خطة استبدال نتنياهو: العفو.. مقابل حكومة وحدة بالتناوب مع جانتس
نشرت صحيفة هآرتس العبرية، مقالا للكاتب آفي شيلون، حول تأثير خسارة معسكر نتنياهو في الانتخابات الاسرائيلية، قال فيه “لنقل إن كتلة الوسط – يسار ستنجح أخيراً بالفوز في الانتخابات، وبنيامين نتنياهو سيذهب إلى البيت (أو إلى السجن في أعقاب المحاكمة). ماذا ستكون تأثيرات ذلك على المجتمع الإسرائيلي؟
من أجل التفكير في ذلك يجب البدء من الصورة الوحيدة التي تستطيع فيها كتلة الوسط – يسار أن تفوز في هذه الأثناء. هذا لن يحدث مثلما في الأعوام 1977 و1992 و2001 عندما كانت أغلبية الجمهور مستعدة للتحرك من اليسار إلى اليمين وبالعكس لأسباب تتعلق بإعادة تقدير للوضع من جديد.
إذا خسر نتنياهو فسيحدث هذا بفضل اندماجات سياسية ليس لها أي علاقة بالقيم (مثل افيجدور ليبرمان واليسار). وإزاء تجمع مؤثر لباقي القوى: بدءاً من رؤساء أركان ورؤساء موساد سابقين، ومروراً بأكاديميين وإعلاميين كبار، وانتهاء برجال أعمال.”
ولكن في الوقت الذي سيحتفلون فيه في اليسار بذهابه وإنقاذ الجهاز القضائي، ستثبت الطريقة التي سيهزم بها نتنياهو مرة أخرى لمعسكر مؤيديه بأن النخب القوية قد تجندت من أجل أن تسقط من لا تريده بصورة تآمرية. إن خسارة نتنياهو لن تنتهي هذه المرة في الحقل السياسي، بل يمكن أن تصل إلى إرساله إلى السجن، ستعزز الشعور بالظلم أيضاً. نتنياهو، من المهم القول، ليس إيهود أولمرت أو موشيه قصاب اللذين لم يكن لديهما قاعدة جماهيرية. بيبي هو ما يسمى في الأنثروبولوجيا “زعيماً رمزياً”، أي الذي يمثل هوية وقيماً، حتى لو لم يعمل هو نفسه على ضوئها. من هنا أيضاً هذا جزء رئيسي من قوته.
ضمن الكوكبة الحالية فإن خسارته ستفسر على أنها إقصاء له. وسنبقى مع عكس الوضع الحالي الذي يشل النظام السياسي ويضر بتطور المجتمع، من اتجاه مختلف. أي أنه إذا كان اليسار الآن يبكي بيأس، فبعد الانتخابات سيأتي دور اليمين، هكذا سنواصل التمركز في خطاب الهوية والمظالم.
وليكن واضحاً أن نتنياهو يجب أن يذهب. لو كان كبيراً حقاً لاستقال بإرادته، وساعد وريثه من اليمين على التنافس بدلاً منه. لكنه لن يفعل ذلك، لأسباب شخصية، ولأنه يؤمن بأن نضاله يعكس تراث الاضطهاد لليمين من قبل اليسار النخبوي. أيام حكمه الأخيرة تتسبب بعفن النظام، وهذا بحسب رأي كثيرين من اليمين الذين يعلمون بوجوب انتهاء هذا، لكنهم مقيدون بالهوية المضادة لليسار.
لذلك، أفضل طريقة لاستبدال نتنياهو بشكل يفيد الدولة كأن يجب على اليسار التصرف تجاه الفلسطينيين قبيل السلام: من خلال فهم الآخر واستيعاب معاناته التاريخية. من أجل تحقيق ذلك يمكن اتباع الخطة التالية: حكومة وحدة تتضمن التناوب بين نتنياهو وبني جانتس، وإلغاء كل مبادرات التشريع لإضعاف جهاز القضاء. نتنياهو يستطيع أن يبقى في الحكم حتى محاكمته، إذا قرر المستشار هذا، وخلال المحاكمة سيقوم بتجميد نفسه. المحاكمة تجري في إطار سريع. وإذا تمت تبرئته سيواصل حتى بداية التناوب مع جانتس، وفي نهاية الولاية سيستقيل (في جيل 74). وإذا أُدين فسيتم الاتفاق مسبقاً مثلما في قضية خط 300 على أنه سيحصل على العفو، ومقابل ذلك لا يعود إلى السياسة. ليس هناك أي إسرائيلي عاقل يحتاج بيبي في السجن.
حكومة وحدة بديل جيد، خاصة أنه لا يوجد الآن خلاف سياسي – اقتصادي جدي يوضع على جدول الأعمال. عندما ينتهي وقتها، ومعها عهد نتنياهو، سنذهب إلى الانتخابات القادمة في جو نقي من أجل مناقشة المسائل التي يجب أن تفصل بين اليسار واليمين: المناطق، والاقتصاد، والمجتمع. حينها، بعد أربع سنوات، ستكون لليسار فرصة حقيقية للفوز بأغلبية كبيرة، فقد أثبت ما يبدو أنه ينقصه، وهو التعاطف مع الخصم الداخلي.