حادث الطائرة الأوكرانية يخرج الصراع بين روحاني والحرس الثوري الإيراني إلى العلن
اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني الحرسَ الثوري بتضليله فيما يتعلق بحادث إسقاط الطائرة الأوكرانية الذي خلَّف مقتل أكثر من 170 مدنياً، بينما اتهم الحرسُ الثوري حكومةَ روحاني بالتخلي عنهم في مواجهة الغضب الشعبي من الحادث.
وبحسب صحيفة The Telegraph البريطانية، إن حدة التوترات بين الحكومة الإيرانية والحرس الثوري الإيراني تصاعدت عندما اتهم مكتب الرئيس حسن روحاني قوات النخبة العسكرية بتضليلهم بشأن إسقاط طائرة ركاب مدنية عن طريق الخطأ.
الحرس الثوري «كذب» على روحاني
الصحيفة البريطانية أشارت إلى أنه مع خروج المتظاهرين إلى الشوارع لليوم الثالث على التوالي بدا أن أنصار روحاني، الرئيس المنتخب ديمقراطياً، يحاولون توجيه غضب العامة نحو خصومهم المتشددين في الحرس الثوري.
بينما قال المتحدث باسم روحاني إن الحرس الثوري أخبر الرئيس على نحو زائف بأنهم لم يكونوا متورطين، عندما كان يحاول توضيح سبب نفي إيران خلال الأيام الأولى التالية للحادث أي مسؤولية لهم تجاه حادث سقوط الطائرة الذي أسفر عن مقتل 176 شخصاً. وأضاف عليّ ربيعي، المتحدث باسم الحكومة: «كل السلطات المعنية أكدت لنا عدم سقوط الطائرة الأوكرانية بسبب أي صواريخ إيرانية».
في نفس الوقت، انتشر مقطع فيديو مسرّب يظهر فيه أحد ضباط الحرس الثوري يشتكي فيه من أن إدارة روحاني تخلت عنهم وتركتهم عرضة لمواجهة غضب واسع بسبب إسقاط طائرة الرحلة PS752.
يُظهر مقطع الفيديو، المنشور على الموقع الإيراني المعارض Pyk Net، أحد قادة الحرس الثوري يواجه غرفة مليئة برفاقه العسكريين ويحثّهم على التغلّب على العاصفة السياسية الحالية.
كما قال القائد العسكري: «بيان الحكومة والاعتراف بسبب سقوط الطائرة مخزٍ للغاية. لم يكن ينبغي أن يلقي البيان باللوم على الحرس الثوري بالكامل، كان يكفي القول إنه خطأ فردي».
بينما الجهاز العسكري اتهم الحكومة بـ «التسرّع»
قبل أن يستطرد القائد العسكري قائلاً إن الحكومة كان يمكنها الانتظار «شهرين أو ثلاثة أشهر» قبل الإعلان عن السبب الحقيقي لتحطم الطائرة والسماح للحرس الثوري باكتساب المزيد من الدعم الشعبي بعد مقتل قاسم سليماني وإطلاق الصواريخ على القواعد الأمريكية في العراق.
كما اتهم إدارة روحاني بأنها لم تبدِ أي تقدير للحرس الثوري بعد قمع المظاهرات المناهضة للحكومة في أواخر العام الماضي. عندما قُتل مئات المدنيين، وربما الآلاف، بسبب القمع الوحشي للاحتجاجات.
وقال: «كانت مظاهرات نوفمبر/تشرين الثاني بسبب سياسات إدارة روحاني لكن الحرس الثوري ضحّى بنفسه وأخمد تلك الاحتجاجات، ولكن في المقابل كانت الحكومة سلبية جداً في مواجهة الهجوم الذي يتعرض له الحرس الثوري».
لكن الخلاف لم يكن وليد «الطائرة الأوكرانية»
ترجع التوترات بين الحكومة المعتدلة نسبياً والحرس الثوري الأكثر تشدداً إلى سنوات عدّة، إذ يدافع روحاني عن التعامل الدبلوماسي والعلاقات مع الغرب، بينما ينادي قادة الحرس الثوري باستمرار عزلة البلاد. وهدد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني، بالاستقالة العام الماضي بعدما حلّ سليماني مكانه في اجتماع مع بشار الأسد.
لكن في مواجهة الغضب الشعبي المتزايد بسبب مصير الرحلة PS752، ومع اقتراب الانتخابات البرلمانية في فبراير/شباط 2020، أصبح من الواضح وجود خلاف مرير بين الجانبين.
قال مايكل هورويتز، رئيس الاستخبارات في شركة Le Beck للاستشارات الجيوسياسية: «بالنسبة لروحاني، أعتقد أنها فرصة فريدة بالنسبة له كي يتغلب على الحرس الثوري، وهي الفرصة الأولى له منذ انسحاب الرئيس ترامب من الاتفاق النووي الإيراني، الأمر الذي أضعف موقف روحاني واستراتيجيته القائمة على التفاوض مع الغرب».
أضاف أيضاً: «كان الحرس الثوري يكتسب نفوذاً متزايداً منذ الانسحاب الأمريكي، ولا أعتقد أن روحاني قد يفوّت تلك الفرصة للنيل من الحرس الثوري وإضعاف مصداقيته ونفوذه لدى الشعب الإيراني».