جماعات إغاثة تريد تأكيدات من ماكرون بأن اجتماعا بشأن اليمن طبيعته إنسانية
بعث نحو 30 جماعة إغاثة رسالة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الاثنين هددت فيها بمقاطعة مؤتمر بشأن اليمن تشارك السعودية، أحد أطراف الحرب اليمنية، في رئاسته ما لم تضمن مضيفته فرنسا بأن أهدافه إنسانية خالصة وليست سياسية.
وكانت فرنسا أكدت في وقت سابق أن المؤتمر الذي ستشارك فيه دول ومنظمات دولية سيعقد في 27 يونيو حزيران في باريس لبحث ”الوضع الإنساني الملح“.
وينفذ تحالف تقوده السعودية ويدعمه الغرب ضربات جوية ضد الحوثيين المتحالفين مع إيران منذ 2015 في حرب تستهدف استعادة الحكومة المعترف بها دوليا.
ومنذ ذلك الحين، قتل أكثر من عشرة آلاف شخص وفر ثلاثة ملايين من ديارهم وبات ما يربو على ثمانية ملايين يعانون من نقص حاد في المواد الغذائية فيما تقول الأمم المتحدة إنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وتقدمت القوات التي يساندها التحالف حتى صارت على بعد عشرة كيلومترات من مدينة الحديدة على البحر الأحمر التي يسكنها 400 ألف شخص ويستقبل ميناؤها القسم الأعظم من إمدادات الإغاثة اليمنية، مما زاد المخاوف من نشوب معركة كبيرة قد تغلق الميناء وتزيد من حدة الأزمة.
وجاء في الرسالة التي كتبتها 27 منظمة إغاثة، منها أوكسفام وكريستيان إيد والمركز النرويجي للاجئين، واطلعت عليها رويترز ”نحن قلقون بشأن مصداقية حدث إنساني بخصوص اليمن تشارك السعودية، أحد أطراف الصراع، في استضافته“.
وقالت المنظمات إنها لن تدعم الاجتماع ما لم تضمن فرنسا، بصفتها الدولة المضيفة، ”مشاركة كل أطراف الصراع بدافع حسن النية وأن يكون تخفيف معاناة اليمنيين هو الهدف الوحيد الموجه (للمؤتمر)“.
ويسعى ماكرون إلى تصوير نفسه كوسيط في الصراعات في ليبيا وليبيا بالإضافة إلى اليمن بينما يسعى لملأ الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة وغيرها من القوى الأوروبية الكبرى.
وتقدم باريس السلاح والتدريب ومعلومات المخابرات للتحالف الذي تقوده السعودية. وقالت وزارة خارجيتها يوم الاثنين إن الاجتماع سيبحث الصعوبات المتعلقة بإيصال المساعدات للسكان، بما في ذلك الوضع في الحديدة.
ولم يتضح بعد كيف سيتوافق ذلك المؤتمر مع جهود وسيط الأمم المتحدة مارتن جريفيث، الذي كان قد أعلن في أبريل نيسان أنه يريد تقديم خطة للمفاوضات خلال شهرين بغية إنهاء الصراع، مؤكدا أن أي هجوم عسكري جديد ”سيزيل السلام من على الطاولة“.
وقالت المنظمات غير الحكومية إن مؤتمرا لم ”يضع شروطا صارمة ونتائج واضحة“ لن يؤدي إلا إلى تقوية شوكة الأطراف المتحاربة في وقت تشتد فيه الحاجة لضبط النفس.