حكومة مدريد تلغي زيارة ملك إسبانيا إلى سبتة ومليلية تجنبا للتوتر مع الرباط
ألغت الحكومة الإسبانية الزيارة التي كان مرتقبا أن يقوم بها ملك إسبانيا فيلبي السادس إلى مدينتي سبتة ومليلية، تفاديا للتوتر مع المغرب. وتتخوف مدريد من تدهور العلاقات وعدم تعاون المغرب في محاربة الهجرة، كما سبق وصرح وزير الخارجية الإسباني الأسبق مارغايو. وتقع المدينتان شمال المغرب ويطالب باستعادة السيادة عليهما.
وكانت جريدة “كونفدنثيال” قد أفادت الأسبوع الماضي بتخطيط ملك إسبانيا فيليبي السادس رفقة الملكة ليتيسيا زيارة كل من سبتة ومليلية المحتلتين، وذلك ضمن زيارة عدد من مناطق البلاد كتضامن بسبب المعاناة بفيروس كورونا. وعمليا، زار الملك مناطق مثل الأندلس وجزر الكناري وجزر الباليار وإقليم إكستمادورا. وأراد أن تشمل الزيارة سبتة ومليلية، وتتمتع المدينتان بالحكم الذاتي. ونشرت الجريدة نفسها اليوم الإثنين نقلا عن مصادر حكومية في مدريد تأجيل الزيارة إلى أجل غير مسمى تجنبا للمشاكل مع المغرب.
ومنذ وصوله إلى العرش زار فيلبي السادس كل مناطق إسبانيا باستثناء المدينتين، وذلك تجنبا للمشاكل مع المغرب. ويبدو أن هذا هو المعيار الذي استندت إليه حكومة مدريد لتجميد الزيارة. وتصادق الحكومة على برنامج الملك وخطاباته، ولا يمكن للملك القيام بأي إجراء سياسي أو برمجة الزيارات دون العودة إلى الحكومة وموافقتها. ولا ترغب مدريد في توتر حالي مع الرباط ولهذا ألغت هذه الزيارة.
وتود مدريد من السلطات المغربية تعاونا في مكافحة الهجرة لا سيما في الظروف الحالية الناتجة عن كورونا فيروس. وكان وزير الخارجية الإسباني الأسبق مارغايو قد اتهم المغرب منذ أسبوعين باستعمال الهجرة كسلاح ضد إسبانيا في حالة التوتر، مؤكدا أن الرباط تشجع قوارب الهجرة كلما وقع مشكل.
وكان الملك خوان كارلوس، أب الملك الحالي، قد زار سبتة ومليلية خلال نوفمبر من سنة 2007، وتسببت الزيارة في توتر شديد بين البلدين، حيث أصدر الديوان الملكي المغربي في أعقابها بيانا شديد اللهجة يصف فيه إسبانيا بالدولة الاستعمارية والإمبريالية. وتعهدت الرباط وقتها باستحضار الملف في المنتديات الدولية مثل الأمم المتحدة، لكن ما حدث هو العكس، إذ غاب الملف نهائيا من الخطاب الرسمي المغربي سواء الملكية أو الحكومة أو الأحزاب. ومن المنتظر تسبب الزيارة في تحريك هذا الملف على المستوى السياسي والرأي العام.
وكان هناك اتفاق بين مدريد والرباط بعدم زيارة أي مسؤول رفيع المستوى مثل رئيس الحكومة أو الملك المدينتين، والتزمت إسبانيا بهذا الاتفاق وخاصة الملك الذي تولى العرش سنة 1975 ولم يزر المدينتين حتى 2007، وهو التاريخ التي تنصلت فيه مدريد من الاتفاق مع الرباط.
واحتلت إسبانيا المدينتين منذ قرون، ويطالب المغرب بهما، وشن ملوك مغاربة حروبا طويلة. وكان يقوم جزء هام من اقتصاد المدينتين على التهريب نحو المغرب، لكن الرباط أغلقت الحدود منذ شهور، وتخطط لخلق مناطق للتجارة الحرة على مشارفهما.