حرائق بحقول القمح في محافظة الحسكة السورية
مع اتساع نطاق الحرائق التي تلتهم حقول القمح في محافظة الحسكة السورية، وتبادل الحكومة والقوات الكردية الاتهامات بشأن “الجهة المسؤولة” عنها، طلبت جهات كردية في شمال سوريا المساعدة من التحالف الدولي للسيطرة على النيران، محذرة من اقترابها من محطات النفط في المحافظة.
فبعد أن تأمل السوريون خيرا ببداية العام، مع أمطار بداية السنة الغزيرة، التي أنهت سنوات من الجفاف ووعدت بمحاصيل مهمة، تحول الخير المأمول إلى ألسنة نيران تلتهم المحاصيل.
ومع انتشار الحرائق، خرجت الأمور عن السيطرة بشكل خطير في مدينة القحطانية في محافظة الحسكة، التي تعتبر “سلة غذاء” السوريين.
وقد احترقت آلاف الدونمات من حقول القمح في الحسكة، واقترب الخطر من الآبار والمحطات النفطية، بحسب تحذيرات الأكراد.
وطلب الأكراد المساعدة على وجه السرعة من التحالف الدولي، للسيطرة على الحرائق، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكن يبقى السؤال إذا ما كانت هذه الحرائق بفعل فاعل، فـ”من يأتي على غذاء السوريين؟”.
ويبقى الجواب اليقين متواريا خلف دخان الحرائق، لا يحسمه تبني داعش لحرائق في المنطقة، كتكتيك لمعاقبة أعدائه.
من ناحيتها، اتهمت الحكومة القوات الكردية بافتعال الحرائق لمنع المزارعين من بيع محاصيلهم للحكومة، بدلا من بيعها للإدارة الذاتية الكردية.
أما في رواية الأكراد، فالحكومة السورية هي خلف الحرائق، وهي تفعل ذلك عبر وكلاء، بهدف حرمان الأكراد من المحاصيل.
حتى الآن، لا شيء مكشوف، حتى احتمالية أن يكون من يطلق عليهم “تجار الحرب” خلف هذه الحرائق، لخفض الإنتاج الزراعي المحلي، والاعتماد على الاستيراد الذي يدر عليهم طبعا أموالا أهم.
وتقول الأمم المتحدة، إنه “غير مقبول أبدا” أن يصل موت السوريين بفعل فاعل إلى أطواره الأبطأ، ليتحول إلى “الموت جوعا”، وأن تصبح إمدادات غذائهم سلاح حرب، يجبر مئات الآلاف من المدنيين على النزوح.
وليس مقبولا أيضا، في صيحة أخرى لبرنامج الأغذية العالمي، أن يكون هناك 6.5 ملايين شخص في سوريا، يعانون من انعدام الأمن الغذائي.