تفاصيل عمليات الاعتداء الجنسي لأكثر من 300 قس علي الأطفال في بنسلفانيا
أصدرت المحكمة العليا في ولاية بنسلفانيا الأمريكية تقريرا يشرح بالتفصيل وقوع انتهاكات جنسية في الكنيسة الكاثوليكية ويكشف أسماء أكثر من 300 من رجال الدين المتهمين بممارسة اعتداءات جنسية.
الاعتداء علي أكثر من الف طفل
وكشف التقرير لهيئة المحلفين من وثائق داخلية لـ6 أبرشيات كاثوليكية في بنسلفانيا عن اتهام أكثر من 300 راهب بالاعتداء الجنسي علي أكثر من 1000 طفل.
وتشير التحقيقات التي استمرت لمدة عامي إلي ان قادة الكنيسة تورطوا في حماية أكثر من 300 راهب اتهموا بالاعتداء الجنسي للحفاظ علي سمعة الكنيسة أكثر من اهتمامهم برعياة الضحايا.
أكثر من 60 عام للانتهاكات الجنسية
وبحسب شبكة “سي أن أن” الأمريكية أن التقرير يكشف أن الرهبان اغتصبوا الأولاد والبنات الصغار، ورجال الدين المسؤولون عن الرهبان لم يفعلوا شيئاً، وخلال عقود من الزمن قادموا قادة الكنيسة الحماية للأساقفة المساعدون، ويبلغ سنوات الأنتهاكات لأكثر من 60 عاماً.
وتجري التحقيقات مع رجال الدين لـ6 أبرشيات كاثوليكية، هم الينتاون، إيري، جرينسبرج، هاريسبيرج، بيتسبرج، وسكرانتون، وكانت ابرشيات اخريات موضع تقارير سابقة لهيئة المحلفين وهما فيلادلفيا وألتونا وجونستاون، وكان بهم معلومات مدمرة عن رجال الدين والأساقفة.
ويقول المحلفون “ان جميع حالات سوء المعاملة وقعت تقريبا في الماضي ولا يمكن مقاضاتهم، ولكن تم توجيه اتهامات ضد اثنين من القساوسة ، أحدهما في أبرشية إيري والآخر في أبرشية جرينسبرج ، الذين اتُهموا بإساءة معاملة القاصرين”.
تفاصيل الممارسات الجنسية
ويكشف التقرير تفاصيل الممارسات الجنسية عن طريق الفم والمهبل والشرج، وفي أبرشية جرينسبرج قام راعي الكنيسة بالزواج من راهبة تبلغ من المر 17 عاما وبعد أشهر طلقها، وقام قسيس أخر بدعوة طلاب المدارس الاعدادية لممارسة الجنس للعق يسوع بعد المهد وقضم الحبل السري.
وفي هاريسبرج أساء كاهن لخمسة شقيقات من نفس العائلة وجمع عينات من البول والشعر ودم الحيض، واغتصب ايضا فتاة صغيرة عمرها 7 سنوات في المستشفي أثناء إجرائها عملية إزالة اللوز، وفي بتسبرج طارد راهب فتي يبلغ من العمر 15 عاما ومارس معه أنشطة “السادو ماسوشي” معه ومع غيره من الأولاد.
وفي أبرشية ألينتاون ، اعترف راهب بالتحرش الجنسي بصبي وطلب المساعدة، واساء راهب ايضا في معاملة العديد من الأطفال، وفي سكرانتون تبين أن قساً يقضي وقتا في السجن بسبب إساءة معاملة الأطفال ونقله لهم مرض فيرس نقص المناعة البشرية المصاب به منذ سنوات.
وقال رجل يبلغ من العمر 83 عاما “أنه لا يستطيع أظهار اي عاطفة لزوجته وأطفال بسبب الإساءة الجنسية التي تعرض لها وهو طفل، وقالت امرأة “انها تعرضت للإساءة الجنسية عندما كان عمرها 18 شهراً”، وقال رجل أخر ” كان الرهب يغتصبني يومياً وانا طفل وكانت أول حالة انتصاب لي كانت علي يد راهب”.
الكشف عن أسماء القساوسة
ويذكر التقرير أسماء المئات من القساوسة، ولكن جرى حجب بعض الأسماء بسبب المزاعم التي تقول إن الكشف عن أسمائهم ينتهك حقوقهم الدستورية.
وقال المدعي العام في الولاية، جوش شابيرو، في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء إن مكتبه يعمل على إزالة هذا الحجب.
وقال شابيرو إن مسؤولي الكنيسة دأبوا على وصف ما حدث بأنه “سلوك غير لائق”، لكنه أكد على أن ما حدث كان “اعتداء جنسيا على الأطفال، بما في ذلك الاغتصاب”.
وانتقد التقرير أيضا رئيس أساقفة واشنطن، الكاردينال دونالد وورل، الذي كان سابقا رئيس أبرشية بيتسبرج، لدوره في التستر على الانتهاكات.
ودافع الكاردينال البارز عن نفسه في بيان قبل صدور التقرير يوم الثلاثاء قائلا إنه “تعامل مع الأمر بحذر واهتم بالناجين وعمل على منع وقوع انتهاكات في المستقبل”.
وأضاف: “سيكون التقرير بمثابة تذكير بالقصور الجسيم الذي يجب أن تعترف به الكنيسة والذي يجب أن تسعى للحصول على الغفران بسببه”.
وأجرت هيئة المحلفين الكبرى في ولاية بنسلفانيا، والتي تشكلت عام 2016، مقابلات مع عشرات الشهود وفحصت أكثر من 500 ألف صفحة من الوثائق الداخلية من كل أبرشية في الولاية، باستثناء إبرشيتي فيلادلفيا وألتونا-جونزتاون، التي سبق وأجرى التحقيق بشأنهما.”
وزعم العديد من الضحايا أنهم تعرضوا للتخدير أو الخداع. وذكر البعض أنهم تعرضوا للضرب من قبل أفراد العائلة الذين لم يصدقوا قصصهم.
وكان البابا فرنسيس قد قبل استقالة ثيودور مكاريك كبير الأساقفة السابق في العاصمة الأمريكية واشنطن وأحد أبرز شخصيات الكنيسة الكاثوليكية وذلك بعد مزاعم انتهاكات جنسية بحق قصر وشبان.