جزائري يدعي النبوة ويزعم أنه مرسل للشعب ولقائد الجيش
ظهر منذ أيام شخص يدعي النبوة في مدينة ورقلة (800 كيلومتر جنوب العاصمة الجزائرية)، قائلا في تسجيل فيديو إنه مرسل إلى الشعب الجزائري وإلى قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح.
وراح الشخص، الذي قال إن اسمه موسى هلالي، يستشهد بالآية الكريمة التي تقول: “كنتم خير أمة أخرجت للناس”، وربط بينها وبين خروج الناس إلى الشارع للتظاهر، مشددا على أن فوائد ما فعله الجزائريون ستعود على كل شعوب العالم وكل المستضعفين.
وذكر أن المتظاهرين رددوا شعار “يتنحاو ڤاع” (أي يرحلوا جميعا)، ولكن الأمر لله، وأنهم إذا استوفوا الشروط فإن الله سيزيل جميع المفسدين، مثلما فعل بفرعون وجنده. أما رسالته للشعب فهي كما قال موسى لقومه بني إسرائيل: “استعينوا بالله واصبروا، إن الأرض لله يورثها من يشاء والعاقبة للمتقين”. وملخص ما قاله مدعي النبوة هذا هو لا شيء، عدا قراءة بعض الآيات القرآنية، وتذكير من شاهدوه بقصة موسى وفرعون.
وقد أثار الشخص المدعي، الذي انتشرت على مواقع التواصل صور له بلحية وبلباس قديم وعصا يزعم أنها تشبه “عصا موسى!”، الكثير من التعليقات الساخرة.
من جهة أخرى، ظهرت قصة أكثر غرابة، إذ انتشر فيديو لشخص يسمى فاروق بن عيسى، يدعي أنه نجل الشهيد علي لابوانت. والرابط بين هذه القصة وتلك التي سبقتها، هو أن هذا الشخص أيضا وجه رسالته إلى قائد أركان الجيش، معتبرا أن والده علي لابوانت الذي استشهد رسميا في 1957، أي خلال ثورة التحرير، ظل حيا وتوفي عام 1989.
وأظهر هذا الشخص مجموعة من الوثائق الصادرة عن وزارة الدفاع الفرنسية. وظهرت معه سيدة مسنة تقول إنها زوجة علي لابوانت، واسمه الحقيقي علي بن عيسى، وإن والده كان في السجن من 1976 إلى غاية 1983، وإن رئيس الدولة المؤقت الراحل رابح بيطاط هو من أخرجه من السجن، بسبب خلافات بينه وبين محمد الشريف مساعدية، المسؤول الأول عن الحزب.
وشرع صاحب القصة في استجواب السيدة المسنة، وغالبا كان هو من يملي عليها الأجوبة، والتي قالت إن زوجها كان مبحوثا عنه من طرف الجيش الفرنسي، وإنهم داهموا البيت أكثر من مرة، وقاموا بإلقاء القبض عليه بعد إصابته بطلقات ثم حوكم وسجن.
الغريب في هذه القصة هو -على فرض أن كل ما جاء على لسان فاروق ووالدته صحيحا- لماذا الصمت طوال هذه السنوات، وكيف يمكن الصمت والتستر على قصة بهذه الضخامة تخص أحد شهداء ثورة التحرير الكبار، والذي خلده الإيطالي جيلو بونتيكورفو في فيلم معركة الجزائر، فحتى لو كان الأمر مفهوما خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، فإن الجزائر بداية التسعينيات استفادت من أجواء حرية غير مسبوقة، ولم يكن أحد ليمنع خروج مثل هذا السر إلى العلن.
ومن جهة ثانية، فإن أصل علي لابوانت لم يكن من قسنطينة، وإنما من مدينة مليانة بولاية عين الدفلى، وغالبا فإن الأمر يتعلق بعلي لابوانت آخر وليس بشهيد الثورة التحريرية الشهير.