حضور أمريكي لافتتاح موقع للتراث اليهودي بالقدس الشرقية يثير غضب الفلسطينيين
حضر مبعوثان أمريكيان افتتاح موقع من التراث اليهودي في القدس الشرقية اليوم الأحد، في إشارة إلى الدعم الأمريكي لسيطرة إسرائيل على أجزاء من المدينة يريدها الفلسطينيون لدولتهم المستقبلية.
ويرى الفلسطينيون المشروع الأثري والأنشطة الاستيطانية في منطقة سلوان خطوات من جانب إسرائيل لإحكام السيطرة على المناطق التي احتلتها في حرب عام 1967. وقد وصفوا الحضور الأمريكي للحدث بأنه عمل عدائي.
وحضر اثنان من كبار مستشاري ترامب في الشرق الأوسط، هما مبعوث السلام جيسون جرينبلات والسفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، مراسم افتتاح نفق يقول علماء الآثار الإسرائيليون إن الحجاج اليهود إلى القدس كانوا يستخدمونه قبل ألفي عام.
وموقع “طريق الحجاج” جزء من مدينة داود الأثرية اليهودية المفتوحة التي أقيمت في سلوان بالقدس الشرقية بعد صفقات شراء عقارات يملكها فلسطينيون وكان بعضها مثار نزاع في بعض الأحيان في المحاكم.
واستولت إسرائيل على سلوان والأحياء المجاورة في حرب 1967 وضمتها واستوطنها إسرائيليون مما أثار غضب القوى الأجنبية التي تدعم هدف الفلسطينيين في إقامة عاصمة هناك لدولة مستقبلية في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.
وقال فريدمان في المراسم “يشعر البعض… بالتوجس لوجودي هنا”. وأضاف أن مشروع الحفر كشف “الحقيقة سواء أكنت تؤمن بها أم لا… الحقيقة هي الأساس الوحيد الذي سيتحقق عليه السلام لهذه المنطقة”.
وبعد كلمته، استخدم فريدمان وغرينبلات وسارة زوجة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والمانحون للمشروع المطارق لكسر جدار وفتح ممر تحت الأرض يؤدي إلى الموقع المقدس الذي يطلق عليه اليهود اسم جبل الهيكل بينما يسميه المسلمون الحرم القدسي.
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان إنها “تعتبر الحضور الأمريكي والاحتفال بالنشاطات التهويدية في القدس الشرقية المحتلة نشاطا عدائيا ضد الفلسطينيين”.
وأضافت “تثبت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوميا تمسكها بمعاداة الشعب الفلسطيني وإصرارها على إنكار حقوقه الوطنية العادلة، وانتماءها والتصاقها اللامحدود بالمشروع الاستعماري الاستيطاني الذي يقوده اليمين المتطرف في دولة الاحتلال”.
* التخلي عن تمثال الحرية
خالف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السياسة الأمريكية القائمة منذ فترة طويلة والتوافق الدولي واعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر كانون الأول 2017.
لكنه ترك الباب مفتوحا أمام إمكانية وجود موطئ قدم فلسطيني في المستقبل بموجب اتفاق سلام يتم التوصل إليه عبر المفاوضات.
وتوقفت محادثات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل منذ 2014 وطالما كان مستقبل القدس محور الصراع في الشرق الأوسط.
وقد دفع اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل الفلسطينيين إلى رفض التعامل مع إدارته واتهامها بالانحياز لصالح إسرائيل التي تعتبر كل المدينة عاصمتها غير القابلة للتقسيم وهو وضع غير معترف به دوليا.
وقاطع المسؤولون الفلسطينيون الأسبوع الماضي مؤتمرا بقيادة الولايات المتحدة في البحرين، قالت واشنطن إنه كان يهدف إلى إرساء الأسس الاقتصادية للسلام مع إسرائيل.
وقال فريدمان في مقابلة مع صحيفة “جيروزالم بوست” نُشرت اليوم الأحد ردا على سؤال بشأن ما إذا كان يرى أن إسرائيل يمكن أن تقبل ذات يوم سيطرة الفلسطينيين على سلوان في إطار اتفاق سلام “سيكون الأمر أشبه بتخلي أمريكا عن تمثال الحرية”.
وعلاوة على القدس، يخشى الفلسطينيون أن تعطي واشنطن الضوء الأخضر لتحرك محتمل من جانب إسرائيل لضم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.
وقال غرينبلات في مؤتمر بالقدس الأسبوع الماضي إن التقدم الدبلوماسي قد يكون ممكنا “إذا توقف الناس عن ادعاء أن المستوطنات، أو ما أحب أن أسميه الأحياء والمدن، هي سبب عدم تحقيق السلام”.