خطاب اليمين المتطرف تأكيد على أسطورة أوروبا البيضاء في القرون الوسطى
نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريراً تحدثت فيه عن الشعارات التي استخدمها منفذ مجزرة “كرايست تشيرتش”. وكتبت جينا بروكيل قائلة إن السلاح والزي الذي ارتداه منفذ هجوم يوم الجمعة في مدينة كرايست تشيرتش بنيوزيلندا امتلأ بالشعارات النازية وتلك التي تلمح للتفوق الأبيض.
وكتب عليها اسم الزعيم النازي أدولف هتلر واستعاد في شعارات أخرى اسماء مجرمين وسفاحين مثله. وفي بعض الشعارات استعاد اسماء من القرون الوسطى المظلمة في أوروبا. وهي الأسماء التي ترددت كثيراً في خطاب الداعين للتفوق العرقي والقوميين البيض والنازيين الجدد وشاهدناها مرة بعد الأخرى في السنوات الماضية. في تشارلوتسفيل ومسيرة “وحد اليمين” وفي مؤتمر لليمين البديل دعمه زعيمه ريتشارد سبنسر والرجل في بورتلاند، أوريغان الذي قتل سيدة محجبة.
وبحسب بول بي ستيرتفانت مؤلف كتاب “العصور الوسطى في المخيال الشعبي” ومحرر مجلة “بابليك ميدفياليست” “إنهم يستخدمون المفهوم المشوش عن العصور الوسطى كوسيلة للتجنيد وهذه مشكلة كبيرة”. وعدد ستيرتفانت 18 إشارة للعصور الوسطى مكتوبة على سلاح وزي السفاح الأسترالي برنتون هاريسون ترانت، 28 عاماً الذي نفذ مجزرة الجمعة على مسجدين في نيوزيلندا.
وكانت هناك العربة المشمسة أو الشمس القاتمة التي وضعها تارانت على الإنترنت قبل قيامه بالمجزرة. وأصبح الشعار مرتبطاً بالرايخ الثالث بعدما زين هنريتش هيملر قلعة به. وأصدر المؤرخ نيكولاس غودريك في عام 2002 كتاباً بعنوان “الشمس المظلمة: الآرية الطائفية والنازية الباطنية والهوية السياسية” وشبه الرمز هذا للتروس المعروفة باسم ميروفينجيان في الفترة الوسيطية الأولى.
وقال ستيرتفانت: “كما نعلم فقد كان تصميماً فنياً” و”لا علاقة له بالهوية القومية الألمانية وكان مجرد تصميم”. وهناك إشارات متعددة في زي القاتل الأسترالي لآلات القتل في العصور الوسطى والقوميات مثل الصرب الذين قاتلوا العثمانيين المسلمين وقائدين عسكريين هنغاريين قاتلا أيضاً العثمانيين وعدد من الرموز للفترة الصليبية التي قاتل فيها المسيحيون المسلمون في الأرض المقدسة في القرون الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر.
وأشار ستيرتفانت إلى تشارلس مارتل وهي شخصية حقيقية قادت حملة اوقفت التقدم الإسلامي إلى جنوب فرنسا وانتصر في معركة بلاط الشهداء عام 732 إلا أن مكانة مارتل بين دعاة التفوق العرقي وكارهي المسلمين وصلت إلى ذروتها وتحول إلى أسطورة.
وقال الباحث إن “الأسطورة” هي ما يعلم فهم دعاة التفوق العرقي. و”يتخيل المتفوقون البيض أوروبا العصور الوسطى بأن سكانها كانوا من البيض معزولة عن جيرانها وفي حروب مستمرة مع من تراهم غرباء” و “هي كذبة كبيرة”. ففي صقلية العصور الوسطى عاش المسلمون واليهود والمسيحيون معاً وعملوا جنباً إلى جنب كما يقول ستيرتفانت. وفي القرن السابع الميلادي كان أسقف كانتربري من تركيا وكان رئيس ديره المفضل من شمال أفريقيا. وكانت هناك سفارات إثيوبية في جنوب أوروبا، وتشير كتب الرحلات إلى أن الحجاج جاءوا من الهند إلى أوروبا. وصور الفنانون في القرون الوسطى شخصيات إفريقية في رسومهم. ويعلق ستيرتفانت أن هذا التنوع لا يعني غياب العنصرية ولكنها كانت أكثر غرابة. ويقوم المؤرخون ومنهم دوروثي كيم وديفيد بيري وسييرا لوموتو وستيرتفانت بمحاولات لدحض الأفكار الخاطئة عن القرون الوسطى التي انتشرت بين أشخاص مثل سفاح المسجدين.