جهزا “جيشاً” من المحامين! ترامب وبايدن يتأهبان لمعركة قضائية محتملة قبيل الانتخابات
أقدم الرئيس الأمريكي الجمهوري دونالد ترامب، ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، على محاولات مستميتة لكسب الأصوات في ولايات تشهد منافسة حامية الوطيس بينهما، في حين تستعد حملتاهما لنزاعات بعد التصويت، ربما تطيل أمد انتخابات رئاسية أحدثت انقساماً كبيراً، بحسب وكالة رويترز.
الكثير من الاتهامات: واستمر ترامب، الذي يأتي خلف بايدن في استطلاعات الرأي على مستوى البلاد ككل، في كيل اتهامات غير مدعومة بأدلة للاقتراع عن طريق البريد، مشيراً إلى أنه سيرسل محامين لمراكز الفرز إذا واصلت الولايات عملية إحصاء الأصوات بعد يوم الانتخاب.
جاستن كلارك، نائب مدير حملة ترامب، قال إن “الحملة ستقاوم أي محاولة من جانب الديمقراطيين لعدم الالتزام بالمهلة الزمنية لتلقي وإحصاء الأصوات في الولايات”، وفقاً لما ذكرته رويترز.
كما أنه وخلال مؤتمر انتخابي في سكرانتون بولاية بنسلفانيا، حذر ترامب من أن خطط الولايات لإحصاء الأصوات التي ترد عبر البريد بعد يوم الانتخاب بما يصل لثلاثة أيام ستمثل “وضعاً خطيراً”، على حد زعمه.
وكانت المحكمة الأمريكية العليا قد رفضت الشهر الماضي طعناً من الجمهوريين في تلك السياسة، لكنها قد تعاود نظر النزاع بعد الانتخابات التي ستجري اليوم الثلاثاء 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
“جيوش” من المحامين: وفي حديث للصحفيين يوم أمس الإثنين، أعادت جنيفر أومالي ديلون، مديرة حملة بايدن، إلى الأذهان أن الانتهاء من فرز الأصوات في الولايات كان يتطلب عادة وقتاً بعد ليلة الانتخاب.
أضافت في هذا السياق “لن يتم إعلان دونالد ترامب فائزاً في ليلة الانتخابات بأي حال من الأحوال”.
يأتي ذلك بينما أثارت الانتخابات موجة غير مسبوقة من الدعاوى القضائية، تتعلق بتعديل قواعد التصويت في ضوء جائحة كوفيد-19، ولذا حشد الجانبان جيوشاً من المحامين تأهباً لمعارك ما بعد الانتخاب.
ورفض قاض اتحادي في ولاية تكساس يوم أمس الإثنين محاولة من جانب الجمهوريين لاستبعاد حوالي 127 ألف صوت تم الإدلاء بها في مواقع للتصويت الإلكتروني بينما كان الناخبون في سياراتهم في منطقة هيوستن، التي يميل معظم ناخبيها للديمقراطيين.
قلق من القادم: وأمضى ترامب الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية في نقل توقعاته بالفوز والتهكم من بايدن لدعمه فرض قيود تهدف للإبطاء من انتشار فيروس كورونا، وقال أمام حشد في سكرانتون: “التصويت لبايدن يعني التصويت للإغلاق والبؤس وفقد العمل”.
أما بايدن فقال في بيتسبرغ لمناصريه إن مستقبل البلاد في أيديهم، مضيفاً: “عندما تصوت أمريكا، يُسمع صوت أمريكا. وعندما يُسمع صوت أمريكا، ستكون الرسالة عالية وواضحة: آن الأوان لأن يحزم دونالد ترامب أمتعته ويعود لداره”.
من جانبه، يسعى ترامب (74 عاماً) لتجنب أن يصبح أول رئيس يخسر إعادة انتخابه منذ خسارة الجمهوري جورج إتش. دبليو بوش عام 1992.
فعلى الرغم من استطلاعات الرأي التي تظهر تقدم بايدن على مستوى البلاد ككل، يتقارب السباق في الولايات المتأرجحة على نحو قد يسمح لترامب بجمع 270 صوتاً هي اللازمة للفوز في المجمع الانتخابي الذي تحدد أصواته المرشح الفائز.
وعبّر كثير من الديمقراطيين عن قلقهم من النتيجة، مشيرين إلى أنهم كانوا يتوقعون أن يخسر ترامب بسهولة في عام 2016.
من بين هؤلاء باتي كادوسو (41 عاماً)، وهي مديرة معهد طبي حضرت مؤتمراً انتخابياً في ميامي عقده الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما، وقالت: “بأمانة.. أنا قلِقة بعض الشيء”.
أما أوباما الذي كان بايدن نائبه خلال توليه الرئاسة لثماني سنوات، فقال إن مساعي ترامب لمنع إحصاء الأصوات ليلة الانتخاب تفتقر للديمقراطية، مضيفاً خلال حشد انتخابي في ميامي: “هذا هو ما يفعله ديكتاتور تافه (…) لو أنك تؤمن بالديمقراطية لأحصيت كل صوت”.