حنين وشوق إلى العودة للديار في مخيمات احتجاج في غزة
ظل عدة آلاف من الفلسطينيين في مخيمات على حدود قطاع غزة يوم الاثنين مواصلين احتجاجهم دعما لحق العودة للاجئين وأبنائهم إلى ما بات إسرائيل حاليا وذلك برغم مقتل 16 متظاهرا على يد القوات الإسرائيلية.
والأعداد أقل بكثير منها في ذروة المظاهرات قبل عدة أيام حيث وقعت أسوأ أعمال عنف في غزة منذ حرب عام 2014 بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على القطاع الساحلي المغلق.
وبقي كثير من المحتجين يوم الاثنين على مسافة آمنة احتراسا من الجنود الإسرائيليين الذين لا يزالون متمركزين على الجانب الآخر من الحاجز الحدودي.
وقال الجيش الإسرائيلي إن بعض الذين أُطلقت عليهم النار يوم الجمعة، أول أيام الاحتجاجات، فتحوا النار على الجنود ودفعوا إطارات محترقة وقذفوا الحجارة والقنابل الحارقة صوب الحدود.
وقالت حركة حماس إن خمسة من القتلى أعضاء في جناحها المسلح. وقالت إسرائيل إن ثمانية من 15 شخصا قتلوا يوم الجمعة ينتمون لحماس وفصيلين مسلحين آخرين.
وارتفع عدد القتلى الفلسطينيين يوم الاثنين إلى 16 بعدما قال مسؤولون طبيون فلسطينيون إن شابا يبلغ من العمر 29 عاما توفي متأثرا بجروح أصيب بها يوم الجمعة. وقال الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي إنه ينتمي إليه.
وانقسم الباقون في المخيمات على ما يبدو إلى ثلاث مجموعات. تضم إحداها شبانا في الأغلب كانوا يتقدمون بين الحين والآخر إلى مسافة بضع عشرات من الأمتار من السور ليقذفوا الحجارة على الجنود الإسرائيليين الذين ردوا بالذخيرة الحية والأعيرة المطاطية وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وراقب آخرون من يقذفون الحجارة من بعيد. وبقيت مجموعة ثالثة على مسافة أبعد حيث جلسوا داخل وحول الخيام على بعد قرابة 700 متر من الحدود.
وكانت الأجواء أهدأ، حيث التقط أناس الصور الذاتية (سيلفي) وتجاذبوا أطراف الحديث حول الاحتجاج بينما كان باعة جائلون يبيعون البوظة (الأيس كريم) والسجائر والشطائر.
* مشهد من قمة التل
ويعيش في غزة مليونا فلسطيني معظمهم لاجئون. ومن المقرر وصول الاحتجاج المسمى ”مسيرة العودة الكبرى“ إلى ذروته في منتصف مايو أيار.
وهذا هو اليوم الذي يحيي فيه الفلسطينيون الذكرى السبعين للنكبة حين فر مئات الألوف من الفلسطينيين من منازلهم أو أجبروا على مغادرتها في ظل عنف كان في أوجه خلال حرب في مايو أيار من عام 1948 بين دولة إسرائيل حديثة العهد حينئذ وجيرانها العرب.
وفي أحد مواقع الاحتجاج جاء مدحت بصل يوم الاثنين بأحفاده السبعة إلى قمة أحد التلال لإلقاء نظرة على الحدود التي تفصلهم عن بلدة كان يعيش فيها أبواه قبل عام 1948.
وقال بصل (69 عاما) إن أمه وضعته أثناء فرارها إلى غزة من منزل عائلتها في بئر السبع التي صارت اليوم مدينة إسرائيلية واقعة على بعد 25 ميلا من الحدود مع القطاع.
وقال ”إذا أنا ما رجعت على بئر السبع يوما ما واحد من أحفادي راح يرجع“.
وترفض إسرائيل منذ أمد بعيد الاعتراف بحق اللاجئين في العودة خشية تدفقهم بأعداد تتجاوز الغالبية العددية لليهود.
ودفع مقتل الفلسطينيين الأسبوع الماضي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني إلى الدعوة لإجراء تحقيق مستقل. كما أشار البابا فرنسيس في كلمته بمناسبة عيد القيامة إلى ”جراح الصراع المستمر الذي لم يسلم منه المسالمون“.
لكن الحكومة الإسرائيلية رفضت الانتقادات وقالت إن عليها منع التسلل من غزة. واتهم متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حركة حماس بإرسال ”الأطفال إلى مناطق الحروب“.
ورفضت حماس الاتهامات الإسرائيلية ووصفتها بأنها أكاذيب تهدف لتبرير المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل يوم الجمعة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان إن الجنود نفذوا ما كان لزاما عليهم لحماية حدود إسرائيل.