حبيب الصايغ: مصر الدرع الواقي للأمتين العربية والإسلامية
نعى الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب بكثير من الأسى والأسف والحزن الشديد الاستهداف الارهابي لمسجد الروضة بالعريش.
وأوضح الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب برئاسة الشاعر حبيب الصايغ، أنه تابع أنباء العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف مسجد الروضة بالعريش في سيناء المصرية، أثناء تأدية صلاة الجمعة، اليوم الرابع والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني، والذي راح ضحيته –حتى كتابة هذا البيان- مائتان وخمسة وثلاثون مواطنًا مصريًّا كانوا يولون وجوههم صوب القبلة المشرفة، بالإضافة إلى عشرات المصابين الذين يرقدون الآن في المستشفيات بين الحياة والموت.
وقال الصايغ: إن هذا العمل الإرهابي الذي استهدف المصلين يوم الجمعة لا يمكن وصفه إلا بالعمل الجبان، كما لا يمكن وصف المجرمين الذين قاموا به بـ”المسلمين” مهما كانت قناعاتهم، ومهما كانت المصادر التي يستقون منها فتاواهم، فالدين الإسلامي شأن كل الأديان السماوية يعلي من قيمة حياة الإنسان، وأمنه وأمانه، مذكِّرًا بالآية الكريمة: “مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا”.
وأضاف حبيب الصايغ: أن مصر في كل عصورها تُخَرِّجُ العلماء في كل مجالات علوم الدين، والأزهر الشريف كان ولا يزال حارسًا للقيم الإسلامية المعتدلة، والشعب المصري لم يعرف التطرف ولا الغلو طوال تاريخه، وتلك الفئة التي تقاتل الدولة والمجتمع والناس العاديين المسالمين الذين لا يحملون سلاحًا، هي فئة ضالة مضلة خارجة عن روح الإسلام السمح، وهي لا تفعل سوى إرهاب الآمنين، وزرع فكرة سيئة عن الإسلام لدى شعوب العالم.
وقال الأمين العام للاتحاد العام: إن كل الأمة العربية والإسلامية تقف إلى جوار مصر في حربها ضد الإرهاب، وضد كل الدول والمنظمات والهيئات والأجهزة التي تموله وتخطط له وتمده بالسلاح والمعلومات اللوجستية، فتلك حرب مقدسة هدفها نزع فكر التطرف من نفوس تلك الفئة الضالة، وطالب الصايغ الدول العربية بأن تفسح مجالًا أوسع للثقافة والفنون عامة لأنها الدرع الواقي من تلك الأفكار المتطرفة، كما طالب الأدباء والكتاب والمثقفين والمفكرين العرب بالمزيد من الكتابات لمواجهتها وتعرية منطلقاتها للناس.
ونبه حبيب الصايغ إلى أن الإرهاب الأسود لا يستهدف مصر عشوائيًّا، بل لأن القوى التي تقف وراءه تعلم أن مصر هي الدرع الواقي للأمة العربية جميعًا، وأن إسقاطها –لا قدر الله- يسهِّل مهمة إسقاط باقي الدول العربية، فمصر عبر التاريخ هي حائط الصد الذي تكسرت عليه كل جيوش العدوان، وهي التي وحدت العرب والمسلمين لمواجهة الأخطار، لذلك فإن أمن وأمان مصر دولة وأرضًا وشعبًا يجب أن يكون أولوية لدى كل مواطن عربي ومسلم. كما نبه إلى الدور الخطير الذي تقوم به بعض وسائل الإعلام لتبرير تلك العمليات الإرهابية الجبانة التي تستهدف أرواح الناس، تحت ستار مزيف من ادعاء المهنية.
وفي ختام البيان توجه حبيب الصايغ بخالص العزاء للشعب المصري كله على مصابه الأليم، وتمنى أن يكون ذلك آخر الأحزان، ودعا المولى عز وجل أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته، إنه هو السميع العليم.