حصر البول لفترة طويلة ضار بصحتك
عندما يملأ البول المثانة إلى نصفها، فإن مستقبلات الأعصاب الموجودة بداخلها تنشط. تبعث هذه المستقبلات رسالة إلى المخ فتكون النتيجة الرغبة في التبول، ثم يشير الدماغ إلى المثانة لتثبيتها حتى يحين الوقت.
هذه الإشارات تختلف من شخص لآخر، وتختلف أيضاً حسب العمر، وكمية السائل الذي تحتوي عليه المثانة، وما هو الوقت من اليوم. على سبيل المثال، تنخفض هذه الإشارات في الليل، وبهذه الطريقة يمكنك الحصول على راحة ليلة كاملة بدلاً من الركض إلى الحمام كل بضع ساعات.
ولمعرفة مقدار البول الذي يمكن أن تتحمله المثانة، وتأثيرات حصر البول لفترات طويلة، تابع قراءة التقرير.
ما مقدار البول الذي يمكن أن تتحمله المثانة؟
يمكن أن تحتوي المثانة الصحية على كوب ونصف (300-400 مل) من البول خلال النهار، وحوالي أربعة أكواب (800 مل) في الليل، على الرغم من أن المثانة يمكنها أن تتمدد أكثر من ذلك بقليل، إلا أن الوصول إلى ذلك سيكون غير مريح. ومن الطبيعي أن تتخلص من البول خمس أو ست مرات في اليوم إذا كنت تشرب ما بين 6-8 أكواب من السوائل.
فمن المعتاد إفراغ المثانة عند الاستيقاظ في الصباح، وثلاث مرات خلال اليوم، ومرة قبل الذهاب إلى النوم ليلاً. ومع تقدمنا في العمر قد يتغير هذا النمط، حيث يميل كبار السن إلى التخلص من البول أكثر من مرة في الليل.
ما هو تدريب المثانة، وما الهدف منه؟
هناك الكثير من الأشخاص يشعرون أنهم لا يستطيعون تحمل أقل قدر من البول في المثانة دون الذهاب إلى المرحاض. إذا وصلت إلى تلك المرحلة فهناك طرق يمكنك من خلالها تدريب المثانة لتكون قادرة على التحكم.
الهدف من تدريب المثانة هو مساعدتك في الحصول على تحكم أفضل في المثانة، وسيسمح لك هذا بتقليل الحاجة المستمرة للذهاب إلى المرحاض، وتأجيل الذهاب إلى المرحاض حتى امتلاء المثانة، وزيادة حجم البول الذي يمكن أن تحتفظ به المثانة حتى الذهاب إلى المرحاض.
تبدأ معظم برامج تدريب المثانة بالاحتفاظ بملاحظات حول توقيتات التخلص من البول، وكميته في كل مرة، وذلك لعدة أيام للتعرف على مقدار البول الذي تحتفظ به المثانة، وعدد المرات التي تحتاجها لتفريغها.
قد تستغرق برامج تدريب المثانة مدة تصل إلى ثلاثة أشهر، مع تحديد مواعيد أسبوعية أو نصف شهرية مع الطبيب لمراقبة تقدمك وقياس التحسن الذي حققته.
كيف يتم تدريب المثانة؟
يكون التدريب من قبل الطبيب أو بعض المدربين على كيفية استخدام عضلات قاع الحوض، فهذه العضلات هي الداعمة للمثانة والإحليل (وهو الأنبوب الذي يحمل البول من المثانة إلى الخارج). كذلك التدريب على كبح الرغبة الشديدة لتمرير البول إلى الخارج، مما يساعد على تأجيل الذهاب إلى المرحاض.
من أبرز تقنيات التدرب تشتيت الانتباه، بمعنى أنه إذا أردت التبول فعليك تشتيت انتباهك لتقليل تلك الرغبة لفترة من الوقت، ويكون هذا عبر إجراء مكالمة تليفونية، أو قراءة شيء ما، وما إلى ذلك.
من طرق التدريب أيضاً تغيير وضعية الجسم، فقد يؤدي الميل إلى الأمام قليلاً إلى الضغط على المثانة، مما يقلل الشعور بالحاجة إلى التبول، ويمكنك اختبار الوضعية التي تفيدك بنفسك.
بمرور الوقت، يجب أن تلاحظ أنك لست بحاجة إلى الذهاب إلى المرحاض طوال الوقت، وأن تكون قادراً على منع نفسك من الذهاب كما ستلاحظ زيادة كمية البول في كل مرة.
ما الفرق بين تدريب المثانة وحصر البول لفترة طويلة؟
هناك خيط رفيع بين تدريب المثانة وحصر البول لفترات طويلة، فإذا كان معدل تخلصك من البول مرة كل 3 أو 4 ساعات، فلا معنى لأن تدرب المثانة على تحمل المزيد، فالطبيعي كما ذكرنا أن يكون التبول حوالي 5 إلى 6 مرات نهاراً، وربما تحتاج للذهاب ليلاً خاصة مع تقدم العمر.
فعند المبالغة في حصر البول، لن تكون النتيجة فقط الشعور بعدم الارتياح. ففي ظروف معينة، يمكن أن يكون احتجاز البول لأي مدة زمنية أمراً خطيراً. فإذا كان الشخص يعاني من تضخم البروستاتا، أو اضطرابات الكلى، أو المثانة العصبية (خلل وطيفي في المثانة بسبب مرض في الجهاز العصبي)، والمرأة الحامل، فقد يؤدي حصر البول إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض الكلى.
ما الذي يحدث للجسم عند حصر البول لفترات طويلة؟
عندما تختار ألا تستجيب لرسالة المخ بإفراغ المثانة من محتواها، فإن عضلات المثانة تغلق بإحكام لمنع التسرب عبر مجرى البول. ولكن، إذا اعتدت على التمسك بالبول لفترات طويلة، فأنت تُعرِّض نفسك لآثار خطيرة طويلة الأجل.
إذا لم تقم بإفراغ المثانة بشكل منتظم، فمن الأرجح أن تنمو البكتيريا وتتكاثر في المثانة، ومن الممكن أن يؤدي هذا إلى التهاب المسالك البولية، وعدوى المثانة.
وقد يكون خطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية أكبر إذا كنت لا تشرب كميات كافية من الماء. وذلك لأن المثانة لن تكون ممتلئة بما يكفي لإرسال الإشارة للتبول. وبالتالي، فإن البكتيريا الموجودة بالفعل في الجهاز البولي ستكون قادرة على التكاثر، مما يؤدي إلى الإصابة.كذلك، قد يؤدي حصر البول لفترات طويلة إلى ضعف عضلات المثانة، مما يؤدي إلى عدم القدرة على إفراغ المثانة بشكل كامل، وقد يسبب آلاماً في المثانة، مع الشعور الدائم بالرغبة في التبول