جيش الاحتلال يشن 15 غارة جوية ضد غزة بعد يوم من انتهاء مهمة وساطة مصرية لإعادة الهدوء
لم تمض 14 ساعة على مغادرة الوفد الأمني المصري لقطاع غزة، في زيارة توسط فيها لاستمرار حالة الهدوء، والعمل بتفاهمات التهدئة المبرمة سابقا، بعد موجة تصعيد عسكرية بدأت ليل الجمعة الماضية، حتى عاد جيش الاحتلال وشن سلسلة غارات على القطاع، قال إنها جاءت عقب إطلاق صاروخين من القطاع على أحد المناطق القريبة من الحدود، خلال إلقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كلمة في احتفال انتخابي لمؤيديه.
وشنت طائرات الاحتلال، فجر الأربعاء، سلسلة غارات على العديد من الأهداف التابعة لفصائل المقاومة في قطاع غزة، من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
وقالت مصادر محلية إن إحدى الغارات استهدفت منزلا مهجورا يقع جنوب غرب مدينة دير البلح وسط القطاع، كما استهدفت في تلك المدينة موقعا للشرطة البحرية.
كذلك قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية، التي جابت سماء قطاع غزة بكثافة عقب توتر الوضع الميداني ليل الأربعاء وفجر الخميس، موقعا تابعا للمقاومة شرق بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع عدة مرات، واستهدفته بأكثر من 7 صواريخ.
ولم تسفر الغارات الجوية الإسرائيلية عن وقوع أي إصابات، بعدما جرى إخلاء المواقع العسكرية، لكنها ألحقت أضرارا في الأماكن المستهدفة ومحيطها.
وأعلن جيش الاحتلال أن مقاتلات من سلاح الجو أغارت على 15 هدفا للمقاومة الفلسطينية شمالي ووسط قطاع غزة، وقال إن ذلك جاء “ردا على إطلاق قذيفتين صاروخيتين”.
وقال إن الغارات طالت من جملة ذلك منشأة لتصنيع الوسائل القتالية ونفقا وموقعا تابعا للقوة البحرية لحركة حماس، وقد حمل جيش الاحتلال حركة حماس المسؤولية عما يجري في القطاع.
وكان الناطق باسم جيش الاحتلال أعلن ليل الأربعاء أن منظومة “القبة الحديدية” تمكنت من اعتراض القذيفتين اللتين أطلقتا من قطاع غزة.
وعقب عملية إطلاق الصواريخ، عقد نتنياهو، الذي يشغل حقيبة وزير الجيش أيضا، جلسة مشاورات أمنية مع رؤساء الدوائر الأمنية في مقر الوزارة في تل أبيب.
يشار إلى أن القذائف التي أعلن جيش الاحتلال عن إطلاقها من قطاع غزة، جاءت خلال تواجد نتنياهو في اجتماع انتخابي لمناصريه في مدينة أسدود المحتلة.
وأظهرت لقطات مصورة لحظة إخراج الحرس الخاص بنتنياهو له من القاعة، لحظة انطلاق صافرات الإنذار في المدينة، وجرى نقله إلى مكان محصن.
وكان السفير الأمريكي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، قال خلال زيارته لإحدى البلدات الإسرائيلية القريبة من حدود غزة، إن إدارته لا تمانع قيام إسرائيل بشن هجوم على قطاع غزة.
وعقب الغارات الجوية، قال وزير الاقتصاد الإسرائيلي، عضو المجلس الوزاري المصغر “الكابنيت”، إيلي كوهين، إن إسرائيل “ملزمة بالذهاب إلى حرب ضد قطاع غزة”.
هذا ولم تعلن أي من الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة مسؤوليتها عن إطلاق تلك القذيفتين، اللتين أعلنت إسرائيل عن إطلاقهما بعد يوم واحد من مغادرة الوفد الأمني المصري لقطاع غزة، في زيارة دامت ليومين، التقى فيها قيادة حركة حماس، وعقد لقاءات أخرى مع قيادات الفصائل، إلى جانب اجتماع موسع لقادة التنظيمات، إذ جرى التأكيد خلال تلك اللقاءات على ضرورة الاستمرار في حالة الهدوء، بعد أن نقل إلى الفصائل تأكيدات إسرائيلية باستمرار التزامها بتفاهمات التهدئة المبرمة سابقا.
وجاءت زيارة الوفد الأمني المصري، برئاسة اللواء أحمد عبد الخالق، مسؤول ملف فلسطين في جهاز المخابرات المصرية، بعد أحداث دامية الجمعة الماضية، أسفرت عن استشهاد فتيين على حدود غزة الشرقية، خلال المشاركة في فعاليات “مسيرات العودة” في جمعتها الـ73، بسبب استخدام قوات الاحتلال لـ”القوة المفرطة والمميتة”.
وقد أكدت الفصائل الفلسطينية وحركة حماس، خلال اللقاء بالوفد المصري، ضرورة أن تتوقف إسرائيل عن سياسة “التلكؤ والمناورة” في تطبيق بنود الاتفاق الذي ينص على إنهاء حصار غزة وتحسين حياة السكان، بدلا من التملص من تنفيذ بعض البنود.
وطالبت الفصائل الفلسطينية كذلك بأن يتدخل الوفد بقوة لوقف تغول الاحتلال الإسرائيلي على المتظاهرين من خلال “سلاح القناصة”، خصوصا بعد أحداث الجمعتين الماضيتين اللتين شهدتا سقوط شهداء، وإصابة عشرات المتظاهرين بالرصاص الحي، وهي حوادث أكدت الفصائل أنها “تشعل الميدان، وتدفع للتصعيد”.