خريطة انتشار حاملات الطائرات والسفن البرمائية الأمريكية في العالم حاليا
ستصل حاملات الطائرات “جون ستنيس الى قاعدة نورفولك في ولاية فرجينيا الأمريكية الخميس المقبل، وهي التي كان مترقبا مساعدة حاملة طائرات أخرى أبراهام لنكولن في حالة نشوب مواجهة عسكرية مع إيران، كما أن معظم حاملات الطائرات الأمريكية حتى يوم الثلاثاء الجاري بعيدة عن منطقة النزاع في الخليج العربي، بينما في حرب العراق كانت هناك ست راسية في الخليج وشرق البحر الأبيض المتوسط.
وتعتبر جون ستنيس من حاملات الطائرات المتقدمة في سلاح البحرية الأمريكي، وكانت في مياه الخليج حتى بداية أبريل الماضي ضمن الأسطول الخامس، وغادرته نحو البحر الأبيض المتوسط بحكم أن إبراهام لنكولن مبرمج أن تعوضها.
والتقت حاملتا الطائرات في غرب البحر الأبيض المتوسط ما بين 20 و24 أبريل الماضي، وأجريتا مناورات عسكرية رفقة قوات فرنسية وإسبانية. وركزت المناورات العسكرية على الرفع من التنسيق الحربي بين حاملتي الطائرتين.
ونظرا للتوتر الحالي، كان من المفترض كما جرى في نزاعات سابقة ومنها العراق، بقاء جون ستنيس في البحر المتوسط بل والاقتراب من جانبه الشرقي لتكون على أهبة المشاركة في حالة اندلاع الحرب، لكن جريدة سان دييغو تايمز، مقر أكبر قاعدة عسكرية أمريكية تؤكد اليوم وصول حاملة الطائرات هذه الى نورفولك الخميس المقبل.
وباستثناء “أبراهام لنكولن” المتواجدة بالقرب من خليج عدن قبالة اليمن، لا توجد أي حاملة طائرات أخرى قريبة من الخليج العربي وفق تقرير معهد البحرية الأمريكي اليوم حيث نشر خريطة بوجود هذه الآليات الحربية البحرية.
وتوجد حاملة الطائرات رونالد ريجان في مياه اليابان، وثيودر روزفلت في المياه بين كندا وألاسكا، جون ستنيس بالقرب من فرجينيا، كما أن حاملة الطائرات هري ترومان راسية في نورفلك منذ شهور، وكانت ستخرج من الخدمة هذه السنة لكن البنتاجون قرر تمديد العمل بها، كما توجد حاملة الطائرات إيزنهاور في نورفولك بعدما خضعت للصيانة لمدة شهور طويلة، والآن تخضع حاملة الطائرات جورج بوش للصيانة في نورفلك منذ فبراير الماضي حتى فبراير 2021. وفي الوقت ذاته، تتواجد حاملة الطائرات كارل فينسون في قاعدة سان دييغو منذ يناير الماضي قادمة من شرق آسيا بعدما كانت أول حاملة طائرات أمريكية تزور فيتنام خلال الأربعين سنة الأخيرة. ومنذ 2018 وحاملة الطائرات جورج واشنطن تخضع للتحديث الحربي وستنتهي حتى سنة 2021.
بينما السفن الحربية العملاقة التي لا تصل الى مستوى حاملات الطائرات توجد بالقرب من اليابان تراقب كوريا الشمالية. والسفينة الحربية البرمائية الوحيدة المتواجدة في مياه الخليج هي كيرسرغ Kearsarge وهي سفينة هجوم برمائية ذات قوة نارية هائلة ولكن محدودة فيما يخص مشاة البحرية لا يتعدون 1200 وست طائرات من نوع هاريير وطائرات مروحية قتالية. بينما السفينة الحربية البرمائية أرلنغتون مازالت ضمن الأسطول السادس في البحر الأبيض المتوسط ولم تلتحق بالخليج بعد.
وعليه، في الوقت الراهن، تمتلك الولايات المتحدة سفينة حربية برمائية واحدة في مياه الخليج وأخرى في الطريق، وحاملة الطائرات أبراهام لنكولن بالقرب من مياه اليمن.
ومن باب المقارنة، عندما شنت الولايات المتحدة حربها ضد العراق سنة 2003، أرسلت ست حاملات طائرات الى الخليج العربي ومياه شرق البحر الأبيض المتوسط، علما أن العراق كان من الناحية العسكرية منهكا ويفتقر لصواريخ موجهة لضرب الطيران والسفن. بينما في حالة إيران، التي تعد قوة عسكرية إقليمية حقيقية، يكتفي البنتاغون بحاملة طائرات واحدة وسفينة هجومية برمائية واحدة. وكل هذه المعطيات تبرز استعراض البنتاغون لقوة عسكرية محدودة، وهذا يدل على عدم وجود الحرب في الأجندة الأمريكية.