حفيد مانديلا يدعو لمكافحة “الفصل العنصري” في إسرائيل
دعا حفيد زعيم جنوب إفريقيا الراحل، نيلسون مانديلا، الفلسطينيين إلى الاقتداء ببلاده في نضالهم ضد “دولة الفصل العنصري” في إسرائيل.
و”الفصل العنصري”، أو “الأبارتايد”، هو نظام حكمت من خلاله أقلية بيضاء في جنوب إفريقيا من العام 1948، حتى إلغائه بين أعوام 1990 و1993، وأعقب ذلك انتخابات ديمقراطية عام 1994.
ويقول ماندلا مانديلا، إنّ شعب جنوب إفريقيا عاش لعقود من الزمن في ظل نظام الفصل العنصري في بلاده.
ويستدرك: “لكننا تمكنّا من إلحاق الهزيمة بذلك”، ويرجع الرجل النصر إلى ما وصفه بـ “الوحدة الداخلية ضد نظام الفصل العنصري”.
ويضيف: “كان علينا توحيد صفوف جميع المضطهدين، وقد استطعنا التحدث بصوت واحد، وساعدنا الاضطهاد في أن نكون فعالين في استراتيجياتنا”.
ويعد نيلسون مانديلا (1918 – 2013)، أحد أبرز رموز الكفاح العالمي ضد التمييز العنصري، وظل معتقلا بسجون سلطات الأبارتايد 27 عامًا، وأصبح لاحقًا أول رئيس منتخب ديمقراطيا في جنوب إفريقيا، ورمزا للنضال.
سفراء نشطون
ويقول الحفيد مانديلا إن أبناء جنوب إفريقيا الذين عاشوا في الخارج أثناء نظام الفصل العنصري، كانوا “سفراء نشطين لنضالنا من أجل التحرير”.
ويتابع بهذا الصدد: “لقد تم حشدهم لذلك، وكانوا يعملون بجد لتوعية العالم بالوحشية والفظائع المرتكبة ضد شعب جنوب إفريقيا الأعزل”.
ويشير إلى أن هذه الجهود ساعدت على جذب الدعم العالمي، وإطلاق حملات تضامن مع شعب جنوب إفريقيا.
ووفق مانديلا، كانت إحدى هذه الحملات الفعالة هي “حملة إطلاق سراح مانديلا”، التي كانت تهدف فعليا إلى إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين.
كما استشهد بـ “حركة مناهضة الفصل العنصري”، والتي أدت إلى إطلاق حملات مؤيدة لجنوب إفريقيا في جميع أنحاء العالم.
ويوضح مانديلا بهذا الخصوص: “لقد أدى ذلك إلى مقاطعة المنتجات القادمة من جنوب إفريقيا في ذلك الوقت، وكذلك مقاطعة أي نشاط رياضي في البلاد”.
ويلفت إلى أن هذه الحركة كانت أيضًا قادرة على “الضغط على الحكومات لفرض عقوبات على جنوب إفريقيا”، معتبرا أن جميع هذه المبادرات أدت إلى انهيار نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.
نموذج للفلسطينيين
ويعتقد مانديلا أن كفاح جنوب إفريقيا ضد حكم الأقلية البيضاء يمكن أن يكون نموذجًا للفلسطينيين أثناء مقاومتهم الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ عقود.
ويقول: “اليوم ، نشهد الوجه البشع لنظام الفصل العنصري في إسرائيل”.
ويضيف: “نقول للعالم إننا تمكنّا من إسقاط نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، وسنكون قادرين على القيام بذلك مع نظام الفصل العنصري في إسرائيل”.
ويمضى مانديلا في دعوة جميع الجماعات السياسية في فلسطين إلى توحيد صفوفها ضد الاحتلال الإسرائيلي.
ويشدد: “نحن ندعو إلى الوحدة بين الفلسطينيين (..) إنهم بحاجة إلى التوقف عن النظر إلى بعضهم البعض على أساس خطوط حزبية، ولكن يجب أن يتحدوا”.
ويدعو مانديلا الفلسطينيين في الشتات إلى لعب دور نشط في فضح الفظائع المرتكبة ضد الفلسطينيين في الوطن.
ويكمل موضحًا: “إن الستة ملايين فلسطيني الذين يعيشون في المنفى يمكن أن يصبحوا سفراء فعالين بهدف الضغط على الناس في جميع أنحاء العالم لدعم قضيتهم”.
كما دعا الفلسطينيين إلى الاستفادة من قرارات الأمم المتحدة التي تجرم الفصل العنصري.
ويبيّن: “الفصل العنصري جريمة عالمية، ودورنا هو الكشف عن وجهه القبيح، خاصة في إسرائيل، من خلال نقله إلى جميع أنواع المحاكم الدولية”.
ويناشد مانديلا حكومة بلاده قائلا إنه يتعين على جنوب إفريقيا أن تستغل موقعها في مجموعة “بريكس” لضمان قدرتنا على جعل دول تلك المجموعة تنحاز للقضية الفلسطينية.
وكانت دولة جنوب إفريقيا قد انضمت عام 2010 إلى “بريكس”، وهي مجموعة للاقتصادات الأسرع نموا في العالم، تضم كلا من روسيا والهند والصين والبرازيل.
كما دعا إلى استخدام مقعد جنوب إفريقيا في مجلس الأمن الدولي ليصبح “صوت من لا صوت له، ومن ثم التحدث عن تقرير مصير فلسطين”.
وأقامت جنوب إفريقيا علاقات دبلوماسية مع فلسطين عام 1995، أي بعد عام من انتهاء حكم الأقلية البيضاء.
ومنذ ذلك الحين، ظلت جنوب إفريقيا تنتقد بشدة إساءة معاملة إسرائيل المستمرة للفلسطينيين، بما في ذلك سياستها طويلة الأمد المتمثلة في بناء مستوطنات يهودية غير قانونية على الأراضي العربية في الضفة الغربية المحتلة.