“درونز انتحارية” إسرائيلية في مواجهة الطائرات الورقية الفلسطينية.. تل أبيب تطلق وحدة خاصة للحد من الخسائر، فمن يربح؟
لم يول حيدر ورفاقه أي أهمية للوحدة الإسرائيلية الجديدة التي تم تشكيلها من أجل محاربة “سلاحهم السلمي الفتاك”، على حد تعبيره، وهو الطائرات الورقية الحارقة. بل العكس هم يعرفون أن هذه الطائرات الدرونز التي تستخدمها الوحدة الإسرائيلية لن توقف عملهم ولَم تؤثر عليهم حتى الآن.
على الحدود الشرقية لقطاع غزة جلس حيدر مع فريقه يعدون طائراتهم الورقية. أكثر من 100 طائرة ورقية تصنع في اليوم ويتم إرسالها من غزة إلى إسرائيل، “اليوم سنضاعف هذا العدد مرات ومرات، لدينا مخطط لإرسال أكثر من 2000 طائرة في كل منطقة”، حسب ما قاله لـ”عربي بوست”.
وبعدما أرقت هذه الطائرات الورقية الجيش الإسرائيلي على مدى أسابيع، وأحرقت نحو 250 ألف دونم من الأراضي الزراعية على الحدود بين غزة وإسرائيل، أعلن الجيش أخيراً أنه شكل وحدة خاصة حدت من خطر هذه الطائرات.
طائرات مضادة
ونقلت قناة إسرائيل 24 عن قائد وحدة في الجيش الإسرائيلي نادال ليفني، أن قسم الأبحاث في الجيش الإسرائيلي طور طائرات بدون طيارة صغيرة الحجم لمواجهة موجة الطائرات الورقية.
وأشار إلى أن فريقاً من الجنود مكوناً من 20 شخصاً يعمل على متابعة ورصد انطلاق الطائرات الورقية من غزة، ثم يرسل طائراته المضادة التي تحتاج أقل من نصف دقيقة لوصول الطائرة وإسقاطها قبل أن تشكل تهديداً.
وأشار ليفني إلى أنه تم اعتراض نحو 500 طائرة ورقية وبالونات بواسطة هذه الطائرات الصغيرة (الدرونز).
طريقتان لإسقاط الطائرات
وحول كيفية عمل الطائرات الإسرائيلية، قال ليفني إن هناك طريقتين تعمل بهما الطائرات الإسرائيلية.
الأولى “انتحارية”، حسب وصفه، إذ تصطدم الطائرة بدون طيار بالطائرة الورقية وتهويان معاً إلى الأرض. “لكن هذه الطائرة التي صممناها قوية جداً، ونستطيع أن نستخدمها مرة أخرى حتى بعد وقوعها”، على حد قوله.
أما الطريقة الثانية فتعمل على مبدأ أن تسيطر الطائرة المسيرة على الطائرة الورقية في الجو، وتهبط بها داخل منطقة خالية.
ولَم يذكر ليفني في حديثه للقناة الرسمية الإسرائيلية تكاليف هذه الطائرات أو عددها، لكنه أكد أن “هناك ما يكفي لمواجهة الطائرات الورقية بنجاعة”.
لا تؤثر على عملهم
من جهته قال حيدر، الذي فضل عدم كشف اسمه بالكامل، أن هذه الطائرات الإسرائيلية المسيرة لم تؤثر كثيراً على عملهم. وأضاف “يوم أمس الخميس أرسلنا سرباً من طائراتنا، وسقطت وأشعلت النار في حقولهم الزراعية. يجب أن يشعروا بمعاناتنا. هم يحاصروننا ونحن ندافع عن أنفسنا بطرق سلمية”.
وأشار حيدر إلى أن الطائرات المسيرة موجودة منذ فترة، وفي إحدى المرات تم سحب إحداها إلى داخل غزة. مضيفاً أنه ورفاقه رأوا أنواعاً كثيرة منها، وبعضها مزوّد بشفرات تسعى لتقطيع الطائرات الورقية أو بالونات الهيليوم وهي في الهواء.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قررت خصم قيمة الخسائر بسبب الطائرات الورقية من أموال المقاصة. وهي أموال تجبيها نيابة الفلسطينيين وتحولها لهم بشكل شهري وتقدر بـ 150 مليون دولار شهرياً.
وفي ستة مخيمات منتشرة على طول الحدود بين غزة وإسرائيل يتواجد مجموعات من الشبان داخل خيام في مخيمات العودة، يعدون هذه الطائرات بشكل يومي.
وتصنع الطائرات من الورق أو أكياس البلاستيك، وفي ذيل الطائرة يربط الشبان علبة معدن أو كيساً من الخيش الكثيف، ويضعون فوقه مادة حارقة بطيئة الاحتراق مكونة من الزيت والكاز والبنزين وبعض الإسفنج ثم يرسلون الطائرة إلى الحدود، وحين تصل حرشاً أو أرضاً زراعية يقومون بقطع خيطها فتسقط وتشعل الحرائق.
وقال حيدر إن تكلفة الطائرة الورقية لا تتعدى دولاراً أميركياً واحداً، موضحاً أنهم يصنعونها من مواد محلية، “الطائرة نصنعها من خشب البوص، والأكياس البلاستيكية، وبعض الخيوط، والمادة المشتعلة نصنعها لتشبه الزفتة الحارقة لتشتعل ببطء فوق علبة الصفيح أو كيس الخيش”.
ويبقى التحدي الأكبر لهذه الطائرات الورقية في مليونية القدس يوم الجمعة 8 يونيو/حزيران، التي تستعد لها غزة. وقال حيدر “سنرى من ينتصر طائراتنا أم طائراتهم”. موضحاً أن الشباب الفلسطيني في غزة يستعد لزيادة عددها لتصل عشرة آلاف طائرة في اليوم.