جوتيريش يدعو لإجراء مباحثات مباشرة بين طالبان وكابول
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى الإسراع في إجراء محادثات فورية مباشرة بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، من خلال استغلال فرصة التقدم في المفاوضات بين طالبان والطرف الأمريكي، التي ستستأنف يوم الأحد في العاصمة القطرية الدوحة.
الأمين العام الأممي قال في تقرير لمجلس الأمن، إنه “لا يمكن التوصل إلى السلام إلا من خلال الحوار الشامل بين الأفغان”، مشيرا إلى أن التطورات الحالية، في إشارة إلى مفاوضات الدوحة، تمثل “ربما أهم فرصة” للتوصل إلى وضع حد لحرب دامت 18 عاما.
وقال جوتيريش”أدعو إلى بدء محادثات فورية ومباشرة وجوهرية نحو الأمل في إنهاء هذا الصراع وخسائره غير المقبولة في الأرواح.” وأضاف إن الوضع الأمني في البلاد لا يزال متقلبا ،مع وجود عدد كبير من الحوادث الأمنية.
وقال إنه لا يزال “يشعر بقلق عميق من تأثير النزاع المسلح على السكان المدنيين” ، مشيرا إلى أرقام الأمم المتحدة الأخيرة التي توثق “أعدادا هائلة من الوفيات بين المدنيين” 3804 قتيلا في عام 2018.
كما أشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى التقدم الذي تم الإبلاغ عنه لحد الآن، في المحادثات بين المسؤولين الأمريكيين وحركة طالبان في قطر وأعرب عن أمله في أن يؤدي ذلك إلى محادثات مباشرة بين كابول والحركة الأفغانية.
وقد رفضت طالبان حتى الآن التفاوض مباشرة مع الحكومة الأفغانية التي تعتبرها مجرد “دمية” في يد الإدارة الأمريكية، مطالبة بسحب القوات الأجنبية أولا.
على الجبهة السياسية والدبلوماسية ،شدد جوتيريش على أن وقف العنف ليس كافياً وقال: “لكي تكون دائمة ،فإن أي عملية سلام يجب أن تكون شاملة، يجب أن تكون هناك ثقة في مستقبل مشترك من خلال ضمان حقوق جميع الأفغان”.
هذا وتستأنف حركة طالبان الأفغانية محادثاتها مع الطرف الأمريكي يوم الأحد العاشر من مارس الجاري في العاصمة القطرية الدوحة، حيث تدخل المفاوضات أسبوعها الثاني وسط تكتم وسرية تامة حول ما تم التوصل إليه لحد الآن، حيث تقول مصادر مقربة من المفاوضين أن واحدة من أبرز القضايا التي تعيق التقدم في المفاوضات هي الخلاف على سؤال جوهري: ما هو الإرهاب ومن هو الإرهابي؟
وتشير هذه المصادر إلى أن المحادثات تعرف “ركودا” بسبب بعض هذه القضايا “الجوهرية”، لكنها لا تعرف تراجعا، بل بالعكس حققت المفاوضات في الدوحة ما لم تحققه في كل الجولات السابقة التي جرت أماكن مختلفة.
وتشير نفس المصادر إلى أنه “أصبح من الواضح أن أي تسوية لحرب الـ18 عاما يمكن أن يكون بطيئا بشكل محبط”. لكن المهم لحد الآن أن الطرفان “اتفقا من حيث المبدأ على إطار لقضيتين حاسمتين: انسحاب القوات الأمريكية ، والالتزام بعدم استخدام التراب الأفغاني مرة أخرى لشن هجمات إرهابية ضد الولايات المتحدة وحلفائها”.
وتقول طالبان إنها لن تسمح باستخدام أفغانستان كمنصة إطلاق للهجمات الدولية. فيما أصر المفاوضون الأمريكيون على تحديد عدم استخدام أفغانستان من قبل الجماعات “الإرهابية”،لكن حركة طالبان عادت وأوضحت أنه لا يوجد تعريف شامل للإرهاب.
ومع تزايد ما تسميه هذه المصادر بـ”الركود المحبط” بشأن تعريف الإرهاب في المحادثات ،أوضح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أنه يعتبر طالبان نفسها “إرهابية”.
وقال مسؤول أمريكي كبير قريب من المحادثات إنه رغم إمكانية التوصل إلى نتيجة مهمة في نهاية هذه الجولة الطويلة ،إلا أن الجانبين اللذان انخرطا في مناقشة مباشرة وموضوعية بشأن التفاصيل الصعبة قد دفعا العملية إلى الأمام.
وكانت الجولة الخامسة من محادثات السلام قد بدأت في الدوحة في 25 فبراير الماضي بعد أن أشاد الجانبان بالتقدم الهام في الجولات السابقة من المحادثات ،التي عقدت أيضا في العاصمة القطرية.واتفق الجانبان على “مشروع إطار” يتضمن انسحاب القوات الأمريكية ومناقشات حول التزام طالبان بعدم استخدام الجماعات الأفغانية “الدولية” للأراضي الأفغانية.
وكان المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية روبرت بالادينو ذكر في مؤتمره الصحافي نصف شهري يوم الاثنين، أن المفاوضات الجارية مع طالبان تركز على أربع قضايا مترابطة ستؤلف أي اتفاق مستقبلي، وهي: مكافحة الإرهاب، سحب القوات، الحوار الداخلي الأفغاني ووقف إطلاق النار.
لكن حركة طالبان ردت في بيان لها الخميس أن الجولة الحالية من محادثات السلام تركز على “انسحاب جميع قوات الاحتلال من أفغانستان وعدم السماح لأفغانستان بإيذاء الآخرين”. ونفت الحركة بشكل غير مباشر الجمعة، أن تكون بحثت مسألة وقف إطلاق النار في أفغانستان والحوار مع حكومة كابول خلال المفاوضات الجارية في الدوحة مع ممثلين أمريكيين خلافا لتأكيدات واشنطن.
وقال المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد، في بيان إنه خلافا للجوانب “الخارجية” للنزاع وهي “انسحاب كل قوات الاحتلال من أفغانستان ومنع أن تستخدم أفغانستان للإساءة لجهات أخرى”، فإن “المسائل الأخرى التي لها جوانب داخلية وغير مرتبطة بالولايات المتحدة لم تكن موضع بحث”.