جوجل في مصيدة الانتقادات بسبب اقتراحه مقاطع فيديو لحادث نيوزيلندا الشهير
كشف موقع ” NZ Herald ا” النيوزلندي أن مُحرِّك بحث جوجل تعرَّض للانتقاد إثر اقتراح خوارزميته مقاطع فيديو لإطلاق النار على مساجد كرايستشيرش على كلِّ من يبحث عن أيِّ مقاطع فيديو تتعلَّق بنيوزيلندا.
تعرض محرك بحث جوجل للانتقاد بسبب حادث نيوزيلندا الشهير
فحسب الموقع النيوزيلندي، عبَّرَت كارا سيغيدين، مديرة تسويق رقمي، عن غضبها على عملاق الإنترنت في تغريدةٍ نشرتها، السبت 8 يونيو/حزيران، بعد أن تضمَّنَت نتائج بحثها عن مقاطع فيديو لمباراة كرة قدمٍ اقتراحاتٍ لمقاطع الاعتداءات على المساجد.
وكتبت في تغريدتها: «يجب على جوجل أن تخجل من نفسها. لقد كنت أبحث عن (أين أشاهد مباراة نيوزيلندا وهولندا ضمن كأس العالم لكرة القدم النسائية) وهذه كانت النتائج. يمكنكم التحكم في هذا».
كان مقطع الاعتداءات الذي بُثَّ مباشرةً على فيسبوك قد شوهد نحو 4000 مرةٍ قبل أن يُزيله الموقع. نُسِخَ المقطع بعد ذلك وانتشر بسرعةٍ على موقع يوتيوب الذي تملكه شركة جوجل، وعلى تويتر، وغيرها من المنصات.
وبسبب انتقادات كثيرة، قام جوجل بحذف الموقع
والآن لم يعد المقطع متاحاً على الإنترنت.
وقال متحدثٌ باسم جوجل إن توقعات الإكمال التلقائي لعبارات البحث «تنتجها الخوارزميات بناءً على نشاطات واهتمامات المستخدم».
وتابع: «نحن نبذل جهدنا لمنع المحتوى المسيء، كالمحتوى الإباحي، أو خطابات الكراهية، من الظهور، لكننا لا نفلح دائماً. الإكمال التلقائي ليس علماً دقيقاً، ونحن نعمل باستمرارٍ لتحسين خوارزمياتنا».
وأضاف خبراء تقنيون في نيوزلندا أن جوجل ليست المُلامة على اقتراحات البحث.
وقال المُعلِّق التقني بيتر غريفين إن الاقتراحات في جوجل تعتمد على أكثر البحوث السابقة تكراراً بين مستخدمي جوجل.
وقال: «لا أرى في الأمر فشلاً من جانب جوجل».
وتابع: «إنها انعكاسٌ لنا، للمجتمع؛ لأنه ولكي تظهر تلك العبارات ذات الشعبية المسبقة، يجب أن يبحث عنها كثيرون».
قال غريفين كذلك إن جوجل لم تكن فعلياً ترسل الناس إلى مقاطع اعتداءات المساجد؛ إذ أن المقطع ليس متاحاً من خلال بحث جوجل.
وتابع: «عوضاً عن ذلك، حين تتبع إحدى تلك العبارات، ستجد قصصاً إخباريةً عن الاعتداءات، ومعلوماتٍ رسميةً من الحكومة النيوزلندية حول الواقعة».
لكن في النهاية، حسب متخصصين فظهور الفيديوهات يرجع لبحث المستخدمين
أما ديف باري، الأستاذ المساعد ورئيس قسم علوم الحاسب الآلي بجامعة أوكلاند للتكنولوجيا، فيقول إن نتائج الاقتراحات قد تشير إلى أن الناس على نطاقٍ عالميٍ مازالوا يبحثون عن الاعتداءات.
ويُضيف: «قد تطغى عمليات البحث عالمياً على أيِّ شيءٍ محلي. على الأغلب يقارن جوجل بين عمليات البحث كاملةً بدلاً من المقارنة بين عمليات البحث المحلية».
قال باري كذلك إنه فيما قد تكون نتائج البحث مزعجةً للبعض، فهذا أهون مستوىً من الفشل لجوجل.
وأضاف: «إحدى مشكلات النموذج ككل هي جعله آلياً. هذا هو الثمن الذي تتطلَّبه الراحة».
كان الحاضرون لقمة نداء كرايستشيرش للتحرُّك، التي استضافتها باريس في مايو/أيَّار، قد وافقوا على إزالة المحتوى الإرهابي والمتطرف العنيف من الإنترنت.
وقد وقَّعت الاتفاقية 17 دولة، بالإضافة إلى المفوضية الأوروبية، وثماني شركاتٍ تكنولوجيةٍ من بينها جوجل.
من جهتها قالت شركات ميكروسوفت، وتويتر، وفيسبوك، وجوجل، وأمازون، إنها ستمضي بخطواتٍ ثابتةٍ نحو معالجة سوء استخدام التكنولوجيا الذي ينشر محتوىً إرهابياً.
وقد تضمَّنَت تلك الخطوات حظر المحتوى الإرهابي والمتطرف العنيف، عبر تأسيس طرقٍ تتيح للمستخدمين الإشارة إلى ذلك المحتوى بطريقةٍ تُعجِّل اتخاذ موقفٍ ضده، والبحث في التكنولوجيا التي تحسِّن من القدرة على تحديد وإزالة المحتوى الإرهابي والمتطرف العنيف من الإنترنت، وتطبق «التحقُّق الملائم» على البث المباشر، بهدف تقليل خطر مشاركة ذلك النوع من المحتوى على الإنترنت.