تكلفة الحروب الصليبية الأمريكية ضد المسملين..5 تريليون لتحقيق نبؤة المحافظون الجدد
أعلن مسؤولون ماليون بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن تكلفة الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة في الشرق الوسط تخطت 1.5 تريليون دولار(1500 مليار دولار أمريكي)، وذلك في أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001، وإعلان الحرب الدينية (أو الحروب الصليبية كما سماها الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن).
وشنت الولايات المتحدة حربا على الشرق الأوسط بحجة محاربة الإرهاب بدأ بغزو أفغانستان ثم العراق في عام 2003، ولم تنتهي الحروب الأمريكية في الشرق الأوسط منذ هذا التاريخ.
لكن الكثير من الخبراء شككوا في صحة ما أعلنته البنتاجون، وأكدوا ان تكلفة الحرب الأمريكية أكبر من هذا بكثير، وأنها تجاوزت 5 تريليون دولار (5000 مليار دلار).
وبحسب موقع روسيا اليوم فإن حروب القرن الحادي والعشرين الأخيرة أثقلت كاهل المواطن الأمريكي، ودفع كل مواطن أمريكي من دافعي الضرائب وعددهم (200 مليون) 24 ألف دولارا من تكلفة تلك الحرب، في حين أعلنت وزارة الدفاع أن حصة كل مواطن في الحرب 7740 دولارا فقط.
تكلفة الحرب ربع ديون أمريكا
وبحسب مجلة “إكسبيرت” الروسية فإن الكثي رمن المعاهد البحثية الأمريكية شككت في جدية الأرقام الأمريكية، وهو ما دفع معهد واتسون للدراسات الدولية في جامعة براون، لليام بأبحاث ودراسات مستقلة للوقوف على حقيقة الإنفاق الأمريكي على حروبه في المنطقة.
وأظهرت النتيجة أن تكلفة هذه الحروب بلغت مبلغا خياليا هو 5 تريليونات و600 مليار دولار، أي بفارق بلغ أربعة أضعاف ما أعلنت عنه وزارة الدفاع الأمريكية، وبالتالي فإن هذا يعني أن نفقات الحروب الأمريكية في الشرق الأوسط تعادل 27% من نسبة ديون الولايات المتحدة، التي وصلت الآن إلى 20.5 تريليون دولار.
ووفقا لرأي المدققين المستقلين من معهد واتسون، فإن مدققي وزارة الدفاع الأمريكية لم يدرجوا نفقات الحروب كافة. ومن بينها التكاليف طويلة الأمد لتوفير الرعاية الطبية للمحاربين القدامى، فضلا عن النفقات العسكرية لوزارة الخارجية، ونفقات وزارة الأمن الداخلي المتصلة بهذه الحروب. وكذلك نفقات وزارة شؤون المحاربين القدامى، ومؤسسات الحكومة الفدرالية.
إهمال المحاربين والجنود بعد الخدمة
وتقول المشرفة على التدقيق المستقل نيتا كراوفورد إن “لأي حرب تبعاتها. ولذا يجب إدراج تكلفة هذه التبعات في كشف الحساب المالي”.
فمثلا، يقتصر مختصو البنتاجون على إدراج تكاليف الرعاية الطبية للعسكري في أثناء القتال وبعد انتهاء خدمته مباشرة.
ولا يأخذون في الحسبان أن قدامى المحاربين، وفقا للقوانين الأمريكية، يحتاجون إلى الخدمة الطبية خلال سنوات عديدة بعد ذلك إلى حين وفاتهم. وأن ميزانية وزارة شؤون المحاربين القدامى تنمو باطراد سريع، وأن النفقات الطبية تحتل المرتبة الأولى فيها.
وإذا كانت هذه الوزارة تعالج في السابق مشاركي الحرب الفيتنامية فقط ومن بقي حيا من مشاركي الحرب الكورية، فقد أضيف إليهم الآن الألوف من المحاربين القدامى في حروب أفغانستان والعراق، والذين كلما تقدموا في العمر، ساءت صحتهم أكثر، وهذا ما يترك تأثيره في ارتفاع قيمة التكاليف.
نبؤة المحافظين الجدد والأسباب الخفية للحروب
يأتي هذا فيما يرى المحلل السياسي الأمريكي بول كريج روبرتس، أن حروب أمريكا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لها ثلاثة أهداف رئيسية.
وقال في مقال بصحيفة “جيوبوليتيكا” الأمريكية الأول، يرتبط بأرباح مجمع الاستخبارات العسكري، الذي تلتقي مصالحه في التآمر مع احتكارات التصنيع العسكري الخاصة ورموزه القوية في السلطة، والذين يحتاجون إلى خطر معين لتبرير ميزانيات سنوية تفوق بحجمها الناتج المحلي الإجمالي لكثير من البلدان.
السبب الثاني، يرتبط بإيديولوجية المحافظين الجدد، والتي تبرر الهيمنة الأمريكية على العالم، وتدعي أن مسؤولية واشنطن تتمثل في فرض “الأمركة” على كل العالم.
وتهتم نبؤة المحافظين الجدد في أمريكا بضرورة فرض وتأكيد الهيمنة الأمركيية بشكل كامل على روسيا، الصين، إيران وسوريا، التي تعارض الهيمنة الأمريكية، ويجب زعزعة استقراراها وتدميرها.
أما السبب الثالث، فهو مرتبط بحاجات إسرائيل إلى الموارد المائية في جنوب لبنان.
ونجحت آلة الإعلام الأمريكية في إقناع الشعب الأمريكي المخدوع بأن هذه الحروب جاءت رد فعل من حكومتهم على أحداث 11 سبتمبر 2001، وذلك ما يزيد من تعميق الغموض حولها، لأن حقيقة الأمر في أن أيا من العراق أو ليبيا أو سوريا أو اليمن.
فضلا عن أفغانستان وإيران، لم يكن لها أي علاقة بما جرى، لكن ذنبهم الوحيد أن غالبية السكان من المسلمين، وقد تمكن نظام بوش الابن ووسائل الإعلام من ربط ما جرى بالمسلمين.