جنبلاط بدّد الشوائب مع الحريري ويسلّم مطلوبين تمهيداً لاحتواء ذيول اشتباك الجبل
في خطوة تؤشر إلى بداية احتواء ذيول حادثة قبرشمون ، يشيّع الجبل اليوم وغداً الضحيتين رامي سلمان وسامر أبي فراج من عناصر الحزب الديموقراطي اللبناني اللذين سقطا في تبادل إطلاق النار مع موكب وزير شؤون النازحين صالح الغريب.
ويأتي التشييع نزولاً عند رغبة الهيئة الروحية العليا لطائفة الموحدين الدروز والمشايخ العقلاء واحتراماً للقيم والعادات التوحيدية الشريفة حسب بيان مديرية الإعلام في الحزب «الديمقراطي اللبناني» الذي قال إن «رئيس الحزب طلال أرسلان توافق مع عائلتي الشهيدين عضو الهيئة التنفيذية في الحزب رامي أكرم سلمان والكادر الحزبي سامر نديم أبي فراج على تعيين موعد تشييعهما بمأتمين حزبيين وشعبيين في مسقط رأسيهما، حيث سيتم تشييع الشهيد رامي سلمان نهار الجمعة الساعة 2 بعد الظهر في بلدته الرملية، وتشييع الشهيد سامر أبي فراج نهار السبت في 6 تموز 2019 في الأولى بعد الظهر في بلدته بعلشميه».
واضافت «هذه الخطوة لن تثنينا عن المطالبة والإصرار على تسليم جميع المطلوبين والمتورطين والمحرضين إلى الأجهزة الأمنية والقضائية المختصة، حيث أن دماء الشهيدين البطلين والجرحى الذين سقطوا نتيجة الكمين المسلح لن تذهب سدى وهي امانة في اعناقنا، ولا حل لهذه المشكلة إلا باتخاذ الإجراءات القضائية اللازمة ومحاسبة كل من يثبته التحقيق متورطاً في محاولة الإغتيال التي حصلت».
وفيما لم يُعرَف إلى أي مدى سيسهم التشييع في فتح الباب امام انعقاد جلسة لمجلس الوزراء في ظل الخلاف حول احالة الحادثة إلى المجلس العدلي من عدمه ، فإن اتصالات التهدئة التي سُجّلت في الساعات القليلة الماضية أسهمت في تخفيف حال الاحتقان وتسليم زعيم المختارة عدداً من المطلوبين مع تحذير من قبل ارسلان الذي غرّد عبر حسابه على «تويتر» قائلاً «أحذّر من مخاطر تسليم أناس أبرياء للتغطية على المتورطين الحقيقيين بجريمة الاغتيال التي هدّدت السلم الأهلي وأمن الدولة على حد سواء، ومسارهما القضائي معروف وليس بحاجة لاجتهادات وتدوير زوايا».
وبرز على خط الاتصالات تحرّك المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، الذي بعد زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في كليمنصو يوم الاربعاء زار الخميس دارةَ خلدة والتقى رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال إرسلان، بالتزامن مع توجّه الوزير صالح الغريب إلى عين التينة للقاء الرئيس نبيه بري الذي أبدى الحرص على الاستقرار في الجبل والحقيقة ، وهو كان جمع على عشاء ليل الاربعاء كلاً من الرئيس سعد الحريري والنائب السابق جنبلاط حيث تمّ التأكيد على الخطوات الآيلة لتصليب الوحدة الوطنية وتعزيز السلم الاهلي.وأكدت مصادر المجتمعين أن «ما إعترى العلاقات بين الجانبين من شوائب في المرحلة السابقة تمّ تبديدها وباتت من الماضي».
وكان الامير طلال ارسلان لفت إلى «أن الأمور تسير بالمسار الذي يعمل عليه اللواء ابراهيم بكلّ شفافية وصدقية ولا يختلقنّ أحد روايات غير واقعية، وهو يعمل لأمن الجبل»،وقال «الحديث عن أن احالة حادثة قبرشمون إلى المجلس العدلي ستفجّر الحكومة مرفوض لأنه يمسّ بهيبة الدولة». أما اللواء ابراهيم، فقال «النائب وليد جنبلاط قال بالأمس كلمة أساسية وهي أنّه تحت القانون والأمور تسير في الاتجاه الصحيح ولن ادخل في مسألة اعداد الموقوفين، والمجلس العدلي ليس عندي فكل ما يتعلق في السياسة يبقى في السياسة».
تزامناً ، وفي ظل علامات عدم الارتياح لجولات رئيس التيار الوطني الحر في المناطق اللبنانية ، فقد أفيد أن الوزير باسيل لم يلغِ بعد زيارته إلى طرابلس نهاية الاسبوع الجاري ولا يربط بينها وبين ما جرى في الجبل على اعتبار أن زيارة طرابلس مجدولة منذ وقت سابق.وحسب برنامج الزيارة هناك لقاءات لباسيل مع كوادر التيار في المدينة في معرض رشيد كرامي الدولي، قبل ان ينتقل إلى دارة النائب فيصل كرامي حيث يولم على شرفه والوفد المرافق. أما مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعّار فتجنّب لقاء باسيل. غير ان اللافت في زيارة باسيل إلى طرابلس غياب العديد من المعنيين في المدينة عن الاستعدادات لها.