خبير أمريكي: “أسرار” نتنياهو عن النووي الإيراني لم تأت بجديد
أكد جيفري لويس الخبير الأميركي في شؤون الجيوسياسة وحظر الانتشار النووي أن ما جاء بخطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الإثنين 30 أبريل/نيسان 2018 عن امتلاكه وثائق سرية للبرنامج النووي الإيراني لم يأت بجديد، فهو معروف للوكالة الدولية للطاقة الذرية من قبل.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الإثنين أمام القنوات الإسرائيلية أن إسرائيل تمتلك “أدلة قاطعة” على وجود خطة سرية يمكن لإيران تفعيلها في أي وقت لامتلاك القنبلة الذرية.
وقل لويس الذي يعمل حالياً أستاذاً في مركز جيمس مارتن لدراسات عدم الانتشار النووي في سلسلة تغريدات نشرها على حسابه الخاص على توتير ما ذكره نتنياهو عن نجاح جواسيسه في الحصول على معلومات عن المفاعل النووي الإيراني ليس جديداً بالمرة بل معروفٌ بالفعل للوكالة الدولية للطاقة الذرية ونُشِر في الوثيقة التي تحمل رقم GOV/2015/68 (عام 2015)، ولم يقدم نتنياهو هنا أي معلومة جديدة أو أياً مما يمكن أن يغير الحكمة وراء خطة العمل المشتركة الشاملة.
الوكالة ليس لديها مؤشر على تطوير إيران للقنبلة الذرية
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الثلاثاء 1 مايو 2018 أنها لا تملك “أي مؤشر له مصداقية عن أنشطة في إيران على ارتباط بتطوير قنبلة نووية بعد العام 2009″. وقال متحدث باسم الوكالة في بيان إن هيئة حكامها “أعلنت إنهاء النظر في هذه المسألة” بعد تلقيها تقريراً بهذا الصدد في كانون الأول/ديسمبر 2015. ودون الإشارة إلى إعلان نتنياهو قال المتحدث إن الوكالة “تدرس كافة المعلومات المتوفرة والمرتبطة بالضمانات”.
وأضاف “غير أنه ليس من عادة الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تناقش علناً مسائل متعلقة بأي معلومات من هذا النوع”.
وأشارت الوكالة إلى معلومات عن نشاط نووي قبل 2009. وجاء في بيان الوكالة “قبل نهاية 2003 كان هناك هيكل تنظيمي في إيران ملائم لتنسيق عدد من الأنشطة المتعلقة بتطوير قنبلة نووية”. وأضاف البيان “رغم أن بعض الأنشطة حدثت بعد 2003، لم تكن في إطار جهود منسقة” وأن “هذه الأنشطة لا تتخطى دراسات الجدوى والدراسات العلمية وحيازة بعض المهارات والقدرات التقنية ذات الصلة”.
نفس المعلومات أكد عليها جيفري لويس في إحدى تغريداته حيث أشار إلى أنَّ الوكالة الدولية للطاقة الذرية سبق وتحدَّثت عن المشروع الذي ذكره نتنياهو باسم “عماد” بتفصيلٍ كبير في البند رقم 22 من الوثيقة المذكورة، مؤكداً أن حديث نتنياهو عن تطوير إيران لتصميمات أسلحة نووية، وتحديداً عمليات محاكاة الانفجارات لا يحمل أيضاً أي جديد، فالوكالة الدولية للطاقة الذرية قدَّرت أنَّ “إيران أجرت نمذجة حاسوبية لجهاز تفجير نووي” في البندين 58-62.
ونفى لويس صحة ما ذكره نتنياهو عن قدرة إيران على تشكيل أنوية من اليورانيوم، وقال إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية وثقت ما تقوم به إيران من “أعمال تحضيرية، لا تشتمل على مادة نووية، لتصنيع مكونات يورانيوم لاستخدامها في جهاز تفجير نووي” في البندين 33-35.
الحديث عن وضع إيرانى رؤوساً حربية في صاروخ ليس جديداً أيضا
وعن ادعاء نتنياهو أن إيران كانت تصمم نظام بدء متعدد النقاط قال إنه ليس جديداً أيضاً. لافتاً إلى أن الوكالة تحدَّثت عن هذه المساعي الإيرانية، وقدَّرت أنَّ “تقنية نظام البدء متعدد النقاط التي طورتها إيران تملك سمات ذات صلة بجهاز تفجير نووي” في البندين 41-46. كما قلل الخبير الدولي من خطورة ما أورده نتنياهو عن وضع إيران رؤوساً حربية في صاروخ شهاب-3.
لافتاً إلى أن الوكالة سبق وذكرت هذا الأمر بقولها “العمل الذي تقوم به إيران.. لاختبار كيفية دمج حمولة كروية جديدة في غرفة الرأس الحربية الموجودة بالفعل بمركبة الرجعة التي تعود للغلاف الجوي مرةً أخرى بصاروخ شهاب 3..” وأشار لويس إلى أن الوثيقة المذكورة للوكالة توثق الكثير من الأعمال التسليحية الأخرى التي لم يذكرها نتنياهو. ولهذا السبب انتهت الوكالة في البند 87 إلى أنَّ إيران قامت بـ “جهد منسق” لإجراء “مجموعة من الأنشطة تتعلق بتطوير جهاز تفجير نووي”.
وختم الخبير الدولي تغريداته بأنه ليس هناك ثمة جديد في حديث نتنياهو. فقد بات معلوماً للجميع أنَّ إيران كانت تملك برنامج أسلحة نووية حتى عام 2013، وأنَّ بعض أنشطة التسليح النووي لا تزال مستمرة فيها. ولهذا السبب تحديداً بدأ التفاوض من جانب مجموعة 5+1 مع إيران للتوصل إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، لإيقاف برنامج الأسلحة النووية الإيراني. موضحاً أنه في حال أقدم ترمب على إلغاء خطة العمل الشاملة المشتركة، فإنَّ الاحتمال الأكبر أن تعيد إيران إحياء برنامجها للأسلحة النووية الذي استعرضه نتنياهو لتوه بتفصيل مثير. محذراً من خطورة الانصراف عن الاتفاق النووي الإيراني لأن ذلك في النهاية سوف يكرر تجربة كوريا الشمالية بسلاحها النووي.