توتر في كردستان العراق بعد اشتباكات واتهامات بتزوير الانتخابات
لم تكد تغلق مراكز الاقتراع أبوابها في مدينة السليمانية الكردية حتى انفجر الغضب بسبب اكتساح غير متوقع للحزب المهيمن على المدينة. وسرعان ما اندلعت اشتباكات بالأسلحة بين الفصائل المتنافسة.
وهدأت حدة الاشتباكات التي وقعت خلال الليل بحلول صباح الاحد في الوقت الذي أحصت فيه المفوضية العليا للانتخابات في العراق النتائج النهائية للانتخابات التشريعية.
لكن أحزاب المعارضة الكردية المدعومة بمسلحيها تطالب بإعادة الانتخابات وسط اتهامات بالتزوير. وفي تلك الأجواء يخشى كثيرون من أن تتحول المناطق التي تقطنها أغلبية كردية في شمال العراق إلى ساحة حرب بين الأحزاب.
وتعد الاشتباكات في السليمانية معقل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني المتحالف مع إيران دلالة مباشرة على الصراعات الدامية التي يُخشى منها بعد أول انتخابات تشهدها البلاد في أعقاب هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.
وبعد إجراء الانتخابات يوم السبت تشير النتائج الأولية إلى تقدم رئيس الوزراء حيدر العبادي بفارق ضئيل في السباق المحتدم. ويحاول رئيس الوزراء الشيعي وهو حليف لكل من الولايات المتحدة وإيران هزيمة الجماعات الشيعية القوية التي قد تجعل بغداد أكثر قربا من طهران.
وعلى بعد نحو 322 كيلومترا شمالي العاصمة العراقية شهدت المناطق الكردية نشاطا مختلفا إلى حد ما.
كانت الأحزاب الكردية الجديدة تأمل في استغلال الاستياء العام من الصفوة السياسية المتهمة بضياع 27 عاما من الحكم الذاتي الذي كافحوا طويلا من أجله بمحاولتها الفاشلة للاستقلال العام الماضي.
وتوفي العام الماضي جلال الطالباني، زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي سبق وأن شغل منصب رئيس العراق كما اعترى الضعف مسعود برزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني منذ استفتاء الاستقلال الكارثي الذي روج له.
لكن النتائج الأولية تظهر انتصارا قويا للحرس القديم وهو ما ترفضه المعارضة بشكل مباشر.
ومع شكوى الكثير من الناخبين من الفساد كان من المتوقع أن تنتزع الأحزاب الجديدة مقاعد من الاتحاد الوطني الكردستاني في السليمانية ومن الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يحكم إقليم كردستان شبه المستقل.
وبعد النتائج الأولية الصادمة أصبح الوضع في السليمانية متوترا على نحو خاص.
وسافر السياسي المخضرم هوشيار زيباري وهو وزير سابق للخارجية العراقية إلى هناك من أربيل للقيام بجهود وساطة.
وقال لرويترز عبر الهاتف إن الجماعات المسلحة تنتشر حاليا بأعداد كبيرة داخل مقرات حركة التغيير والتحالف من أجل الديمقراطية والعدالة.
وكان الحزبان المعارضان يأملان في تحقيق انتصارات في الانتخابات. ويشير فرز أولي إلى أن حركة التغيير المعروفة باسم كوران حصلت على ثلاثة مقاعد في البرلمان في حين حصل التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة على مقعدين بينما حصل الاتحاد الوطني الكردستاني على ثمانية مقاعد.
وقال زيباري وهو أحد زعماء الحزب الديمقراطي الكردستاني إنه إذا كانت النتائج صحيحة فإن الاتحاد الوطني الكردستاني كان سيحصل على أربعة مقاعد“.
وأضاف أنه تحدث مع كل الأطراف وإنه من خلال ما قالوه فإنه إذا بدت نتائج الانتخابات غير مرضية فسوف يلجأون إلى الكفاح المسلح في شوارع السليمانية.
وقال زيباري وشهود إن ميليشيا الاتحاد الوطني الكردستاني أطلقت النار على مقر قيادة كوران ورد مسلحو كوران بإطلاق النار أيضا.
وتطالب أحزاب المعارضة بإعادة الانتخابات في بيان مشترك يوم الأحد وهددت ”بإجراء سياسي“ في بغداد والدول المجاورة إذا لم تُلب مطالبهم.
وحثت حكومة أربيل جميع الأطراف على وقف العنف وحل خلافاتهم من خلال القنوات الرسمية مثل المفوضيةالعليا للانتخابات.