جبهة البوليساريو تستعد لعقد مؤتمرها الـ15 في منطقة “تيفاريتي” ومصادر مغربية تصفها بالخطوة التصعيدية والمستفزة
أعلنت جبهة البوليساريو تنظيم مؤتمرها الخامس عشر في الفترة من 19 إلى 23 ديسمبر المقبل في المنطقة العازلة “تيفاريتي”.
واعتبرت مصادر مغربية أن هذا الإعلان يمثل تحديا للأمم المتحدة التي أصدرت قرارها رقم 2440، وجرى تبنيه في 31 أكتوبر 2016، حيث طلب مجلس الأمن من البوليساريو “الاحترام الكامل للالتزامات التي قطعها على المبعوث الخاص فيما يتعلق ببير لحلو وتيفاريتي ومنطقة الكركرات العازلة”. ووعدت الجبهة المبعوث الخاص السابق للأمم المتحدة هورست كولر بعدم اتخاذ أي إجراء في المناطق الثلاث المذكورة، تفاديا لما من شأنه أن يقوّض خطته لاستئناف المحادثات بين الأطراف المعنية بنزاع الصحراء الغربية.
ووصف قيادي الجبهة، إبراهيم غالي، ذلك القرار بـ “تنازلات وتضحيات عظيمة” قدمتها حركته “لمساعدة المبعوث الشخصي على النجاح في مهمته”، مثلما جاء في خطاب وجهه في أكتوبر الماضي إلى السفير الروسي.
ورأى مصدر مغربي أن اختيار بلدة تيفاريتي في المنطقة العازلة لاحتضان المؤتمرالـ 15 للبوليساريو، من شأنه أن يثير حفيظة المغرب الذي سبق أن عبر عن رفضه واستنكاره لتحركات الجبهة بتلك المناطق، معتبرا الأمر انتهاكا لاتفاق وقف إطلاق النار، ودعا مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة وبعثة الأمم المتحدة في المنطقة إلى “اتخاذ الإجراءات الضرورية ضد هذه الممارسات غير المقبولة”.
وبينما تعتبر جبهة البوليساريو تيفاريتي وبير لحلو منطقتين محررتين وتابعتين لسلطتها، يؤكد المغرب أنهما تدخلان في المجال الجغرافي للمناطق العازلة منزوعة السلاح، وأن الأراضي الواقعة وراء الجدار العسكري الذي يقسم الصحراء أراض مغربية تحت إشراف الأمم المتحدة مؤقتا.
وترى الرباط أن الأعمال التي تقوم بها الجبهة في المنطقة العازلة، من خلال تنظيم أنشطة وملتقيات واستعراضات عسكرية ونقل كيانات إدارية، تهدف الى تغيير الوضع الميداني في تلك المنطقة، كما هي محددة في اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 1991 بين الجانبين.
وفي انتظار صدور موقف رسمي من السلطات المغربية، وصف الإعلام المحلي اليوم قرار الجبهة عقد مؤتمرها في منطقة تيفاريتي بـ”الخُطوة الاستفزازية” التي تتحدى قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.
وتُشير كل التصريحات الصادرة عن قيادة الجبهة بعد قرار مجلس الأمن الأخير، الذي كان بمثابة صفعة للجبهة، وصولاً إلى إعلان عقد المؤتمر المقبل في منطقة تيفاريتي، إلى أن “البوليساريو” تدفع المنطقة نحو المزيد من الاستفزاز والتصعيد ضد المغرب بشكل غير مسبوق، خصوصا بعدما خسرت الملف على مستوى الدعم الدولي، وفق تعبير صحيفة “هسبريس” الإلكترونية.
وسبق للمغرب أن أكد، في أبريل الماضي، أنه يحتفظ بحقه في الدفاع عن تيفاريتي وبير لحلو والمحبس، التي عرفت السنة الماضية تحركات وصفت بالخطيرة من لدن جبهة البوليساريو. وأكد وزير الشؤون الخارجية المغربي، في تصريحات سابقة، أن المغرب لن يقبل بـ “التحركات المشبوهة” في المنطقة العازلة المشمولة بوقف إطلاق النار.