توازن العلاقات المصرية مع روسيا والولايات المتحدة وتأثيرها علي الشرق الأوسط
قالت مجلة “ذا ناشيونال إنتريست” الأمريكية أن الولايات المتحدة علي وشك فقدان مصر لروسيا، وعلي الرغم من أن المنافسة بين واشنطن وموسكو في الشرق الأوسط تتركز علي سوريا وإيران، إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شق طريقه بهدوء نحو مصر ما جعل واشنطن علي وشك فقدان القاهرة لموسكو.
الاتجاه نحو روسيا
وأشارت الصحيفة إلي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لا يعتمد علي الولايات المتحدة بسبب توتر العلاقات الثنائية في السنوات الأخيرة وتم تحذير واشنطن من أن القاهرة تتجه نحو روسيا ويحتمل ان تفقد الولايات المتحدة حيفها الإقليم الحيوي.
إحياء الحرب الباردة
وتري المجلة أن العلاقة المصرية الروسية إحياء للعبة الحرب الباردة المتمثلة في مواجهة روسيا والولايات المتحدة لبعضهما البعض، ما يجعلنا نتساءل ما إذا كانت مصر حليف عسكري للولايات المتحدة كما كانت في السابق ام لا، وللأجابة علي ذلك يجب أن ينظر إلي وتيرة التعاون المصري الروسي في السنوات الأخيرة في سياق أوسع بكثير من المثلث الأمريكي-الروسي-الروسي.
تجاه مصر نحو سياسة استقلالية
وأوضحت المجلة ان مصر لا تسعي لاستبدال الولايات المتحدة وأنما تكملها بالدعم الروسي، وأنما تسعي لتنفيذ سياسة أكثر استقلالية بعد مرحلة ما بعد الثورة والاستفادة من بعضهم البعض، فهي تعتمد علي سياسة استقلالية مع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية وروسيا والولايات المتحدة، وسعي الرئيس السيسي أيضاً للتوسع في العلاقات الدفاعية والتجارية مع ألمانيا وفرنسا كما فعل مع روسيا.
اختلاف الدور الأمريكي عن الروسي
واضافت المجلة ان القروض الروسية التي تقدمها مصر والتي يجب أن تسددها ليست بديلة للمساعدات الأمريكية، وروسيا ليست في نفس وضع الولايات المتحدة لتسهيل دخول مصر إلي العواصم الأوروبية والمؤسسات المالية الدولية، ما تحتاجه مصر هو الاستثمار ولا يستطيع بوتين توفيره.
بالإضافة إلى ذلك ، ليس من السهل تبديل أنظمة التشغيل العسكرية بعد أربعة عقود تعتمد فيها مصر على المعدات الأمريكية والتدريب في جميع المجالات باستثناء الدفاع الصاروخي.
الدعم المشروط
كما أن بوتين لم يكن داعماً غير مشروط للسيسي كما يوحي البعض ، ولم يرحب السيسي بكل مبادرات بوتين، عارض بوتين استعادة جميع الرحلات التجارية الروسية إلى مصر ، التي قطعت منذ التفجير الإرهابي الكارثي في أكتوبر 2015 للطائرة الروسية التي غادرت من شرم الشيخ، ووافق بوتين مؤخرا على السماح للرحلات الجوية إلى القاهرة ، ولكن ليس بعد إلى مطارات شاطئ البحر الأحمر ، والتي كانت عامل الجذب الرئيسي للسياح الروس الذين اعتادوا السفر إلى مصر بأعداد كبيرة، ويبدو أيضاً ان السيسي ماال متمسك برفضه للطلب الروسي بالوصول للمطارات العسكرية المصرية ما يعرض علاقته بالجيش الأمريكي للخطر.
مصر تحد لروسيا ولأمريكا ويجب أن يدار بعناية
ولكن ماذا لو انهارت العلاقة العسكرية بين الولايات المتحدة ومصر لأي سبب من الأسباب ، وسعى السيسي للتعويض عن طريق التحالف الصريح مع روسيا؟، من المؤكد ان الأمر سيبدو بمثابة تراجع آخر للهيمنة الأمريكية في المنطقة ولكن علي المستوي العملي سيكون التأثير على المصالح الأمريكية أقل بكثير مما كان سيحدث في السابق.
ولفتت المجلة إلي أن إدارة ترامب تؤمن بإن مصر هي مفتاح السلام الإسرائيلي الفلسطيني، وشريك أساسي لواشنطن في مكافحة الإرهاب، وتعد مصر مصدر مهم لاستقرار الشرق الأوسط، وتمثل مصر تحد يجب أن يدار بحرص شديد والكثير من العمل الدبلوماسي.