تهديد أمريكي بإنهاء البعثة الأممية في مالي
أكدت الولايات المتحدة، أمس، أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي، «أن صبرها قد نفد إزاء استمرار الأمم المتحدة في إيفاد بعثتها إلى مالي دون أن تحقق هذه البعثة أي إنجاز يذكر».
وأوضحت كلي اكلارت، السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، «أن الولايات المتحدة ترى من غير المقبول أن يستفيد أطراف النزاع في مالي الموقعة على اتفاق السلام لعام 2015، من بعثة «منوسما»، دون أن يفي أي طرف بما التزم به في الاتفاق». وأضافت السفيرة: «بالرغم من جهود بعثة «منوسما»، فإن الوضع في مالي مقلق بشكل عام، حيث إن أياً من حكومة مالي والمجموعات المسلحة الموقعة على اتفاقية السلام، لم تقم بأي شيء ملموس لتنفيذ الاتفاقية، ولا يمكننا الاستمرار في تمويل بعثة سلام تستفيد منها الأطراف الموقعة دون وفاء هذه الأطراف بتعهداتها في المجال».
وبهذه التأكيدات تكرر السفيرة الأمريكية تهديداً سابقاً للولايات المتحدة يتعلق «بمطالبتها بإيقاف بعثة «منوسما»، التي هي -حسب الرؤية الأمريكية- عملية عسكرية ضخمة تتجاوز كلفتها السنوية مليار دولار أمريكي مع تعرضها المستمر لعمليات هجومية دامية، ومع عجز كامل عن الإنجاز».
وأضافت السفيرة اكلارت: «لن نقبل بإضافة سنة جديدة لانتداب البعثة الأممية في مالي إلا إذا اقتربنا من تنفيذ اتفاقية السلام، وإذا بقيت جميع الأطراف مترددة في الخروج من الوضع القائم، فمن الواجب علينا التفكير في مقاربة أخرى من أجل إخراج مالي من حالتها».
وخلال جلسة مجلس الأمن حول الوصع في مالي، حاول كل من السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، وممثل الأمم المتحدة في مالي، التنويه بالتقدم السياسي الداخلي الذي شهدته مالي، وبخاصة الإصلاحات السياسية، وإصلاحات قطاعات الدفاع والأمن، والإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية.
وتتدخل في مالي حالياً ثلاث قوى عسكرية دولية، هي القوة المشتركة لمجموعة دول الساحل (موريتانيا، مالي، النيجر، التشاد، وبوركينافاسو) وقوامها 5000 رجل، وقوة «برخان» العسكرية الفرنسية وقومها 4500 رجل، وبعثة الأمم المتحدة في مالي وقوامها 15000 رجل ما بين شرطي وعسكري.