جهود كبيرة للجيش المصري للقضاء علي داعش سريعاً
سلطت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” الضوء علي الجهود التي يبذلها الجيش للقضاء علي الإرهابيين في شبه جزيرة سيناء، ويري المحللون ان الجيش يشن هجوماً كاسحاً لسحق تنظيم داعش في سيناء ولكن ليس من المرجح ان يهزم التنظيم الإرهابي سريعاً.
جهد كبير للجيش
وبحسب الصحيفة أن العملية العسكرية ضد الإرهاب بدأت في 9 فبراير بعد ان منح الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي من المتوقع أن يفوز بولاية ثانية في الانتخابات الاسبوع المقبل، القوات المسلحة والشرطة مهلة مدتها ثلاثة أشهر في نوفمبر الماضي للقضاء على الإرهابيين، ومنذ ذلك الحين تم تمديد الموعد النهائي ، وبدأت القوات المسلحة حملتها الأكثر شمولية حتى الآن لإنهاء التمرد الإرهابي المستمر منذ خمسة أعوام، ويقدم الجيش معلومات منتظمة عن العملية ويقول ان أكثر من 100 أرهابي قتلوا حتى الآن بينما خسرت 20 جنديًا على الأقل.
وقال زاك جولد المحلل في مجموعة أبحاث “سي أن أيه”: ان مصر تقوم بعمل جيد بالفعل للسيطرة علي الجماعات الإرهابية ولكن من الصعب تقييم ما يحدث وخاصة أن الجماعات التابعة لداعش تغير اسمها، وهل ستؤثر هذه العمليات علي المدي الطويل وتقضي عليهم “.
ارتفاع العمليات الإرهابية
وأشارت الصحيفة إلي شن مصر عمليات ضد الإرهابيين في جزيرة سيناء وقتل مئات الجنود ورجال الشرطة، وكانت جماعة أنصار بيت المقدس تعهدت بالولاء لداعش في عام 2014 واكتسبت خبرة ودعم لوجيستي من الجماعة الإرهابية الدولية التي كانت أعلنت الخلافة في العراق وسوريا.
وسرعان ما زاد الإرهابيين في سيناء وشنوا هجمات علي المدنيين، ووضعوا قنبلة علي طائرة روسية تحطمت فوق سيناء في عام 2015 مما أسفر عن قتل جميع ركابها البالغ عددهم 224 شخصاً.
ولفتت الصحيفة إلي الإرهابيين بدءوا استهداف المسيحيين منذ عام 2016 وقتلوا أكثر من مائة في تفجيرات الكنائس وعمليات اطلاق النار التي شنت في جميع أنحاء مصر، وقتل الإرهابيين اكثر من 300 مصلي في مسجد في سيناء ينتمون للطائفة الصوفية ويعتبرهم داعش بإنهم كفار.
استراتيجية فعالة
وأضافت الصحيفة أن مصر تركز بشكل اكبر لاستهداف الإرهابيين بشكل فعال بجانب تراجع الإمدادات التي كانت تقدم لهم، وركزت العمليات العسكرية علي جميع انحاء البلاد بدلاً ما كانت تركز علي منطقة معينة عن غيرها.
وأعلن الجيش ان حوالي 60 ألف جندي يشارك في الحملة التي بدأت بعد فترة من جمع المعلومات الاستخباراتية في شيناء الواقعة علي الحدود مع إسرائيل وقطاع فزة.
وقال عمر عاشور ، الأستاذ المساعد في معهد الدوحة للدراسات العليا “إن العملية الأخيرة كانت مختلفة عن الهجمات السابقة بعدة طرق”، واشار إلي أوجه الاختلاف من حيث الدعاية والتغطية الإعلامية المكثفة وحجم القوي المعبأة والتعاون المستمر الجماعات القبلية المسلحة التي تساعد الجيش، بجانب التنسيق التكتيكي والتشغيلي المتزايد مع إسرائيل.
أضعاف داعش
ويري المحللون ان العملية العسكرية ستؤدي إلي اضعاف داعش في سيناء ويبلغ عدد افراد الجماعة الإرهابية حوالي 1000 أرهابي يعتمدون بشكل كبير في عملياتهم علي هجمات الكر والفر والتفجيرات علي الطرق وهجمات القنص ولكنهم لا يحققوا انتصار حاسم ويقضي علي الهجمات الإرهابية.
وقال ستيفاني كارا ، باحث مشارك في شمال أفريقيا مع مجموعة “ذا ريسك ادفيسوري جروب”: “أن الجيش يعتمد علي الضرات الجوية والعمليات البرية لتقليل قدرات الجماعات الإرهابية في شمال ووسط سيناء، ومع ذلك لا تختلف بشكل كبير العمليات في المنطقة عم السنوات الماضية، ويبدو أن الجيش يستخدم نفس الكتيكات التقليدية التي استخدمها في الماضي”.
تهديدات داعش قبل الإنتخابات
ولقد تعهد داعش بمهاجمة منشآت التي لها صلة بالإنتخابات ومضاعفة جهودها لاستهداف السياح في جميع انحاء مصر، بينما مصر تعمل علي تعزيز الأمن في الإنتخابات المقبلة المقرر إجراؤها في الشهر الجاري يومي 26 و28 مارس.
ويقول جانتزين جارنت ، محلل شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة تحليلات مجموعة نافانتي: يواصل داعش في سيناء عملياته ضد قوات الأمن في سيناء مع كبح جماحه من قبل الجيش، ولكن إذا كانت خلايا داعش تعمل بشكل مستقل فإن الحملة في سيناء لن يكونل ها تاثير يذكر علي قدراتها”.