حزب بوتفليقة يعيد رص صفوفه للخروج من الأزمة
أعاد حزب “جبهة التحرير الوطني” الجزائري الحاكم رص صفوفه بغية الخروج من الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد على خلفية الاحتجاجات الشعبية المعارضة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
وفي تصريح قد يرمز إلى تجاوز فترة الانقسام داخل الحزب، صرّح المتحدث الرسمي باسم “جبهة التحرير”، حسين خلدون، مساء الاثنين للصحفيين بأن خارطة الطريق التي اقترحها بوتفليقة لا تزال سارية المفعول، معتبرا إياها “الحل الأفضل حاليا لتفادي حالة الشغور” في هرم السلطة.
ودعا خلدون، عقب اجتماع مغلق لقيادة حزبه، القوى السياسية في البلاد للانخراط في خارطة الطريق المقدمة من قبل الرئيس، محذرا من أن “كل الاقتراحات التي تحاول أن تخلق حالات شغور قد تؤدي إلى الفوضى”.
وتراجع خلدون بهذه التصريحات عن موقفه السابق الذي طرحه الأحد الماضي، إذ قال إن الندوة التي تمثل حجر الزاوية في المبادرة التي طرحها بوتفليقة تمهيدا لتنحيه عن الحكم “لم تعد مجدية”، مشددا على ضرورة انتخاب رئيس جديد “الآن”.
ونأت قيادة حزبه حينئذ عن هذا التصريح، ما سلط الضوء على وجود خلافات وانقسامات في صفوف “الجبهة الوطنية”.
وعلى خلفية المظاهرات الشعبية غير المسبوقة منذ سنين في البلاد، تراجع بوتفليقة البالغ من العمر 82 سنة في وقت سابق من الشهر الجاري عن قراره الترشح لولاية رئاسية خامسة وقرر تأجيل الانتخابات الرئاسية التي كان من المقرر أن تنظم في أبريل المقبل.
وطرح بوتفليقة مبادرة لعقد “ندوة وطنية” تهدف إلى تطبيق إصلاحات ووضع دستور جديد، ليسلم بعد ذلك مقاليد الحكم إلى رئيس منتخب، لكن المعارضة الجزائرية رفضت هذا الاقتراح معتبرة أنه يمدد حكم الرئيس الحالي دون انتخابات.