تيتانيك: القصّة التي لم تُروَ.. تفاصيل جديدة تكشف كيف عُثِرَ على السفينة خلال مهمّة سرّية في الحرب الباردة
أذهلت قصّةُ سفينة تيتانيك، التي قيل أنها غير قابلة للغرق، الباحثينَ لسنوات طويلة، منذ أن غرقت بأعماق المحيط الأطلنطي في العام 1912.
وبعد مرور كل هذه الأعوام، تظهر الآن تفاصيل جديدة بشأن اكتشاف حطام السفينة في العام 1985.
فبحسب ما نقلت صحيفة Daily Mail البريطانية، كشفت تفاصيل جديدة عن أن البعثة التي انتهت إلى اكتشاف السفينة كانت غطاءً لمهمّة سريّة للغاية لاكتشاف اثنتين من الغواصات الغارقة خلال الحرب الباردة.
وظهرت تلك التفاصيل في معرض جديد يحمل اسم “تيتانيك: القصّة التي لم تُروَ”، والذي تم افتتاحه يوم الأربعاء 30 مايو/أيّار 2018، في متحف ناشيونال جيوغرافيك بالعاصمة الأميركية واشنطن.
ويُصوّر المعرض تذكارات ومقتنيات لم يسبق أبداً عرضها من قاع المحيط، فضلاً عن مقتنيات الناجين وقوارب النجاة، كما اشتمل على النوتات الموسيقية التي عزفتها الفرقة الموسيقية أثناء غرق السفينة، والتذاكر الوحيدة المعروفة للصعود على متن تيتانيك.
وكانت البعثة التي عثرت على السفينة الغارقة بقيادة روبرت بالارد، المتخصص بعلم المحيطات، وكانت في مهمة شمال المحيط الأطلنطي في العام 1985.
حادثة الغوص التاريخية هذه حدثت فقط بعدما اخترع بالارد تكنولوجيا جديدة للتصوير في الأعماق، كان من شأنها منح المستكشفين وصولاً غير مسبوق لقاع المحيط.
وطلبت البحرية الأميركية من بالارد استخدام التكنولوجيا الجديدة التي توصّل إليها لاكتشاف حطام غواصتين نوويتين غارقتين أثناء الحرب الباردة؛ وهما “USS Thresher”، و “USS Scorpion”.
وقال بالارد “اقترحت على قوات البحرية أن يخبروا العالم إنني أبحث عن السفينة تيتانيك، لأن موقع غرقها كان واقعاً بين موقع غرق الغواصتين”.
ووافق رئيس البعثة البحرية على طلب بالارد وفريقه، حيث قال “إذا كنت ستقوم بمهمّتك، فأنا لا أبالي ماذا ستفعل في بقيّة وقتك”.
واستكشف فريقه الغواصتين التابعتين للحكومة الأميركية لمعرفة التأثيرات البيئية التي تعرّضت لها الغواصتان، وما إذا كان الغرق ناتجاً عن تلاعب متعمد.
وهذا أبقى للفريق 12 يوماً فحسب للعثور على موقع حطام تيتانيك الذي لم يُكتَشف لأكثر من 70 عاماً.
وقال بالارد “كنت أعلم أنها ليست في المكان الذي يقول الجميع أنها فيه”، وأضاف “اعتقدّت أنه ربما ليس عليّ البحث عن تيتانيك، بل تحديد موقع حطام السفينة حسابياً. فقد كان الأمر كما لو أنني أردت تصوير ظبي يختبئ في فصل الشتاء، وأبحث عن آثار أقدامه وأتتبّعها”.
والتقطت التكنولوجيا الجديدة صور الحطام في الساعة الثانية صباحاً، بينما كان بالارد وفريقه يبحثون في الموقع الذي غرقت به السفينة بالضبط.
ومن المقرر أن تُعرض المزيد من تفاصيل الاكتشاف، فضلاً عن تحف ومقتنيات البعثة في المتحف، يوم 6 يناير/كانون الثاني 2019.
وتشمل المعروضات المعطف الذي ارتدته الناجية من غرق السفينة، ماريان رايت والكوت، ومقتنيات يبلغ وزنها 8000 رطل استخدمها بالارد وفريق البعثة للكشف عن حطام السفينة.
كما يشمل المعرض نسخة مطابقة لغرف المقصورة، والجبل الجليدي المتجمّد، ومقاطع فيديو تملأ شاشات المتحف.
وكتب المتحف تعريفاً بالمعرض: “إن هذا المعرض الشامل ينقل الزوّار أيضاً إلى عالم السفر بالبواخر عبر المحيط الأطلسي”.
وأضاف أنه “قد تم تطويره بالتعاون مع الأرشيف الوطني ومكتبة رونالد ريغان الرئاسية”. وتابع أن معرض السفينة تيتانيك يكشف عن القصّة الرائعة وراء الاكتشاف التاريخي.