خطر المجاعة يهدد جنوب السودان
سلطت صحيفة “جارديان” البريطانية الضوء علي تقرير الأمم المتحدة بشأن جنوب السودان وخطر المجاعة الذي يهدد البلاد، حيث يواجه أكثر من نصف البلاد خطر المجاعة في ظل الحرب الأهلية المستمرة منذ أواخر عام 2013.
خطر المجاعة
ويشير تقرير الأمم المتحدة وحكومة جنوب السودان الذي نشر اليوم الاثنين إلي ان أكثر من 6 ملايين شخص يواجهون خطر المجاعة بزيادة حوالي 40% عن العام الماضي، لعدم تلقيهم اي من المساعدات الإنسانية، ومن المتوقع ان يواجه أيضاً 150 شخص خطر المجاعة في 11 ولاية في جنوب السودان.
ونقلت الصحيفة عن روس سميث، من كبار المسؤولين في برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، قوله “هذه مستويات غير مسبوقة من انعدام الأمن الغذائي، وهناك حاجة ملحة الى حل سياسى فى جنوب السودان حتى يتمكن شعبه من اعادة بناء حياته”.
تأثير الحرب
وأشارت الصحيفة إلي أن الحرب المستمرة منذ 5 سنوات دمرت جنوب السودان وقتلت عشرات الآلاف من الأشخاص وهرب أكثر من مليوني شخص من البلاد، وقبل عام أعلنت جنوب السودان المجاعة في ماقطعتين واجه فيهما 100 الف شخص المجاعة وبعد استجابة سريعة للمعونة تم تفادي المزيد من الأزمات وتم رفع اعلان المجاعة في يونيو الماضي.
وقال سيرج تيسو ممثل منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة (الفاو) في جنوب السودان ” ان الوضع هش للغاية، ونحن قريبون من رؤية مجاعة اخرى”.
واضاف تيسو ان الاسقاطات صارخة، واذا تجاهلنا ذلك فسوف نواجه مأساة متزايدة.
الهروب من مناطق الصراع
وقالت المنظمة “ان واحدا من كل ثلاثة اشخاص فى جنوب السودان اضطروا الى ترك منازلهم بسبب الحرب الاهلية مما تسبب في انخفاض انتاج للحبوب الأساسية للبلاد منذ بدء الصراع في اواخر عام 2013”.
وأضافت الصحيفة أن حكومة جنوب السودان تدعم الاستجابة للمساعدات ولكنها تشعر بقلق من تأثير المجاعة.
وقال حسين مار نيوت وزير الشؤون الانسانية وادارة الكوارث “اذا كان بلد ما يعتمد على المساعدات فانه سيطور لمتلازمة تبعية، والناس ستنسي مهاراتهم للزراعة”.
وقال شول ماكوي، أحد السكان في منطقة أبود كاونتي وهي من المناطق الأكثر تضرراً “أنني أتنقل من مكان لأخر بحثا عن الطعام”.
واضاف ماكوي أن ابنته التي تبلغ من العمر عاما واحدا تعاني من سوء تغذية حاد وان الحرب منعتهم من الزراعة وأجبرتهم علي التجول في القري للتسول من الأصدقاء وتتقاسم العائلات الغذاء لكي يعيشوا.
ويحذر العاملين بالإغاثة من استمرار الوضع، حتى مع توافر المعونة الغذائية، فإن أكثر من 30 مقاطعة في جنوب السودان يتواجه الجوع الشديد بحلول شهر مايو، مما يتطلب مساعدة واسعة النطاق.
فجوة بتمويل المساعدات
بينما تلقت خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية لجنوب السودان أقل من 4 % من تمويلها لعام 2018، مع وجود فجوة تزيد على 1.7 مليار دولار.
وفي العام الماضي، أمر الرئيس سالفا كير بالوصول غير المقيد لجماعاتالمعونات، لكن عمال الإغاثة يقولون “إن الوضع لم يتغير وأن موسم الجفاف الحالي يمكن أن يجعله أسوأ”.
وقالت أليسيا ليدك، باحثة في شؤون جنوب السودان لدى منظمة حقوق الإنسان التابعة لمنظمة العفو الدولية ” إن استمرار انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك منع وصول المدنيين إلى الغذاء من قبل الحكومة وقوات المعارضة على حد سواء، أدى إلى انعدام الأمن الغذائي الشديد”.