تيلرسون يجري جولة بالشرق الأوسط بداية من مصر وينهيها بمحادثات صعبة مع تركيا
يستعد وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون إلي إجراء جولة في الشرق الأوسط تضم خمسة دول بداية من مصر وتنتهي في تركيا، وسيواجه تيلرسون الأزمات مع الشركاء والحلفاء الذين يهددون النجاح العسكري ضد تنظيم داعش.
القاهرة وجهة تيلرسون الأولي
وسيصل تيلرسون الى القاهرة فى وقت متأخر من يوم الاحد بعد ايام من قيام قوات الامن المصرية بعمليات امنية كبرى ضد الإرهابين فى سيناء ودلتا النيل والصحراء الغربية، وسيلتقي مع الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأشارت وكالة “أسوشيتدبرس” الأمريكية إلي أن الولايات المتحدة تقدم المساعدة في مكافحة التطرف لمصر، وأكد المسؤولون ان تيلرسون سيثير ايضا قضايا حقوق الانسان والديموقراطية مع الرئيس السيسي الذي يسعي لتولي فترة ثانية مدة أربع سنوات.
محادثات صعبة مع تركيا
وأوضح المسؤولون الأمريكيون أن جميع مناقشات تيلرسون ستكون صعبة مع تركيا في الأسبوع المقبل في انقره حليفة بلاده في الناتو، التي تقوم بعمل عسكري ضد الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة في شمال سوريا، مع تصعيد أنقرة الخطاب المناهض للولايات المتحدة، إلا ان الدبلوماسيين أكدوا أن العمل الدبلوماسي أمر ضروري لتدعيم المكاسب المناهضة لداعش واستعادة الاستقرار الإقليمي حيث تضغط الادارة على الدول الاخرى والشركات الخاصة للمساعدة فى اعادة الاعمار بعد الحرب.
وقبيل زيارة تيلرسون للشرق الاوسط وتركيا، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الامريكية للصحافيين “نحض الأتراك على ضبط النفس في عملياتهم في عفرين وعلى ضبط النفس على طول الحدود في شمال سوريا”، وفقا لهيئة الإذاعة السويسرية.
واضاف المسؤول ان الامثَل هو انهاء تلك العمليات في اسرع وقت ممكن، لافتا الى انه ستكون هناك رسالة حازمة في هذا الصدد.
الكويت الوجهة الثانية لتيلرسون
ومن المتوقع ان يزور تيلرسون الكويت والأردن ولبنان، حيث يواجه تصعيدا متزايدا إزاء استراتيجية إدارة الرئيس دونالد ترامب في الشرق الأوسط وخاصة تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وإيران.
ولفتت الوكالة إلي الوجهة الثانية لتيلرسون الكويت لقيادة الوفد الأمريكي إلي اجتماعيين دوليين، اجتماع 74 عضو في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش، ومؤتمر حول اعادة اعمار العراق، وسيسعي تيلرسون لحشد التحالف الذي ابتعد الكثير من اعضائه عن المصالح الوطنية في العراق وسوريا.
وقال المسؤولون الامريكيون “ان الهدف هو الحفاظ على تركيز التحالف على الهزيمة الكاملة لداعش والجماعات الاخرى ومن ثم اعادة بناء المناطق التى دمرتها الحرب لمنع المتطرفين من استعادة الاراضى، وسينظر التحالف في احتواء وإزالة تنظيم داعش خارج العراق وسوريا من خلال تعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية والتعاون في مجال إنفاذ القانون ورسائل مكافحة الإرهاب”.
وأشار المسؤولون إلي ان تيلرسون لن يقدم اى تعهدات جديدة من المساعدات الامريكية فى مؤتمر اعادة اعمار العراق، وسيضغط على الشركات والبنوك لتعزيز الأنشطة في العراق لتحفيز التنمية على المدى الطويل، ومن المقرر أن يشارك فيها نحو 300 2 ممثل من القطاع الخاص، من بينهم أكثر من 100 شركة أمريكية.
وفي مدينة الكويت، يلتقي تيلرسون المسؤولين الكويتيين الذين يحاولون التوسط في حل الخلاف بين قطر وجيرانها العرب السعودية والامارات العربية المتحدة.
مراقبة اضرار اعتراف ترامب القدس
في الأردن، يقوم تيلرسون بمراقبة الأضرار بعد اعتراف الرئيس دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل وقرار حجب أموال المساعدات علي وكالة الأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين، وتضم الأردن عدد كبير من الفلسطينيين من بينهم اللاجئين، ومن المتوقع ان يوقع تيلرسون في عمان على حزمة مساعدات أمريكية متعددة السنوات بقيمة اربعة مليارات دولار مع الاردن لتعزيز هذه العلاقة.
محادثات متوترة
وينهي تيلرسون رحلته في أنقرة بعقد محادثات متوترة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقال المسؤولون الامريكيون “ان تيلرسون سيكرر التحذيرات لتركيا لضبط النفس فى العمليات العسكرية فى المناطق الكردية فى سوريا، وسيبحث الأمر لمعالجة المخاوف التركية حول حدودها لتجنب قتل المدنيين”.
والجدير بالذكر أن تركيا وفصائل سورية موالية لها تغزو سوريا منذ 20 يناير وتستهدف وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين، ويتصدى المقاتلون الاكراد الذين اثبتوا كفاءة عسكرية كبيرة في مواجهة تنظيم داعش للهجوم، لكنها المرة الاولى التي يتعرضون فيها لعملية كبيرة بهذا الحجم تتضمن قصفا جويا ومدفعيا كثيفا، وتتهم تركيا الولايات المتحدة بدعم المقاتلين الأكراد السوريين في وحدات حماية الشعب والذين تعتبرهم انقرة ارهابيين.
قضايا حقوق الإنسان الشائكة في تركيا
وسيناقش تيلرسون العديد من القضايا الشائكة مع تركيا من بينها حقوق الانسان والاعتقالات التي رأت الولايات المتحدة انها “تعسفية” في ظل حال الطوارئ التي تم ارساؤها بعد الانقلاب الفاشل في صيف العام 2016.
واعتقل نحو 55 الف شخص فيما اقيل 140 الف موظف في القطاع العام التركي للاشتباه بارتباطهم بحركة الداعية المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن، الذي تتهمه انقرة بتدبير محاولة انقلاب تموز/يوليو 2016.
ومنبين المعتقلين ايضا، رئيس منظمة العفو الدولية في تركيا تانر كيليتش وموظفون محليون في البعثات الدبلوماسية الامريكية في تركيا.