجانب في أوروبا والولايات المتحدة، وشكَّل القوة الدافعة لصعود شعبوية تيار اليمين المتطرف على الساحة السياسية الغربية، وساعد في انفصال المملكة المتحدة عن القارة، ودفع دونالد ترمب للوصول إلى البيت الأبيض.
واليوم، وبعد ارتكاب التنظيم الإرهابي مذابحَ كبرى، فشل داعش، الذي كان يرفع شعار الدولة الإسلامية «باقية وتتمدد»، في إثبات أي منهما. وأصبح التنظيم أكثر بقليل من مجرد مجموعة من بقايا المقاتلين الهاربين الذين يحاولون الصمود في ركن صغير في سوريا، إلى جانب عدد قليل من بؤر التمركز تمتد من نيجيريا إلى أفغانستان، إلى جانب ضعف حضوره على ساحة القتال الكبيرة الأخرى، أي شبكات الإنترنت.
إضافة إلى ذلك، تحوَّل المسجد في مدينة الموصل العراقية، حيث أعلن أبوبكر البغدادي، زعيم داعش، نفسَه في صيف 2014 خليفة إمبراطورية ثيوقراطية جديدة، إلى ركام في صيف 2017. وبعدها بقليل، وقف أحدهم عند منارة المسجد المُحطَّمة وصاح «اللعنة على داعش».
لكن في الوقت الذي استطاعت فيه الجهود المتضافرة لتحالف دولي كبير، قادته أولاً إدارة أوباما ثم ترمب، سحق تهديدات داعش، لم يجلب قرب القضاء عليه السلام إلى المنطقة، ومن المحتمل أننا نتوجه نحو دوامة من العنف المروع.
حتى أصبح داعش أحد أبرز ملامح الصراع الحالي بين الدول والتنظيمات
وما نراه الآن في المنطقة هو صراع الحضارات -على حد تعبير صامويل هنتنغتون الدارج- لكن بالنسبة لكيبيل هو ليس في جوهره صراع بين الإسلام والغرب، بقدر ما هو صراع داخل الإسلام نفسه، أي: صراع بين السنة والشيعة، الذي يعود تاريخه إلى اندلاع معارك على الخلافة عقب وفاة النبي محمد منذ ما يزيد على 1300 عام مضت.
وكان هذا الانقسام القديم، في الواقع، هو النقطة التي استغلها تنظيم داعش والجماعات الإرهابية التي سبقته في العراق، وفاقم من حدتها بنجاحه المذهل.
وتحت قيادة أبي مصعب الزرقاوي، بدأ الإرهابيون يحاربون المحتلِّين الأميركان عقب إطاحة صدام حسين، لكن العدو الأكبر للزرقاوي وخليفته في قيادة التنظيم، البغدادي، لم يكن الولايات المتحدة؛ بل إيران الشيعية وحكومتي بغداد ودمشق المواليتين لها.
وذلك بسبب استغلاله للخلاف السني الشيعي المنتشر في العالم العربي
ويعتبر تنظيم داعش أحد أبرز أعراض صراع هذا العصر، لكنه ليس المرض نفسه، واليوم ومع تحييد التهديد الذي يشكله التنظيم، أصبح بالإمكان رؤية حقيقة الانقسام السني الشيعي على نحو أوضح، إذ أصبح يمكن رؤية إطاره، والسبب وراء الخصومات القومية المريرة التي تزداد ضراوة وخروجاً عن السيطرة، والمواجهة بين المملكة السعودية وحلفائها السنة من ناحية والجمهورية الإيرانية والموالين لها من الشيعة والنظام العلوي السوري من ناحية أخرى.
ومرَّت سنوات الآن على شنِّ الجانبين حروباً ضارية بالوكالة على ساحة القتال المعقدة في سوريا، وكذلك في اليمن الذي يسود فيه النظام القبلي، وهو ما أسفر عن تكبيد شعبَي البلدين ثمناً باهظاً، لكن ليست هناك بوادر كافية على أنَّ الإيرانيين أو السعوديين سيتراجعون عن هذه الحرب، بل في الواقع هما أبعد ما يكون عن ذلك.
ما فتح باباً جديداً لتصعيد الأحداث بين السعودية وإيران انطلاقاً من زاوية الخلاف السني الشيعي
في وقت سابق من هذا العام، استبعد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أي فرصة للوصول لمصالحة مع إيران، ووصف الصراع بينهما بمصطلحات دينية صريحة، إذ قال إنَّ الهدف الأساسي لإيران هو السيطرة على مكة، أقدس البقاع في الدين الإسلامي. وقال الأمير في حوار تلفزيوني مطوَّل: «لن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية، بل نعمل على أن تكون المعركة لديهم في إيران، وليست في السعودية».
وقال محمد بن سلمان، إنَّه إذا استأنفت إيران برنامجها النووي -على الأرجح نتيجة جهود إدارة ترمب بدعم من السعودية لإنهاء الاتفاق الذي جمد نشاطها النووي- ففي هذه الحالة ستطور الرياض كذلك برنامجها النووي الخاص. وللعلم، زعم ولي العهد، مثلما تزعم إيران أيضاً، أنَّ البرنامج سيكون لأغراض سلمية خالصة.
وفي غضون ذلك، تشير كافة الدلائل إلى أنَّ كلا البلدين ينفذان عمليات سرية ضد بعضهما وضد خصومهما، فعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، اعتُقِل عملاء مزعومون لإيران في النمسا وبلجيكا وفرنسا للاشتباه في تخطيطهم لتفجير تجمّع نظّمته جماعة إيرانية معارضة قرب العاصمة الفرنسية باريس، حيث كان يلقي السياسي الأميركي رودي جولياني وغيره من كبار الشخصيات خطابات.
أغلقت الولايات المتحدة سفارتها في محافظة البصرة العراقية، خوفاً من استهدافها بهجمات إيرانية، وفي أثناء ذلك شنَّت مجموعة إرهابية سنية هجوماً على موكب عسكري في مدينة الأهواز الإيرانية، خلَّف 25 قتيلاً، قبل تصفية المهاجمين الخمس. وأعلنت بقايا تنظيم داعش المسؤولية عن الهجوم، لكن إيران ألقت باللوم على السعودية والأميركيين الداعمين لها.
وفي مثل هذه البيئة المشحونة، يكمن خطرٌ دائمٌ بأن تؤدي الحسابات الخاطئة إلى حرب مفتوحة متصاعدة. ولم تكتفِ إدارة ترمب بالانحياز لصفٍّ معين، بدعمها المطلق للسعوديين، وعدائها المتعنّت لإيران، بل وضعت نفسها في قلب الصراع، وهو ما سيتركها تحت ضغط هائل للمشاركة عسكرياً إذا ما اندلعت حرب مفتوحة.
شكَّلت إسرائيل، التي كانت سابقاً في محور جميع الأحاديث حول الحرب والسلام في الشرق الأوسط، تحالفَ مصلحة ليس تام السرية مع السعوديين، يرتكز على الكراهية المشتركة لإيران.
من جهتها، استخدمت روسيا الحرب السورية لتُعيد ترسيخ نفسها كقوة عالمية، وتشارك ببراعة شديدة في اللعبة المعقدة للأعداء والأصدقاء في الشرق الأوسط، حتى إنَّه تردَّد في بعض الأوساط أنَّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا بد وأن يكون مسلماً، نظراً لأنَّ لديه 4 زوجات: إسرائيل والسعودية وإيران وتركيا. وقد تكون التحالفات والعداوات بين الأربع كثيرة التغير، لكن بوتين يستغلها جميعاً.
ولكن لا يصب أيٌّ من ذلك في صالح شعوب المنطقة، فليس عليك سوى أن تسأل عائلات من قتلوا في سوريا بواسطة القنابل الروسية لتتأكد.
لكن رغم كل ذلك تجربة الثورات السلمية في العالم العربي قادرة على نبذ كل الأفكار المتطرفة
إذا دقَّقنا فيما حدث في الربيع العربي، فسنجد أنَّه على قدر ما كان قصيراً هناك الكثير من الدروس المستفادة، وبارقة أمل بسيطة يمكننا استخلاصها منه.
عادة ما تُعزى الثورة على النظام القديم في دول الشرق الأوسط المسلمة إلى الغضب الشعبي الذي اشتعل في تونس، بعد أن أشعل بائع خضراوات شاب النيران في نفسه، في ديسمبر 2010، مدفوعاً بشعوره بالإحباط والمهانة.
بحلول الوقت الذي توفي فيه، في يناير، كانت السلطة تتسلل من بين يدي الحاكم التونسي، وأخذت الاضطرابات السياسية في الانتشار شرقاً، في صورة موجة من العواطف والمعارضة بطيئة الانتشار كان من الواضح ألا شيء يمكنه ردعها، وبدت أنَّها ستطيح بالأنظمة الديكتاتورية والأسر الحاكمة القائمة منذ عقود من السلطة، بدءاً من ليبيا وحتى مصر وسوريا وما بعدهما.
وفاجأت فورة الغضب الحكومات والدبلوماسيين والصحافيين، وحتى الإرهابيون صُعقوا، فتنظيم القاعدة الذي هيمن على الخطاب السياسي على مدى عقد من الزمن أصبح فجأة عديمَ الأهمية في وجه هذه الانتفاضات السلمية الهائلة، التي تصدَّرت شاشات التلفزيون في جميع أنحاء العالم.
والآن وبعد إدراك متأخر لما حدث، كان علينا بالطبع توقع حدوث مثل هذا الشيء، إذ كان الجميع يعرف أنَّ النسبة الأغلب من شعوب الشرق الأوسط كانت دون سن الثلاثين. وفي كثير من دول المنطقة، كان متوسط الأعمار هو سن المراهقة، وكان الكثير من الشباب -إنَّ لم يكن جميعهم- يشعرون بالإحباط والإهانة على غرار بائع الخضراوات التونسي.
كان الجميع يعرف أيضاً لأنَّه لم يكن هناك مفر من ذلك في منطقة شهدت -بعد أنَّ كانت دوماً حرية المعلومات تخضع فيها لقيود مشددة- ثورة اتصالات في التسعينات، وبدأ العقد الأول من القرن الحالي بأخبار الفضائيات ثم الإنترنت، وصولاً إلى الأهم والأكبر من ذلك، وهو الهواتف الخلوية.
ولم يعد الشباب مجرد غالبية تشعر بالإحباط، إذ أصبحوا الآن متصلين معاً ومع العالم على نحو لم يكن عليه آباؤهم قط. وهذا التقارب الرقمي والديموغرافي جعل فجأة المستحيل ممكناً. وفي مصر، استُلهِمَت الاحتجاجات في ميدان التحرير العظيم من دون شك من الروايات حول انتهاكات الشرطة التي انتشرت على موقع فيسبوك.
حتى إن تجربة التغيير هذه لم تكن مقتصرة على العرب فقط بل طالت أيضاً إيران
ومن ثم، بدا وشيكاً حدوث تغيير جذري في حياة شعوب الشرق الأوسط ومستقبلها، وهو تغيير يحمل وعداً بالحرية والازدهار. ولم تقتصر هذه الآمال على العرب فقط.
فقبل عام ونصف العام من المظاهرات في ميدان التحرير، تدفَّق الإيرانيون إلى شوارع طهران للاحتجاج على الانتخابات المزوّرة، التي جاءت مرة أخرى بمحمود أحمدي نجاد رئيساً لإيران، وهو سياسي شعبوي يميني أهدر ثروة الدولة، وقَمع الحريات الشخصية لشعبه في محاولاته لتأمين مستقبله السياسي.
وكان حجم المطالب الشعبية في إيران محدوداً، إذ لم يكن من المرجح أن يتمكن المرشحون الآخرون المحتملون للرئاسة من إسقاط النظام الثيوقراطي الشيعي في إيران، إلى جانب أنَّ أكثر الإيرانيين ممن لا يزال يتردد بأذهانهم ذكرى ثورة 1979 لم يكونوا مستعدين لاندلاع ثورة أخرى. لكنهم أرادوا أن تكون ديمقراطيتهم أكثر من مجرد خدعة كاملة، أرادوا أن تُسمَع أصواتهم، وأن يكون لتصويتهم أهمية. وهزَّت المظاهرات الحاشدة النظام الحاكم الإيراني، الذي قابلها بقمع وحشي، وأخيراً سحقها، ولكن على الرغم من ذلك استطاعت أن تُظهِر القوى الممكنة للاحتجاجات العفوية.
وكشفت تلك الحشود أيضاً المخاطر التي سيُسبّبها افتقار الحركة الشعبية للتنظيم الكافي، ففي ميدان التحرير دارت الكثير من الأحاديث المتفائلة في الأيام الأولى من المظاهرات حول إسناد قيادة الاحتجاجات للجماهير، لكن بينما تسهم الجماهير في تنفيذ مظاهرات مُبهرة، فهي لا تشكل قيادة ثورية بارعة في مواجهة جميع القوات الرجعية الطليقة.
أما في مصر، فقد تسببت الحشود بإسقاط نظام الرئيس حسني مبارك، لكن سارع الانتهازيون الذين يتمتعون بدرجة عالية من التنظيم، وهم جماعة الإخوان المسلمين الفاشية والجيش المصري المنغمس في خدمة مصالحه، إلى القفز على السلطة، تاركين الحالمين في حالة من اليأس أو قابعين في السجن أو موتى.
وكما كتب حسين أغا وروبرت مالي عقب ذلك بأشهر قليلة، أنَّ اليوم الذي أُجبر فيه مبارك على التنحي، الذي يوافق 11 فبراير 2011، هو «ذروة الثورة العربية، وفي 12 فبراير بدأت الثورة المضادة».
وفي ليبيا، كافح المستبد معمر القذافي للبقاء في السلطة، وكان على الأرجح سينجح في ذلك إذا لم يتدخل الفرنسيون والأميركيون. وفي سوريا، نجح بشار الأسد بالفعل في الاستمرار في الصمود عبر سجن وتعذيب وسفك دماء مئات الآلاف من شعبه.
ينبغي أن تكون أي ثورات جديدة، إذا كانت احتجاجات شابة في قالب من الأمل والحرية كتلك التي شاهدناها في المرة الأولى في ميدان التحرير، نابعة من الداخل وضخمة، ولكنها لا يمكن أن تكون غير ناضجة. ويمكن انتخاب قيادتها، ولكن لا يمكن أن يُتعهَد بها إلى الجمهور كافة. وسيتعيّن على المحتجين كذلك بناء منظمات تتحدث باسمهم، ويمكنها كذلك توجيه قواهم.
أما الديكتاتوريون فسوف يفعلون ما بوسعهم لإفشال هذه الثورات، وبطاقة أكبر من تلك التي استطاع بن علي في تونس ومبارك في مصر شحذها في 2011. ولكن، على حد تعبير جيم موريسون «العجائز لديهم الأسلحة، لكن الشباب لديهم الجماهير». وسيأتي الوقت الذي تصبح فيه هذه الجموع مهمة
أما على المدى القريب، فيشير كيبيل إلى أنَّ العراق ربما يكون المكان الأنسب للبدء بإعادة البناء، بعد ما شهده من الحكم المستبد لصدام، والغباء المتعجرف للغزو الأميركي، والمذابح المروعة من جراء الحرب الأهلية، والصعود المروع لتنظيم لداعش. وتُعتبر مدينة الموصل، التي ظلت على مدار قرون واحدةً من أهم المدن العالمية في الشرق الأوسط التي يسكنها مزيج من السنة والشيعة والأكراد والمسيحيين، المكان الأمثل لمحاولة بدء عملية إعادة الإعمار منه.
وختم الكاتب الأمريكي مقالته بالقول: أتمني لمصر ان يعود الشعوربالتفاؤل الذي شاهدناه جميعاً في الأيام الأولى من مظاهرات ميدان التحرير. هناك الكثير من الطرق التي تقول بها صباح الخير بالعربية المصرية، إحداها هي «صباح الفل»، متمنياً لك صباحاً يفوح بعطر الياسمين. ذلك، ونسمات الحرية والازدهار والأمل ليست بأقل مما يستحقه شعب مصر.