تمرد وعصيان لعشرات السوريين من منتسبي «الحرس الثوري» في دير الزور
حالةُ تمردٍ وعصيان هي الأولى من نوعها قام بها العشرات من العناصر السوريين المحليين من منتسبي ميليشيات الحرس الثوري الإيراني في دير الزور شرقي سوريا، وفي تفاصيل القصة يقول الناشط زين العكيدي إن عشرات السوريين من أبناء محافظتي دير الزور وحمص من منتسبي الحرس الثوري الإيراني، المتواجدين في منطقة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي، رفضوا الاختلاط برفاقهم من عناصر الميليشيات ذاتها من الجنسية الإيرانية وذلك خوفاً من عدوى «كورونا» المستجد، الأمر الذي أحدث جلبة وضجة ضمن صفوف الميليشيا، ويوضح العكيدي «عمد العشرات من مقاتليها السوريين لتركِ مواقعهم التي يتواجد فيها عناصر إيرانيين والابتعاد عنهم، الأمر الذي أغضبَ قيادياً كبيراً في الميليشيا أسمهُ «حجي رضا» وهو من الجنسية الإيرانية، حيث انهال بالشتائم على المقاتلين السوريين والذين ردوا على هذا الفعل بأن قام العشرات منهم بتسليم سلاحهم وترك الخدمة في صفوف الميليشيا والبقاء في منازلهم، وبعد شدٍ وجذب بين الطرفين وتدخل قيادات سورية وإيرانية بالموضوع تقررّ إعادتهم ونقلهم إلى الخدمة في مواقع خاصة بهم في أطراف مدينة البوكمال وفي عمق البادية بعيداًعن الإيرانيين، ولكن مع خصم مبلغ 25 ألف ليرة سورية من مرتباتهم، إضافة لإلغاء حصصهم في السلة الغذائية التي تُقدمها الميليشيا لمقاتليها شهرياً».
«كورونا راح وكورونا جاء»… هكذا يتحدث سكان البوكمال السورية عن الميليشيات الموالية لإيران
ويتقاضى المقاتل السوري العادي في صفوف الحرس الثوري عادة مبلغ 95 ألف ليرة سورية مع سلة غذائية إضافة لحصانة أمنية تحميه من ملاحقه الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة النظام السوري. وباتت الإيرانيون في مدينة البوكمال وريفها خصوصاً ودير الزور عموماً، شبه منبوذين من أغلب السكان هناك، حتى أن السكان المحليين في البوكمال حينما يشاهدون عنصراً إيرانياً يتجول في المدينة ينادونه بــ «كورونا» وتتردد عبارات :«كورونا راح .. وكورونا جاء» والمقصود بحاجز الكورونا أي حاجز الحرس الثوري والذي عادة ما يكون غالبية عناصره من الإيرانيين.
ويلجأ العشرات من أبناء محافظة دير الزور للانخراط في صفوف الميليشيات الإيرانية المتنوعة مدفوعين لذلك بعدة عوامل، على رأسها الفقر والعوز والذي يعيشه غالبية أبناء المحافظة هناك، وهرباً من ملاحقة أفرع النظام الأمنية، إذ يتمتع المنتسب لميليشيا حزب الله أو ميليشيات الحرس الثوري الأخرى بحماية توفرها له الميليشيا، وتُعتبر مدينة البوكمال مركزاً لتجمع ميليشيات إيران في سوريا، وتتواجد في المدينة عديد المقرات لميليشيات عراقية وإيرانية وافغانية، تدور جميعها في فلك إيران، ولليوم لازال معبر القائم – البوكمال الحدودي والذي يربط ما بين سوريا والعراق قيد العمل ولازالت حركة النقل فيه مستمرة رغم تفشي فيروس كورونا، وتدخل أسبوعياً للبوكمال عشرات الشاحنات التي تحمل مواد غذائية، وأسلحة، إضافة لتنقل المئات من عناصر الميليشيات قادمين من العراق وايران لسوريا وبالعكس، وتتعرض مواقع الميليشيات بشكل دوري لضربات عديدة ينفذها عادة الطيران الاسرائيلي وطيران التحالف الدولي. وكانت مدينة البوكمال قد شهدت حظرا للتجوال فرضته حكومة، وتقوم سلطات النظام بفرض غرامات مالية للمخالفين بدءاً من 15 ألف ليرة سورية على أول مخالفة و500 ألف ليرة في حال تكرار المخالفة.