تقيمات إسرائيلية لفترة حكم محمود عباس.. ومن سيخلفه لرئاسة السلطة الفلسطينية؟
سلطت صحيفة “ميدل إيست مونيتور” البريطانية الضوء علي تقارير الإعلام الإسرائيلي حول شكل السلطة الفلسطينية عندما يغادر الرئيس محمود عباس السلطة، وياتي ذلك وسط تكهنات بتدهور حالته الصحية وفقدانه القدرة البدانية علي القيام بواجباته الرئاسية.
تأثير رحيل عباس علي إسرائيل
ونقلت الصحيفة عن إيلان لوكاتشي ، وهو مذيع للقناة 13 الإسرائيلية ” إنه على الرغم من موجة الشائعات حول رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وكثرت الأطباء الزائرين له، فإنه من الممكن تقديم تقييم شامل للسنوات التي قضاها عباس كرئيس للسلطة الفلسطينية وقياس مدى تأثيره على إسرائيل”..
وأجري إيلان لوكاتشي مقابلات مطولة مع عدد من كبار الضباط والخبراء الإسرائيليين حول توقعاتهم بعد اختفاء عباس من المشهد السياسي.
رحيل عباس يتسبب في فوضي داخلية لفلسطين
وقال الجنرال إتان دانجوت ، المنسق السابق لعمليات الحكومة الإسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية: “إن اليوم الذي يلى رحيل عباس سيشهد اندلاع صراع داخلي، والعديد من الأحزاب ستنضم إلى السباق لخلافته، ونتيجة لذلك قد تنشأ حالة من الفوضى الداخلية الفلسطينية، لذلك لا أرى وريثًا وحيدًا حصريًا ، بل قيادة ثنائية أو ثلاثية لقيادة السلطة”.
وشدد دانجوت على أن ما بقي في حياة عباس أيام، ولن يتذكره التاريخ كزعيم يرأس تغييرات كبيرة، و في الواقع لم يشهد حكمه حتى الحد الأدنى من الأحداث الدرامية، ومع ذلك كان من المؤكد أنه مناسب لإسرائيل.
وأضاف دانجوت أنه بالنظر إلى حقيقة أن مسألة الخلافة أصبحت أكثر أهمية مع مرور الوقت ، فإن كلا الجانبين ، الفلسطينيون والإسرائيليون ، يستعدون لكل السيناريوهات المحتملة.
حقبة أبو مازن من زاوية أمنية
وقال عاموس جلعاد ، الرئيس السابق لقسم الأمن السياسي في وزارة الدفاع الإسرائيلية: “إنني أرى حقبة أبو مازن من زاوية أمنية بحتة، أنه كان على عكس سلفه عرفات ، كان يعارض العمليات العسكرية، ورأى عباس أن من الحكمه إجراء تنسيق امني بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ووصل هاذ التنسيق إلى مراحل متقدمة جداً، وشمل ذلك الأجهزة الأمنية على كلا الجانبين ، والإدارة المدنية والجيش الإسرائيلي، وكانت النتيجة إنقاذ حياة الإسرائيليين”.
وأضاف جلعاد ، الرئيس الحالي لمعهد الاستراتيجيات الاستراتيجية في مركز هرتسليا المتعدد الاختصاصات، إن إسرائيل لن تجد رئيسًا أكثر تعاونًا مثل عباس، على الرغم من أنه يدفع المال لمرتكبي الهجمات ويعلن التصريحات المعادية للسامية ، إلا أنه نفذ علي أرض الواقع ما طلبته إسرائيل.
عباس تخلي عن الكفاح المسلح
بينما قال شامير مئير ، الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية ” اسقط عباس الكفاح الفلسطيني المسلح بيده، انظر لما حدث لحركة فتح التي كانت منظمة مسلحة”.
وأضاف شامير أن عباس سلك هذا الطريق الذي كان مسار حركة فتح منذ عقود، وكان أمر حيوي وأساسي للمنظمة، فمنذ صعود عباس للسلطة قبل 14 عاما جعل الصراع مع إسرائيل سياسي أكثر ما أنه عسكرياً او أمنياً، ولم يسمح أبداً بانتفاضة ثالثة، ولكن في نفس الوقت لم يحقق أي إنجاز سياسي.
عباس فقد العديد من الفرص
وقال آفي ديختر ، عضو الكنيست ورئيس اللجنة الأمنية والخارجية في الكنيست: “لم يكن عباس اختيارًا جيدًا منذ البداية، حتى عندما قاد عملية أوسلو ، سرعان ما ثبت أنه فشل، وفقد العديد من الفرص واحدة تلو الأخري، فهو الآن وسلطته في حالة من العزلة الشبه كاملة، في الوقت الذي تعزز فيه إسرائيل علاقاتها مع عدد من الدول العربية ، فإن هذه الدول تنأى بنفسها عن الرجل المترسخ داخل المقاطعة” ويقصد بالمقاطعة المقر الرسمي للرئيس الفلسطيني في رام الله.
وأضاف ديختر الذي شغل منصب وزير الأمن الداخلي سابقاً في إسرائيل ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك): “جميع الأحزاب تنتظر رؤية ما سيحدث بعد يوم من رحيل عباس، ويأمل كل إسرائيلي في أن يتم الحفاظ على النظام الإداري الاستبدادي، وأن تستمر مؤسسات السلطة الفلسطينية في الأداء ؛ أن التنسيق الأمني سيستمر وأن العنف سيبقى عند الحد الأدنى.
اقتراب نهاية عباس
وكتب موردخاي كيدار ، المستشرق الإسرائيلي ، في موقع ميدا : “نهاية عباس تقترب مع مرور الوقت، وعلى هذا النحو تظهر العديد من الأسئلة الهامة التي سوف تؤثر أجاباتها على المنطقة بأكملها، وهذه هي الأسئلة: ماذا سيحدث في حالة اختفاء عباس؟ من سيخلفه؟ هل سينجح الزعيم القادم في تحقيق المصالحة بين فتح وحماس؟ ماذا ستكون علاقته مع اسرائيل؟ ماذا سيكون مصير السلطة الفلسطينية؟ يبدو أن العديد من هذه الأسئلة لا تزال دون إجابة حتى الآن. ”
وأضاف كيدار انه من الواضح أن الانقسامات داخل السلطة الفلسطينية وغياب مركزيتها بعد عباس ستخدم الرؤية الإسرائيلية وستعمل علي تقويتها، ومن المتوقع انه سوف يحل محل مفهوم الإقطاعات العائلية مع كيان القوة، و في هذه اللحظة تستند كل إقطاعية إلى قيم وأسس قبلية محلية داخل مدن الضفة الغربية.
وقال أيضاً: “هذا النموذج من الحكم العائلي سيستبعد المسلحين لأنهم يرون أن وجودهم يضر باستقرار الوضع الأمني والاجتماعي والاقتصادي والسياسي للعائلة والقبيلة، وفي هذه الحالة ستكون إسرائيل مطالبة بدعم هذا الخيار ، خاصة في وقت نشهد فيه فراغًا في القيادة الفلسطينية “.
من سيخلف عباس؟
ونسب المحلل السياسي الإسرائيلي البارز بن كاسبيت إلى مصدر عسكري كبير قوله: “في الوقت الحاضر ، يشهد عباس نهاية مسيرته السياسية، وسئل خمسة من أعضاء مجلس الوزراء المصغر المعني بالأمن والشؤون السياسية عن رأيهم بشأن من سيخلف عباس، ولم يكن لدى أي منهم أي رؤية واضحة للإجابة على هذا السؤال. هذه هي الصورة اليوم داخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية “.
وفي مقال نشر في موقع يسرائيل بلاس أضاف كاسبيت: “إن الحكومة الإسرائيلية لم تعقد العديد من الاجتماعات لمناقشة قضية خلافة عباس، ويبدو أن الحكومة ليست مهتمة بمناقشة أي خليفة محتمل، ولم يقم أبو مازن بترتيب عملية لنقل السلطة، ومع ذلك تستمر الدوائر الأمنية داخل إسرائيل في القول إننا سنفتقد عباس كثيراً لأنه بعد غيابه ستدخل السلطة الفلسطينية في حرب خلافة، إما أن تكون هناك قيادة ثلاثية أو أن تتولى إحدى الأسماء المتداولة زمام القيادة لبعض الوقت في المستقبل “.
عباس كان مفيداً لإسرائيل
وأشار كاسبيت إلى أنه على الرغم من الاتهامات والهجمات غير المسبوقة التي تعرض لها عباس من بعض الوزراء الإسرائيليين ، وعلى الرغم من أن الجهود السياسية التي كانت تمارس خلال العاميين الماضيين لاستبداله، فإن المؤسسات الأمنية والعسكرية عارضت هذا بشكل حاد بسبب محاربته للجماعات المسلحة ومواصلة أجهزة الأمن التابعة له بالعمل والتنسيق الأمني مع إسرائيل، وبفضل هذا التنسيق تم إحباط عدد كبير من الهجمات الفاشلة.
إسرائيليون: سنفقد أبو مازن
وأضاف كاسبيت أن عباس هو الشخصية المركزية التي تمنع حركة فتح من الانضمام إلى موجة العمليات في الضفة الغربية ، حتى أثناء موجة هجمات السكين، وبفضل موقف عباس امتنع أغلبية الفلسطينيين من المشاركة في هذه العمليات.
واختتم كاسبيت قوله “من وجهة نظر الجيش والمخابرات الإسرائيلية وكبار الضباط والساسه الذين يصرخون ضد عباس إلا انهم يقولون سنفتقد أبو مازن كثراً”.