ثلاثة سيناتورات أمريكيين كبار من المؤيدين لإسرائيل يعارضون الضم
ثلاثة سيناتورات كبار من الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة أعلنوا، الجمعة، عن معارضتهم لضم مناطق في الضفة الغربية. وهذه الخطوة -حسب رأي الثلاثة، تشاك شومر وبوب ميناندز وبن كاردين- ستضر بالأمن والاستقرار في المنطقة. استقبل الإعلان المشترك والاستثنائي الذي نشروه، بدهشة في أروقة الكونغرس؛ لأنهم حلفاء بارزون للوبي المؤيد لإسرائيل “الآيباك”، وتقريباً لم ينتقدوا إسرائيل بشكل مباشر سابقاً.
وأوضح الثلاثة: “بصفتنا مؤيدين أقوياء ومخلصين للعلاقة بين إسرائيل وأمريكا، نحن ملزمون بالتعبير عن معارضتنا لاقتراح ضم أجزاء من الضفة الغربية بصورة أحادية الجانب”. وأضافوا بأنهم يعارضون الضم للسبب نفسه الذي عارضوا بسببه خطوات أحادية الجانب من قبل الفلسطينيين. “الدبلوماسية والمفاوضات هي الطرق الوحيدة للتوصل إلى سلام في المنطقة. وهذا هو سبب معارضة الكونغرس فكرة الضم لسنوات طويلة”، كتب في الإعلان.
شومر وميناندز وكاردين صوتوا ضد الاتفاق النووي مع إيران في 2015 وهاجموا إدارة باراك أوباما لعلاقتها مع إسرائيل طوال سنوات. وقال ميناندز في السابق بأن إدارة أوباما فتحت ضده تحقيقاً جنائياً عقاباً على معارضته الشديدة لسياسة الرئيس في القضية الإيرانية. وقال شومر في خطاب ألقاه في مؤتمر الآيباك في السنة الماضية بأن سبب عدم وجود سلام بين إسرائيل والفلسطينيين هو أن الفلسطينيين لا يؤمنون بالتوراة.
إن انضمام هؤلاء المشرعين المؤيدين لإسرائيل إلى انتقاد الضم يشير إلى اتفاق واسع جداً في الحزب الديمقراطي حول هذه المسألة. وحتى الآن أكثر من 60 في المئة من سيناتورات الحزب الديمقراطي عبروا عن معارضتهم لضم أحادي الجانب. وهذا ما فعله أيضاً أكثر من 120 عضواً في مجلس النواب من الحزب. تقدير الكونغرس هو أنه عدد المشرعين الديمقراطيين الذين يعارضون الضم سيكون أكثر من 200 في الأيام القريبة القادمة؛ أي أكثر من 90 في المئة ممن يمثلون الحزب.
وحتى وقت متأخر، جاءت معارضة الضم بالأساس من صفوف الجناح اليساري في الحزب، عندما هاجم سيناتورات، مثل بيرني ساندرز وإليزابيث بيرن، رئيسَ الحكومة نتنياهو والرئيس الأمريكي ترامب حول هذه القضية. في الأسابيع الأخيرة، اتسعت المعارضة ووصلت إلى الجناح المعتدل في الحزب الذي يؤيد إسرائيل. على سبيل المثال، أحد الديمقراطيين الذين وقعوا هذا الأسبوع على رسالة ضد الضم هو ستني هواير، زعيم الأغلبية الديمقراطية في الكونغرس والذي يقود كل سنتين بعثة من المشرعين في زيارة لإسرائيل بالتعاون مع الآيباك. كما وقعت عليها أيضاً عضوة الكونغرس ميتا لافي، رئيسة لجنة الميزانيات في الكونغرس وحليفة قديمة للوبي من أجل إسرائيل.
إن تجند ديمقراطيين معتدلين ضد الضم يشكل فشلاً لـ”آيباك”: اللوبي المؤيد لإسرائيل حاول إحباط تلك الرسالة، التي يدفع بها قدماً أعضاء الكونغرس الديمقراطيون، وكانت تأمل أن تقلص عدد الموقعين عليها. مصدر رسمي في اللوبي شرح للصحيفة بأن الرسالة تبدو إشكالية بالنسبة لـ”آيباك” لأنها تتناول خطوة مستقبلية لم تنفذ بعد، وقد تحصل على دعم البيت الأبيض.