حزب البديل الألماني استخدم أطفالاً في بوستر «مدارس خالية من الإسلام»
«طفلة باسمة بلباس مخطط رافعة يدها وتقود مجموعة من الأحداث حليقي الرؤوس يمشون بفرح في ممر مدرسة وفوقهم عبارة: «مدارس خالية من الإسلام»، يقول بيتر كونرادي، مراسل صحيفة «صنداي تايمز» إن الصورة التي وزعها حزب البديل الألماني شجبت باعتبارها تلميحاً إلى النازية. وزادت من سخونة الجدل مع اقتراب الحملة الإنتخابية في منطقة بافاريا.
واستخدم زعيم الحزب ألكسندر غولاند نقاشاً حاداً في البرلمان الألماني واتهم المستشارة أنغيلا ميركل بتقسيم الأمة من خلال سياستها المؤيدة للهجرة. وردت ميركل المعروفة بهدوئها بغضب قائلة إن «لا مبرر لمثيري المشاكل» فيما شجب زعيم الحزب الإجتماعي الإشتراكي الألماني السابق مارتن شولتز، غولاند وقال إنه يمت إلى «زبالة التاريخ الألماني».
وجاءت المواجهة بعد مسيرة نظمها أعضاء حزب البديل إلى جانب جماعات النازيين الجدد في مدينة تشمنيتز، شرقي البلاد وزادت من صعود الحزب. ويتوقع أن يتسبب حزب البديل في انتخابات إقليم بافاريا بضربة لحليف ميركل حزب الإتحاد الإشتراكي المسيحي والذي أدار الإقليم بشكل مستمر منذ عام 1946. وفي انتخابات ألمانيا العامة فاز حزب البديل ولأول مرة بمقاعد في البرلمان حيث ذهبت 40% من أصوات البافاريين إلى حزب الإتحاد الإشتراكي المسيحي فيما حصل حزب البديل على 12.4% من الأصوات.
استطلاعات
وتقول استطلاعات الرأي اليوم إن الحزب الحاكم في الإقليم والذي حظي بدعم نسبة 47.7% من أصوات الناخبين في عام 2013 تراجعت شعبيته إلى 36% فيما زادت شعبية حزب البديل الذي لم يشارك فيها بنسة 14%. وبدأ حزب البديل حياته كحركة احتجاج عام 2013 ضد اليورو ولكنه تحول إلى حركة مضادة للمهاجرين، بالطريقة نفسها التي ظهر فيها حزب رابطة الشمال الذي يقود إئتلافاً حكومياً والديمقراطيون السويديون الذين فازوا بنسبة 17.6% من أصوات ناخبي هذه الدولة الإسكندنافية في الأسبوع الماضي. ومن الدعايات المثيرة للإنقسام التي استخدمها حزب البديل والمثيرة للفتنة هي صورة تظهر السيد المسيح مصلوباً على خلفية مشهد طبيعي في جبال الألب وتحته عبارة «الإسلام لا مكان له في بافاريا».
وصورة لإمراة بلباس البحر وبشعار «برقع؟ نحن نقف مع البكيني»، لكن البوستر الذي يهاجم تدريس الإسلام ولمدة ثلاث ساعات أسبوعياً في المدارس الحكومية هو الأكثر إثارة للجدل. فالبوستر الذي يقول «إسلام فري» يعيد ذكرى الشعار النازي «جودينفري» والذي كان يشير للمناطق التي أخرج منها اليهود قسراً في عهد النازية ويقترح الشعار الجديد لحزب البديل إن الأطفال المسلمين ليس مرحبًا بهم في الفصول الدراسية. ويقول سيمون فليتستشمان، رئيس رابطة المعلمين في بافاريا «إنه خطير جداً، في ضوء التاريخ الماضي لهذا البلد». ولكن الحزب ليس نادماً على حملة الكراهية ضد المسلمين، فبحسب زعيم نوابه في برلمان بافاريا مارتن سيشرت «عادة ما يلجأ الناس للمقارنة النازية عندما يفقدون النقاشات ويحاولون تشويهك بطريقة أو بأخرى ويحاولون إقناع الناس بعدم التصويت لحزب البديل ولهذا يقولون إنه «نازي».
النازية
ويرى الكاتب أنه لا يوجد سياق تاريخي يقترح أن الحزب يحن للنازية بقدر ما يندفع المؤيدون له الى معاداة الوحدة الأوروبية والمهاجرين. ومعظم افراده من متوسطي العمر إلا أن الالمان الذين صوتوا للحزب قالوا إنهم يخشون خسارة أصدقائهم ووظائفهم.
وعادة ما يتم تفريق تظاهراتهم من خلال جماعات اليمين المتطرف ولا يحبذ أصحاب المطاعم استقبالهم. وتراقب المخابرات الألمانية الجناح الشبابي للحزب في ساكسوني السفلى وبريمين ووضعت عدداً من أفراد الحزب من مناطق أخرى تحت الرقابة. ويقول نقاد الحزب إن هناك مبررات جيدة للوقوف أمامه، ففي عمرالحزب القصير أجبر عدد من أعضائه وقادته للاعتذار بسبب تغريدات غير مناسبة أو كلام نشره على صفحات الفيسبوك يمجدون فيه هتلر. وفي شهر حزيران (يونيو) تعرض زعيم الحزب غولاند لأنه قلل من أهمية الهولوكوست حيث وصف حكم النازية بأنه مثل بقعة يتركها روث طير في أكثر من الف عام نجاح ألماني» وكانت أخطر نقطة للحزب هي المسيرة التي تحولت إلى عنف احتجاجاً على طعن رجل عمره 35 عاماً على ما اشتبه أنه مهاجر سوري أو عراقي. ولهذا السبب فانتخابات بافاريا في 14 أكتوبر تعتبر مهمة خاصة إن منطقة بافاريا من أغنى الأقاليم الألمانية وأنجحها. وستكون مناسبة كي يظهر الحزب أنه قادر على توسيع شعبيته في الأقاليم الغنية أبعد من الطبقة العاملة المحرومة في الشرق التي لا تزال وبعد ثلاثة عقود تقريباً متخلفة.
وهناك رهان كبير للحزب الذي استفاد من حنق المحافظين في الإتحاد الإشتراكي المسيحي على ميركل وسياسات الهجرة وانضموا إلى حزب البديل. ومن أجل منع الهزيمة تحرك الحزب نحو معاداة الهجرة وطلب من كل مؤسسات الحكومة إظهار الشعارات المسيحية. ويحذر المحللون أن محاولة تبني شعارات حزب البديل قد ترتد سلبا وترسل الناخبين للحزب. ولكن زعيم حزب الإتحاد الإشتراكي المسيحي لوح بورقة النظام والقانون الذي اتهم غولاند بعد المواجهة في البرلمان مع ميركل أنه يتحدى الدولة والرجل الخطير جدا. ولا يزال الجدال محتدا حول بوستر «إسلام فري» والذي ظهر ان الحزب التقطه من صورة لوكالة أنباء ولا تمثل مدرسة في بافاريا ولا حتى ألمانيا ولكنها تصور أطفالاً في مدرسة تبعد آلاف الأميال عن بافاريا، في سلوفاكيا.