جولة بومبيو في الشرق الأوسط لتحقيق تحرك سياسي كبير بشأن إيران وقطر
بدأ وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو جولته الأولي كوزيرا ً للخارجية إلي الشرق الأوسط في عمل دبلوماسي أمريكي كبير للمطالبة بتحرك دولي متضافر لمعاقبة إيران علي برنامجها للصواريخ الباليستية، ويحث السعوديين وجيرانها علي حل الخلاف مع قطر الذي تستغله إيران لتعزيز نفوذها في المنطقة، وفقا لمسؤولون أمريكيون.
لقاء العاهل السعودي
وأشارت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إلي اجتماع بومبيو اليوم الأحد مع العاهل السعودي الملك سلمان الذي تقع بلاده والإمارات العربية المتحدة والبحرين في خلاف مع قطر ما تسبب في عجز وحدة الخليج وتزايد الوجود الإيراني.
ولفتت الصحيفة إلي وصول رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية السابق أمس إلي الرياض، وكان ذلك بعد وقت قصير من قيام المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن بإطلاق صواريخ علي مدينة جيزان التي تقع في جنوب السعودية، مما أسفر عن مقتل شخص واحد، وتأكيد علي تصريحات المسؤولين الأمريكيين عن التهديد المتزايد لإيران.
كيفية مواجهة برانامج الصواريخ الإيرانية
ويلقي بومبيو والمسؤولين الأمريكيين باللوم علي إيران لتهريبها الصواريخ إلي اليمن، وقال المسؤولون “أن الحادث أبرز أهمية دفع إدارة ترامب لمواجهة العدوان الإيراني المدعوم في المنطقة”، حيث دعمت إيران الحوثيين في اليمن وتساعد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في حربه ضد المتمردين.
وقال مسؤولون أمريكيون “سيناقش بومبيو مع القيادة السعودية كيفية مواجهة برانامج الصواريخ الإيرانية طويلة ومتوسطة المدي كجزء من الجهود الرامية لتعزيز الاتفاق النووي الإيراني الذي هدد ترامب من الإنسحاب منه بحلول منتصف مايو المقبل”.
فرض عقوبات
وأشار المسؤولون المطلعون علي الأمر وغير مسموح لهم بمناقشة جولة بومبيو إلي أن وزير الخارجية الأمريكي سيطلب من الدول الأخري فرض عقوبات قاسية علي إيران والشركات والوكالات الحكومية المشاركة في تطوير الصواريخ، وسيؤكد بومبيو أيضاً التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن السعودية وإسرائيل وغيرهم من الأصدقاء والشركاء في المنطقة.
تحقيق الاستقرار
وأضاف المسؤولون أن بومبيو سيضغط أكثر علي السعوديين للمشاركة أكثر في جهود تحقيق الاستقرار في المنطقة وفي سوريا التي تم تحريرها مؤخراً من تنظيم داعش.
وكجزء من الحملة المناهضة لإيران ، قال المسؤولون “إن بومبيو سيوضح للسعوديين أن الخلاف مع قطر يجب أن ينتهي”، حيث اندلعت الأزمة في الصيف الماضي ، عندما قطعت المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة قطر واتهموها بدعم الإرهاب، وفشلت جهود الوساطة من الكويت المدعومة من الولايات المتحدة وفشلت ايضا جهود وزير الخارجية الأمريكي السابق ريكس تيلرسون.
ويؤكد المسؤلون الأمريكيون أن انقسام الخليج يعطي مساحة لإيران لتحقيق أهدافها ويعيق التعاون في مجموعة كبيرة من القضايا الأخري من بينها مكافحة التطرف لتنظيم داعش والجماعات الإرهابية الأخري.
تعكير أجواء المنطقة
ولفتت الصحيفة إلي أن اجتماعات بومبيو في المملكة العربية السعودية سيعقبها مناقشات مع إسرائيل والأردن، ويأتي ذلك قبل أيام قليلة من احداث هامة ستزيد من تعكير الأجواء في المنطقة، وفي 12 مايو المقبل سيحدد ترامب سحبه من الاتفاق النووي الإيراني ام الاستمرار فيه، ومن المحتمل أن ينسحب من الأتفاق رغم الضغوطات الثقيلة لحثه علي البقاء في الاتفاق.
وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة أيضا بعد يومين من تحديد موقفها للاتفاق النووي الإيراني، ستنقل سفارتها الجديدة إلي القدس وسيمثل ذلك تحولاً كبيراً لعقود من السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل وفلسطين حيث يصر الفلسطينيون ان القدس عاصمة لدولتهم المستقبلية.
ويعارض الفلسطينيون بشدة نقل السفارة وفي 15 مايو المقبل سيحيون ذكري النكبة للاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم الفلسطينية عندما طردوا من منازلهم خلال حرب 1948، ومؤخرا قتل العشرات من الفلسطينيين بالنيران الإسرائيلية خلال احتجاجات علي الحدود بين غزة وإسرائيل،
سياسة ترامب تجاه سوريا
ومن الأمور التي تحيط بزيارة بومبيو أيضا عدم اليقين بشأن سياسة ترامب نحو سوريا التي تحولت بين انسحاب سريع للقوات الأمريكية من البلاد وترك بصمة دائمة لردع إيران عن استكمال بناء جسر بري من طهران إلى بيروت