خط ساخنٌ لـ”تفادي الصدام” بين الأمريكيين والروس في سوريا
قال الكرملين إنَّ روسيا والولايات المتحدة تستخدمان خطاً هاتفياً ساخناً لـ”تفادي الصدام” في سوريا، وذلك في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات حول احتمال توجيه ضربة أميركية ضد أحد حلفاء روسيا بالشرق الأوسط. وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، للصحفيين، إنَّ “الخط موجود ونشط. وبشكل عام، يُستخدَم من جانب كلا الطرفين”. كانت الولايات المتحدة قد هدَّدت بردٍّ انتقامي عقب هجومٍ كيماوي وقع عطلة نهاية الأسبوع على دوما، الواقعة خارج دمشق.
ترامب يتراجع
الخميس 12 أبريل 2018، بدا أنَّ الرئيس الأميركي، دونالد ترمب -فق صحيفة The Guardian البريطانية- يتراجع بشأن احتمال توجيه ضربة وشيكة، عبر تغريدة قال فيها إنَّ الأمر قد يحدث “قريباً جداً أو ليس قريباً بالمرة”. والأربعاء 11 أبريل 2018، كان قد حذَّر روسيا بأن “تستعد” لهجومٍ صاروخي على حليفتها سوريا، ما أوحى بردٍّ انتقامي وشيك. لكنه غرَّد الخميس 12 أبريل 2018، قائلاً إنَّه “لم يقل قط متى سيحدث هجومٌ على سوريا”. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنَّ فرنسا، وهي شريكٌ محتمل في التحرك الأميركي، لديها دليلٌ على تنفيذ الحكومة السورية هجوماً كيماوياً، وإنَّها ستُقرِّر ما إن كانت ستردُّ حين يكتمل جمع المعلومات الضرورية كافة.
الأسد: يستندون إلى أكاذيب
وقال الرئيس السوري بشار الأسد إنَّ التهديدات الغربية بتوجيه ضربة، تستند إلى “أكاذيب”، وإنَّ الغرب تتعالى أصواته بعد سقوط “رهانه” على قوات المعارضة في الغوطة الشرقية. هذا وقد أُنشئ خط تفادي الصدام الساخن في 2016 بين القيادة المركزية الأميركية بقطر ونظيرتها الروسية في سوريا. واستُخدِم لتفادي صدامٍ مباشر بين القوات الأميركية والروسية في الصراع السوري المزدحم، الذي تدعم فيه روسيا الحكومة، في حين تدعم الولايات المتحدة بعض قوى المعارضة. وكان العشرات من المرتزقة الروس والداعمون الآخرون لبشار الأسد قد قُتِلوا في وقتٍ سابق من هذا العام (2018)، في هجومٍ فاشل على قاعدة كردية مدعومة بسلاح الجو الأميركي. واستُخدِم خط تفادي الصدام في أثناء هذا الصدام. وتجنَّب بيسكوف أسئلةً أكثر تفصيلاً بشأن المناقشات حول الضربة الأميركية المتوقعة، قائلاً فقط إنَّ “كلا الطرفين يستخدم الخط”.
الخط الساخن لم يغلق بالضربة السابقة
في أبريل/نيسان 2017، هدَّد الجيش الروسي بإغلاق الخط بعدما أَمَرَ الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بتوجيه ضربة صاروخية ضد قاعدة سورية متورطة في هجومٍ كيماوي. لكنَّ موسكو لم تُنفِّذ هذا التهديد، وظلَّت قناة التواصل مفتوحة.
وفي وقتٍ سابق من هذا الأسبوع بمجلس الأمن، صوَّتت كلٌ من موسكو والمجموعة الغربية التي تقودها الولايات المتحدة ضد مشروعات قرارات بعضهما البعض لإقامة لجنة مُختصة بالتحقيق في الاستخدام المتكرر للغاز السام بسوريا. ودعت الخارجية الروسية، الخميس 12 أبريل 2018، منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية لنشر متخصصين قبل ضربةٍ صاروخية متوقَّعة من جانب القوات الأميركية، من المحتمل أن تدعمها فرنسا وبريطانيا.
وقالت الوزارة في بيان: “أي تأخير في زيارة موقع الحادث المزعوم قد يؤدي إلى خطوة متهورة أخرى من واشنطن، التي أطلقت بالفعل صواريخ على قاعدة الشعيرات الجوية السورية في أبريل 2017، في انتهاكٍ لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي”.
لكن، كانت هناك بالفعل إشارات أخرى على أنَّ موسكو تتجهَّز لضربة صاروخية؛ إذ أظهرت صور أقمار اصطناعية، نشرتها شركة إيمدج سات إنترناشيونال الإسرائيلية، أنَّ سفناً روسية نُشِرَت من القاعدة البحرية الروسية في مدينة طرطوس السورية.
وذكرت وسائل إعلام روسية، منها صحيفة الأعمال اليومية، أن المسؤولين الروس في تواصلٍ مع وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) حول الضربات المحتملة، وأنَّهم يتوقعون الحصول على إحداثيات الأهداف قبل أي هجومٍ؛ لتجنُّب أي صراعٍ عَرَضي.