حاخام كنيس باريس: لقاء رموز الأديان بأبوظبي يصحح المفاهيم
اعتبر حاخام كنيس باريس الكبير موشيه سيباج، أن احتضان العاصمة الإماراتية أبوظبي لمؤتمر الأخوة الإنسانية يمثل حدثا مهما للغاية، مشيرا إلى إنه يساعد في تصحيح المفاهيم الخاطئة من خلال التفاعل المباشر بين أتباع الديانات وليس عبر “تصريحات التلفاز”.
وقال رجل الدين اليهودي لموقع “سكاي نيوز عربية”، على هامش المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية المنعقد على مدار يومين بالتزامن مع زيارة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية التاريخية للإمارات: “أعتقد أن هذا الملتقى مهم جدا لنرى بعضنا ونتحدث وجها لوجه، وليس من خلال قراءة التصريحات أو مشاهدتها عبر التلفاز”.
ومؤتمر الأخوة الإنسانية الذي يستمر على مدار يومين وسط حضور محلي وإقليمي ودولي، يتخلله سلسلة من جلسات النقاش وورش العمل التي تجمع مختلف الأديان السماوية، بالتزامن مع الزيارة التاريخية لبابا الكنيسة الكاثوليكية إلى الإمارات، في الفترة من الثالث وحتى الخامس من فبراير 2019، وهي الأولى من نوعها إلى شبه الجزيرة العربية.
كما تعد الزيارة الأولى من نوعها التي تتزامن فيها زيارة باباوية إلى أي بلد في العالم مع زيارة أخرى لشخصية دينية كبيرة بحجم الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، إذ اختار الرمزان الدينيان الكبيران أرض الإمارات لعقد “لقاء الأخوة الإنسانية” بينهما، والتباحث في سبل تعزيز التعايش بين الأديان والعقائد المختلفة.
واعتبر الحاخام سيباج أن اللقاء “يوفر فرصة جيدة لنعرف بعضنا جيدا”، مشيرا إلى الانطباعات الخاطئة التي انتشرت في أوروبا بسبب الهجمات الإرهابية.
وأوضح الحاخام سيباج: “في أوروبا لدينا مشكلة الإرهاب وقد تعرضت باريس لبعض الهجمات، وظهرت أصوات تقول إن المسلمين خطر على فرنسا لكن هذا ليس صحيحا، فالأغلبية تريد الحياة والعمل والدراسة في أوروبا. وهذه الانطباعات الخاطئة تمثل مشكلة”.
وتابع: “نريد أن نتفاعل مع الآخر، ولا يمكنك فعل ذلك من خلال مشاهدة التلفاز”.
ودعا الحاخام سيباج إلى حسن معاملة المهاجرين واللاجئين الذين يتوافدون إلى أوروبا من كل مكان، قائلا إن “تعاليم التوراة تحثنا على حب المهاجرين، فهم يعانون الوحدة ولا يملكون عائلات ولا مأوى، ولا بد من مساعدتهم”.
وحذر سيباج من صعود اليمين المتطرف في أوروبا عموما، وفرنسا على وجه الخصوص، موضحا أن “اليمين المتطرف في فرنسا خطير جدا، وأي تفرقة بين الناس بسبب دينهم أو عرقهم يهدد الجمهورية الفرنسية”.
وأضاف: “الفرنسيون على اختلافهم هم فرنسيون في النهاية. سواء كانوا من المسلمين أو اليهود أو أتباع أي ديانة”.