حملة بوتين للإنتخابات فيديوهات للكبار فقط
تسببت الحملة الدعائية للانتخابات الرئاسية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكثير من الجدل والانتقادات داخل روسيا وخارجها، بسبب استخدامها فتيات عاريات وعبارات وُصفت بأنها “للكبار فقط” في فيديوهات انتشرت على الإنترنت والشبكات الاجتماعية، وفقاً لموقع “هاف بوست”
ووصل الأمر إلى انتقاد دول أوروبية مثل بريطانيا لهذه الدعاية، وإلقاء اللوم عليها بسبب فيضان الفيديوهات المخصصة للكبار فقط، التي انتشرت عبر الشبكات الاجتماعية في أوروبا، بالإضافة إلى ملصقات ذات طابع جنسي.
ومن المزمع انعقاد الانتخابات الرئاسية الروسية، في 18 مارس الجاري، ويتنافس على مقعد الرئاسة 8 مرشحين، أهمهم فلاديمير بوتين الرئيس الروسي الحالي، الذي تشير التوقعات إلى اقترابه بشدة من الفوز بالمنصب لفترة رئاسية جديدة ستكون الرابعة له.
أما بالنسبة للمرشحين السبعة الآخرين فهم: سيرغي بابورين ممثلاً عن حزب الاتحاد الشعبي العام الروسي، وبافل غرودينين مرشح الحزب الشيوعي الروسي، وهناك أيضاً فلاديمير جيرينوفسكي رئيس الحزب الديمقراطي الليبرالي في روسيا، وكسينيا سوبتشاك مرشحة حزب المبادرة الاجتماعية الليبرالي، بالإضافة إلى مكسيم سورايكين مرشح حزب شيوعيي روسيا، وبوريس تيتوف مرشح حزب النمو، وأخيراً غريغوري يافلينسكي مرشح حزب يابلوكو الديمقراطي المنتمي لتيار يسار الوسط.
الجنس الوسيلة الأكثر عملية في الانتخابات الروسية
وكان أعلن السكرتير الصحفي لحملة الرئيس بوتين، أن مكتب الرئيس الروسي سيبدأ في بث مقاطع الفيديو الدعائية للانتخابات الرئاسية، وذلك بداية من 19 فبراير2018، وارتكزت الحملة الإعلانية على سلسلة من مقاطع الفيديو المثيرة للجدل.
وجَمَعَ تلك المقاطع الظهور بالملابس الداخلية، فأحدها كان لفتيات عاريات يجلسن على مكتب، ما أثار استفزاز الكثيرين، في حين أكد مؤيدو الرئيس بوتين أن مقاطع الفيديو السالف ذكرها ستتسبب في تحقيق فوز ساحق لقائدهم الهُمام في الانتخابات القادمة.
ولم يكن استخدام الفتيات العاريات وسيلة الدعاية الغريبة الوحيدة لحملة الرئيس بوتين، فقد ظهر فيديو آخر في أوائل شهر فبراير/شباط الماضي، تظهر فيه امرأة شابة ترفض ممارسة الجنس مع أحد الرجال؛ لأنه رفض التصويت لبوتين في الانتخابات الرئاسية الروسية.
الهدف من استخدام الملابس الداخلية إغراء الشباب
يعد الرئيس بوتين الأقرب للفوز بانتخابات الرئاسة، ليس فقط لأنه حاز ثقة الكرملين؛ ولكن لأنه تولى مقاليد الحكم في روسيا في عام 2000 والاقتصاد الروسي يترنح وغير مستقر، وبفضله شهدت روسيا طفرة اقتصادية هائلة، بالإضافة إلى ازدهار الثروة النفطية، ولا ينفي ذلك وجود سلبيات، فقد شهد عهد بوتين تراجعاً في الحريات وقضايا حقوق الإنسان.
ومن المثير للاستغراب لجوء حملته لاستخدام مقاطع فيديو مثيرة واستفزازية، من أجل إغراء الشباب لإعادة انتخابه.
فالصور الاستفزازية لهؤلاء النسوة اللواتي يرتدين الملابس الداخلية، ذُيلت ببعض التعليقات الساخنة المستفزة مثل تعليق: “ما يحدث في مركز الاقتراع سيظل داخل مركز الاقتراع”، ونُشرت تلك الصور في الطبعة الروسية من مجلة مكسيم، التي رفضت بدورها الإدلاء بأي معلومات عن ممول تلك الإعلانات الدعائية.
شعارات انتخابية للكبار فقط
وألقت بريطانيا باللوم على حملة بوتين الإعلانية بشدة؛ بسبب ذلك الهجوم الإلكتروني المروع الذي ضرب أوروبا عبر الفيديوهات المصورة المُذيلة بشعار +18، وملصقات أخرى تُسمى “بنات الانتخابات” تحمل شعارات ذات طابع جنسي مثل: “انتظرك في مقصورة الاقتراع”، مع ظهور امرأة شابة ترتدي ملابس داخلية في جناح الانتخابات.
هذا بالإضافة إلى شعار آخر وهو: “أريد صوتك”، مع وجود امرأة عارية في السرير في الخلفية.
وشهدت تلك الحملة رواجاً على مواقع التواصل الاجتماعي، ووجهة نظر الكرملين فيها أنه يستخدمها من أجل زيادة عدد الأشخاص المصوتين في الانتخابات، وبالتالي تُحسم الانتخابات من الجولة الأولى للرئيس بوتين، بحصوله على أكثر من 50% من الأصوات.
“بوتين” يترشح كمستقل
بدأت الحملة الانتخابية للسباق على منصب الرئاسة في روسيا، في 18 ديسمبر2017، وذلك عقب تصويت أعضاء المجلس الروسي على موعد إجراء انتخابات الرئاسة بالإجماع، وحُدد يوم 18 مارس 2018 للاقتراع، لتزامنه مع الذكرى الرابعة لتوقيع اتفاقية ضم شبه جزيرة القرم التابعة لأوكرانيا للأراضي الروسية.
جدير بالذكر أن الرئيس الروسي الحالي “فلاديمير بوتين”، على الرغم من أنه رشح نفسه كمستقل وليس تابعاً لحزب كبقية المرشحين السبعة، إلا أنه يعد مقرباً من الكرملين والأقرب للفوز بالرئاسة؛ لعدم تواجد منافسين حقيقيين يستطيعون إبعاده عن منصبه الحالي.