توتر العلاقات التركية الإسرائيلية سيستمر بولاية إردوغان الجديدة
وقعت دراسة إسرائيلية استمرار التوتر في العلاقات بين إسرائيل وتركيا في أعقاب فوز الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، بولاية جديدة في الانتخابات العامة التي جرت مطلع الأسبوع الماضي. وقالت الدراسة الصادرة عن “معهد أبحاث الأمن القومي” في جامعة تل أبيب، اليوم الأحد، إن “الرئيس إردوغان متمسك بتوجهه المتحدي لإسرائيل، ولذلك فإنه يتوقع استمرار عداء أنقرة تجاه إسرائيل”.
الدراسة أن نتائج الانتخابات التركية أظهرت تعزز قوة “القوى القومية في تركية”، التي ستشكل المعارضة الأساسية لإمكانية استئناف عملية السلام مع حزب العمال الكردستاني، ولذلك فإن هذا الحزب سيكون أكثر المتأثرين من نتائج الانتخابات. ولنتائج الانتخابات تبعات واسعة على السياسة الخارجية التركية تجاه سورية والعراق، وكذلك على علاقات تركيا مع الدول العظمى الإقليمية والعاليمة.
وتطرقت الدراسة الإسرائيلية إلى شكل تصويت الناخبين الأتراك. وقالت إن ناخبين صوتوا في الماضي لحزب العدالة والتنمية، فضلوا التصويت لصالح إردوغان للرئاسة، لكنهم صوتوا أيضا لصالح حزب الحركة القومية (MHP) وغيره من الأحزاب القومية، وذلك لعدة أسباب بينها أن هؤلاء الناخبين “أرادوا التعبير عن خيبة أمل من الوضع الاقتصادي في الدولة”، إضافة إلى التقديرات أن الجيل الشاب، وخاصة الناخبين الذين يصوتون للمرة الأولى، لديه نزعات قومية قوية.
إلى جانب القضايا الكردية والسورية والعراقية، رأت الدراسة أن “العلاقات الخارجية التركية في الفترة التي سبقت الانتخابات اتسمت بتزايد التوتر مع الولايات المتحدة. والقيود التي يحاول الكونغرس تمريرها ضد تزويد طائرات F35 لتركيا، وكذلك احتمال فرض عقوبات (أميركية) في أعقاب الصفقة التركية – الروسية لشراء بطاريات دفاعية من طراز S400 هي في مركز الموضوع حاليا”.
كذلك تخيم على هذه العلاقات مطالبة تركيا بأن تسلمها الولايات المتحدة الداعية فتح الله غولن، الذي يتهمه إردوغان بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشل. وقدرت الدراسة أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، سيصدق في نهاية الأمر على صفقة طائرات F35 ولا يسمح بفرض عقوبات على تركيا.
وبحسب الدراسة الإسرائيلية، فإن تعزز قوة القوى القومية سيؤدي إلى استمرار توتر العلاقات بين تركيا ودول الاتحاد الأوروبي، وخاصة ألمانيا وفرنسا، وذلك على خلفية مواقف الأوروبيين تجاه الصراع التركي – الكردي. وأشارت الدراسة، من الجهة الأخرى، إلى التقارب بين تركيا وبريطانيا، نتيجة لعملية الـ”بريكسيت” (خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي)، وقد تم التعبير عن هذا التقارب خلال زيارة إردوغان لبريطانيا في أيار/مايو الماضي.
وفيما يتعلق بالعلاقات التركية – الإسرائيلية، قالت الدراسة إن “الجمهور التركي موحد حول انتقاده لإسرائيل أثناء الأزمة بينها وبين تركيا في أعقاب نقل السفارة الأميركية إلى القدس والتصعيد بين إسرائيل وحماس في جبهة غزة، لكن الـMHP شارك حزب العدالة والتنمية في التصويت ضد مشروع قرار في البرلمان التركي، دعا إلى إلغاء الاتفاقيات مع إسرائيل”.
الدراسة أنه على الرغم من أن “دافع القوميين الأتراك ’بالسير وحيدين’ من دون الانسحاب من الناتو، لعدة أسباب أهمها الشكوك تجاه الولايات المتحدة وروسيا، إلا أن من شأن ذلك أن يسهم بقدر معين في اتخاذ تركيا موقف براغماتي في السياق الإسرائيلي. غير أن الرئيس إردوغان واثق من توجهه المتحدي تجاه إسرائيل، ولذلك فإنه يتوقع استمرار عداء أنقرة لإسرائيل”.